يجتمع زعماء إسرائيليون وفلسطينيون وأميركيون في واشنطن هذا الأسبوع لإطلاق أول جولة من محادثات السلام المباشرة في الشرق الأوسط منذ نحو عامين. وبالنسبة لكل الأطراف هناك الكثير على المحك خاصة بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
لكن المحللين أبدوا تشككهم في أن تحدث المحادثات انفراجة كبيرة في الصراع المستمر منذ نحو 60 عاماً. وقالت ميشيل ديون من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي «السيناريو الأقل ترجيحاً هو أن تنجح المحادثات». وفيما يلي قائمة بالنتائج المحتملة للعملية التي استؤنفت أمس (الخميس).
على رغم أن إحراز نجاح كبير في قضايا ساخنة غير مرجح قال محللون إن من الممكن إحراز قدر من التقدم. وكبداية يمكن للزعماء الاتفاق على إجراء محادثات مرة أخرى وسيعتبر ذلك تقدماً.
كما أن وضع أساس وجدول لكيفية مواصلة المحادثات سيعتبر خطوة للأمام.
ومن الممكن أن تساعد أي إجراءات يتم الاتفاق عليها للتخفيف من القبضة الأمنية لإسرائيل في الضفة الغربية في تمهيد الطريق لتحقيق المزيد من النجاح مع استمرار المحادثات.
وقال ستيفن سايمون من مجلس العلاقات الخارجية إن خطوات تحسين حياة الفلسطينيين يمكن أن تساعد على «جعلهم يستمرون في اللعبة». وأشار إلى إجراءات منها خفض القوات الإسرائيلية أو إعادة نشرها بعيداً عن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية كأمثلة على الإجراءات المحتملة من جانب الإسرائيليين.
وقالت ديون إن المحادثات يمكن أن تؤدي أيضاً إلى اتفاق حول حدود الدولة الفلسطينية والتي سيكون التفاوض حولها أسهل نسبياً بعد تقدم تم إحرازه في جولات سابقة من المفاوضات.
تجرى محادثات واشنطن قبل 26 سبتمبر/ أيلول وهو موعد انتهاء حظر مؤقت فرض على إقامة منازل جديدة في المستوطنات اليهودية. وإذا رفض نتنياهو تمديد الحظر أو كانت شروط التمديد غير مقبولة بالنسبة لعباس فإن الرئيس الفلسطيني يمكن أن ينسحب وربما تنتهي المحادثات.
كما أن هناك قوى أخرى قد تسبب انهيار المحادثات إذ قد يتصاعد العنف في المنطقة. وربما تشن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» المزيد من الهجمات لإفساد العملية. وقتلت الجماعة أربعة مستوطنين يهود قرب الخليل يوم (الثلثاء) الماضي كما أصابت في هجوم لاحق اثنين من المستوطنين شرقي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وقال أوباما إنه يجب عدم السماح لمثل تلك الممارسات بإخراج المحادثات عن مسارها لكن أي تصعيد ربما يجبر الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين على أن يغير كل منهم موقفه.
وقال سايمون «ما من شك سيحدث المزيد من العنف لأن هذا هو النمط السائد». كذلك فإن المحادثات يمكن أن تنهار تحت ضغط القضايا الكبرى التي لا يتفق عليها الطرفان.
ترغب الولايات المتحدة في أن تشهد التوصل إلى اتفاق في غضون عام رغم أن محللين قالوا إن هذا الإطار الزمني رمزي أكثر منه أمر مؤكد.
وقال انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية «سيكون الجميع سعداء جداً بإحراز تقدم حقيقي في غضون عام... ناهيك عن أي شكل من أشكال التسوية النهائية».
ومن المتوقع أن تستمر المحادثات - ما لم تسفر عن نتائج في غضون عام - إلى ما يمكن أن يكون بداية مبكرة لموسم انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة سواء كان هذا التكهن واقعياً أو لا.
ويمثل هذا الوضع أزمة وقت بالنسبة لأوباما. إذ يرغب الرئيس الأميركي في أن يظهر للناخبين والأوساط اليهودية ذات الأهمية إحراز قدر من التقدم بحلول ذلك الوقت أو أن يكون في موقف يسمح له بتقديم خطة بديلة لدفع العملية قدماً.
العدد 2919 - الخميس 02 سبتمبر 2010م الموافق 23 رمضان 1431هـ
ام بدر
محادثات ليس لها نهايه خخخخخخخخخخخخخخخخخخخ