قال الصياد الهاوي، جابر شمس، في كلمة للصيادين ألقاها عن ظروف دخولهم إلى المياه الإقليمية القطرية بمجلس رجل الأعمال عيسى الكوهجي، إنهم اعتمدوا على حركة الهواء الذي كان يهب شمالاً، واكتشفوا متأخرين أن بطاريات جهاز الملاحة (جي بي إس) قد فرغت فتوقف الجهاز عن العمل. ثم لاحظ البحارة أن خيوط الصيد بدأت تعلق، أي أنها كانت تصل إلى قاع بحر غير عميق (رق) واكتشفوا متأخراً أيضا أنهم علقوا عند فشت (الديبل)».

وأردف «حضرت الشرطة البحرية القطرية فاعتذر البحارة وشرحوا الظروف التي تعرضوا إليها، فأخبرهم قائد الدورية بأنه سيتم الإفراج عنهم بعد توقيع التعهد، غير أن الأمور أخذت مسارا آخر». وأضاف جابر «التمست عطف القاضي القطري المختص بالبيئة بألا يتم توقيف والدي الكبير في السن وخالي الذي يعاني من أمراض في القولون، فاستجاب القاضي لذلك مشكوراً من باب الرأفة الإنسانية التي وجدوها عند أهل قطر الكرام».

وبخصوص أشد اللحظات شدة عليهم، قال جابر إنها لحظات دخول شهر رمضان المبارك وهم بعيدون عن أهاليهم ولاسيما أنهم جميعاً متزوجون ولديهم زوجات وأطفال ينتظرون أن يشاركوهم اللحظات السعيدة. وحمد الله تعالى الذي انعهم عليهم بقضاء عيد الفطر مجتمعين أسرة واحدة.

واستقبل رجل الأعمال الكوهجي أمس الأول البحارة التسعة الذين أفرجت عنهم السلطات القطرية مؤخرا بعد مناشدات في الصحف ومتابعات من القيادة السياسية في مملكة البحرين ووساطة كويتية ممثلة في أمير دولة الكويت.

وكان هناك جمع غفير في استقبال الصيادين الهواة الذين حضروا لزيارة وشكر الكوهجي في مجلسه منوهين بدوره ومساندته لهم في المحنة التي انتابتهم خلال الفترة المنصرمة.

وتابع «عندما أخبرني الموفد حاجة الإخوة الموقوفين آنذاك في قطر الشقيقة إلى تسليط الضوء الإعلامي على قضيتهم، بدأت التحرك في هذا الشأن، كما قمت ببعض الاتصالات التي قد تحرك المياه الراكدة لدى إخوتنا في قطر الشقيقة، رافعين مناشدات إلى قيادتنا الحكيمة في البحرين، وإلى القيادة القطرية، كون ما يجمعنا في هذا البلد العزيز والجارة قطر تاريخ وعراقة وأخوة لا تنتهي».

كلمة البحارة ألقاها جابر شمس الذي بدأ بشكر الله عزوجل ثم شكر القيادة السياسية وأميري قطر والكويت الشقيقتين وكل الأهالي الذين وقفوا معهم وكانوا لهم سنداً. كما وجه شكراً خاصاً إلى الكوهجي الذي أرسل مندوباً عنه زارهم في قطر وساندهم، ومثنيا على هذا الدور.

كما شكر ممثل الدائرة البلدي أحمد العوضي، قبل أن يبدو متأثر وهو يتحدث عن رجل أعمال قطري بذل قصارى جهده لمساعدتهم».

ونوّه الكوهجي (صاحب المجلس) بالعلاقات القوية بين عائلتي الكوهجي والعوضي معتبراً إياهم عائلة واحدة تربطها الكثير من العلاقات والأواصر المتداخلة المتحابة.

وقال «عندما التقيت أهالي الموقوفين الأسبوع الماضي، آلمني كثيرا تلك الدموع التي انهمرت من عيون الأمهات وهن يتمنون ويدعون من أجل عودة أبنائهن، كما آلمني أيضا دموع الأطفال التي لا يشاهدها إنسان دون أن يشعر بالغصة والألم».