ما هو تأثير التعاطي الإعلامي الأمني على الاستثمارات في البحرين؟ ما هي الحالة النفسية للمستثمر عندما يقرأ أو يشاهد ما تتناقله وسائل الإعلام عن الإرهاب؟ هل ما ينشر في وسائل الإعلام يخدم الاقتصاد الوطني؟
عندما بدأت وسائل الإعلام مطلع شهر رمضان، بضخ كم هائل من الأخبار والتقارير التي تتحدث عن الإرهاب، تخوف كثير من المستثمرين من ما يحدث في وقت يعانون فيه من تداعيات الأزمة المالية العالمية، وتفاقم الكساد في القطاعات الاقتصادية كالإنشاءات والعقارات.
تخوفهم نابع من أن يؤثر ما ينشر في وسائل الإعلام على نفسيات المستثمرين الخليجيين والأجانب على قراراتهم، بإلغاء أو تأجيل مشاريع وصفقات محتملة في البحرين. إذ إن أجواء التوترات الأمنية تثير الرعب لدى أصحاب المال، كما يقال رأس المال جبان.
كيف تتأثر نفسيات المستثمرين؟
بحسب علم النفس المعرفي تتكون السلوكيات من ثلاثة مكونات وهي: المكون المعرفي، المكون الانفعالي، المكون السلوكي.
فالإنسان لا يمكنه أن يتخذ سلوكاً معيناً تجاه شيء ما، إلا بناء على ما يوجد في عقله من معرفة تجاه الشيء.
فالمستثمر عندما تمطره وسائل الإعلام بعشرات المواضيع والتقارير عن الإرهاب والقتل؟ فإنه سيشعر بالخوف، وبالتالي سيقوم بسحب أمواله من السوق.
فالمكون المعرفي: التقارير والأخبار عن الإرهاب.
المكون الانفعالي: الشعور بالخوف.
المكون السلوكي: سحب الأموال ومغادرة البلد.
وعندما يكون العكس، وتقوم وسائل الإعلام بإمطار المستثمرين بعشرات المواضيع عن الاستقرار الأمني، وأن ما يحدث من احتجاجات هي أمور عادية، وأن القانون يطبق بشكل عادل ولا أحد فوق القانون، فإن المستثمر سيشعر بالطمأنينة والأمان، وبالتالي البحث عن فرص استثمارية في هذا البلد لتشغيل أمواله.
المكون المعرفي: معلومات جيدة عن الاستقرار السياسي والأمني.
المكون الانفعالي: الطمأنينة والأمان.
المكون السلوكي: البحث عن فرص استثمارية.
فوسائل الإعلام عليها مسئوليات وأخلاقيات مهنية كبيرة، في نشر الوقائع والأحداث، بصورة متزنة وموضوعية.
وللأسف أن وسائل الإعلام المحلية ضخت كميات هائلة من الأخبار والتقارير التي تتحدث عن الإرهاب، منذ مطلع شهر رمضان المبارك، بشكل مهول؛ ما يخلق صورة كاذبة في عقل المستثمرين بأن البحرين البلد الآمن، تعيش في حالة من الفوضى الدموية والإرهاب.
كما أن نشر صور وأسماء متهمين قبل أن يأخذ العدل مجراه، يزيد من مخاوف المستثمرين ويخلق انطباعاً لهم بأن البلد لا يحترم الدساتير والقوانين في مختلف أنحاء العالم التي تقول: «المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية». عندما يشعر المستثمر بأن بلداً ما لا يحترم الدستور فإنه لا يستثمر فيه أبداً، لأن الدستور والقانون هو الضمان للمستثمر لحفظ حقوقه.
وما «يزيد الطين بلة» نشر لوحات إعلانية في الشوارع تحمل صوراً بشعة، تخلق صورة كاذبة بأن البحرين غارقة في فوضى من الإرهاب.
كل هذا التعاطي الإعلامي الأمني، كفيل بالتأثير على الحالة النفسية للمستثمرين، واتخاذ قرارات بإلغاء أو تأجيل استثماراتهم في البحرين، يلحق أضراراً بالغة بالاقتصاد الوطني الذي يكافح تداعيات الأزمة المالية العالمية. وستظهر آثار ذلك على الوضع الاقتصادي، خلال الربع الأول من العام المقبل، منها: تراجع مستثمرين عن تنفيذ مشاريع أو صفقات محتملة، والاحتفاظ بالأموال على شكل ودائع في البنوك، وهو ما يحرم الاقتصاد الوطني من حركة دوران النقود وعمليات التداول والبيع والشراء.
فالمستثمر عندما يشعر بالخوف من أمور أمنية، فإنه يعتقد أن الأسعار ستستمر في النزول، فإذا كان يعتزم شراء أو استئجار مبنى بملايين الدنانير، فإنه يتراجع عن هذا القرار؛ لأنه يعتقد أن سعره سينخفض إلى النصف أو أقل بسبب الأوضاع الأمنية.
وإذا ما استمرت هذه المخاوف، فإن ذلك يعني عملياً انحسار عمليات البيع والشراء في السوق، وهو ما يؤدي إلى تراجع إيرادات وأرباح الشركات، فتلجأ هذه الشركات إلى خفض النفقات والمصروفات من خلال تقليص الإنتاج، وتسريح العمال والموظفين، وبالتالي تفاقم مشكلة العاطلين عن العمل.
كما أن هذه المخاوف تؤثر على المصارف التجارية؛ ما يجعلها تزيد من عمليات التشدد في منح القروض، خوفاً من أن تتحول الرهونات كالعقارات إلى أصول مسمومة، نتيجة استمرار انخفاض الأسعار بسبب الحالة النفسية التي خلقتها مبالغات الإعلام الأمني.
ويتوقع أن تظهر الإحصائيات عندما تصدر في نهاية العام الجاري، ارتفاعاً في عمليات تصفيات الشركات الصغيرة والمتوسطة، فرواد الأعمال والملاك عندما يشعرون بأوضاع مقلقة يمكن أن تحول أرباحهم إلى خسائر، يقومون بتصفية شركاتهم تصفية اختيارية للحفاظ على رأس المال.
وهذا غيض من فيض، حول تأثيرات التعاطي الإعلامي الأمني على الاقتصاد الوطني.
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 2918 - الأربعاء 01 سبتمبر 2010م الموافق 22 رمضان 1431هـ
ياريت الحكومه تفهم
يااستاذ عباس ياريت الحكومه والصحافه يفهمون هذا المقال.........
تسونامي الاعلام يهدد الاقتصاد البحريني
تسونامي الاعلام يهدد الاقتصاد البحريني
هل سيتمكن الاقتصاد البحرين من مقاومة تسونامي الاعلام البحريني وخاصة لمسألة الاعلام الامني وقضايا الارهاب؟ وهل سيصمد التاجر البحريني؟ وهل سيتأثر السائح و المستثمر الاجنبي؟ وماهي سلبيات هذه التغطيات؟
مازالت التغطيات الاعلامية مستمرة حول مخططات ارهابية تحاول المس بسيادة الوطن وامنه من الخارج والداخل وعلى منهج مخطط ومدعوم. فكثرت في العديد من وسائل الاعلام المحلية وافردت لها صفحات عدة واشهرا كثيرة.
من صجك؟؟
أخ عباس أود أن أعرف ما إذا كنت تتغشمر والله من صجك؟؟ هل النار والحرائق وسد الشوارع هي العوامل التي من خلالها سيتهافت المستثمر الأجنبي على البحرين. أو تقصد زجاجات المولوتوف التي تمنعني كمواطنة من الذهاب للتسوق في المحلات الواقعة في المناطق التي تأوي الإرهابيين هي من تجلب المستثمر من كل مكان. لا أكيد أخوي أنك تتغشمر :)
زائر 1
الزجاجات الحارقة و الحرائق و ما شابه هي ردة فعل لما تقوم به جهات رسمية و شبه رسمية تجاه الشعب فلا تقوم بتصوير هذه الأفعال حتى و إن كانت غير صائبة بأنها فعل، فهي مجرد ردة فعل لأفعال أشد تدميراً و أشد فتكاً تمارسها جهات لا يهمها مصلحة الوطن بقدر ما تهتم لملء جيوبها أو تعزيز مكانتها لدى الحكومة عن طريق التملق و النفاق
السؤال هنا لماذا القبول والتشجيع لهذا الهول من الاعلام؟
هناك عدة احتمالات
1/ اما ان المتنفدين فيها لايهمهم الاستثمار العالمي بسبب السرقات والفساد الاداري الذي يبيض اليهم الذهب لذلك لا يهمهم الاستثمار هرب او بقى
2/ او ان هذا الاعلام نفسه مسروق من جهة معينة تستفيد من هذا الهول الاعلامي لمصلحة خاصة.
3/ اما انه ينطبق علينه المثل ربا ضارة نافعة
الاستثمار الصغير يؤثر على الاستثمار الكبير
الاخ عباس اولا اشكرك على هذا الغيض
المحلات الصغيرة داخل القرى بدأت تخلي محلاتها
لعدم مقدرتها بسداد الايجار والخسائر الفادحة
ايضا بعض الاسيويين يتخوف من دخول هذه المناطق لوجود مواجهات شبه يومية في بعض القرى والبعض الاخر وضب اغراضه واستأجر غرفة او شقة في مناطق اخرى بعيده عن هذه الاحداث
كلمة حق اريد بها باطل
للاسف ان فى 500 حرف يصعب ايضاح الفكرة و لكن سأحاول ان اثبت ان بكائك و نواحك ليست على مصلحة هذا الوطن و استثماراته و انما هى كلمة حق اريد بها باطل . من هو المستثمر الاجنبى الغبى الذى سيفكر فى استثمار امواله فى دولة يتحول ليلها الى نهار بفعل زجاجات الملوتافات و حرق مكبات النفايات و اغلاق الشوارع الرئيسية و العشرات من الاعتصامات و تسيس نقابات الشركات و تهجير الاجانب من بعض المناطق المحاذية لقراكم و اخلاء العقارات المؤجرة فى تلك المناطق من مستاجريها الاجانب و تكبيد اصحابها المستثمرين ديون وقروض