لا يبدو أن أحداً - بمن في ذلك قيادات المنبر الإسلامي والأصالة - كان يتوقع أن تظل الأمور عالقة بين الطرفين منذ 80 يوماً، إلى ما قبل أقل من 10 أيام قبل افتتاح موعد الترشح الرسمي للانتخابات المقبلة. ورغم أن سيناريوهات التحالف من عدمها لا تزال غير مؤكدة، إلا أنه في حال فضّ هذا التحالف فإن الجمعيتين على حدٍّ سواء سيكون عليهما الاستعداد إلى ظروف انتخابية استثنائية لم تواجههما في الدورتين السابقتين، فـ«المنبر» ستعاني من منافسة شرسة في 10 دوائر من بين 11 قدّمت فيها مرشحين، أما «الأصالة» فالخطر الانتخابي يطل عليها في 3 إلى 5 دوائر من بين الدوائر الثماني التي ستترشح فيها.
الوسط - حسن المدحوب
ما الذي يجري بين «الأصالة» و «المنبر الإسلامي» هذه الأيام؟ لقاءات تلو أخرى ومفاوضات على إثر مفاوضات، بياناتٌ رسمية تدعو إلى التفاؤل بشأن التحالف الموعود بين الطرفين، وتسريباتٌ في الخفاء تشير إلى عكس ذلك، والنتيجة إلى الآن تشير إلى أن ذلك التحالف أقرب للموت منه إلى الحياة.
لا يبدو أن أحداً بمن في ذلك المنبريون والأصاليون كان يتوقع أن تظل الأمور عالقة بين الطرفين منذ 80 يوماً، حين افتتح الطرفان أول الطريق إلى المفاوضات الرسمية بينهما، إلى ما قبل أقل من عشرة أيامٍ قبل افتتاح موعد الترشح للانتخابات المقبلة، وأقل من شهرين من موعد الانتخابات، إذ بات من المحتم الآن عليهما إما الإسراع في وتيرة المفاوضات وحل الأمور العالقة، والأمل في ذلك يتضاءل، وإما الإعلان عن مرحلةٍ جديدة للعلاقات بين الجهتين قوامها حدٌ ادني من التنسيق، وسقفٌ أعلى من المنافسة.
ما رشُح قبل بدء المفاوضات ويرشح حالياً عنها، لا ينبئ بالكثير من التفاؤل، وليس معلوماً إلى الآن ما إذا كان بالإمكان أن تتجاوز الجمعيتان خلافاتهما، أو الجزء الأكبر منها على الأقل لتعلنا عن تحالفهما القوي الموعود، أو على الأقل عن شكلٍ أقرب إليه.
المراقبون يرون أن «الأصالة» و «المنبر الإسلامي» تعودتا على الجنوح للسلم بعد كل اشتداد لطبول الحرب بينهما، ذلك لأن الجمعيتين/ التيارين يدركان أن التحالف بينهما أمرٌ لا مفر منه انتخابياً، وأن الخلافات وإن كانت أيضاً قدراً طبيعياً بين فصيلين ذوي لونين فكرياً، إلا أنها «تكتيكات» تسمح لهذه الجهة أو تلك بتحسين شروط التحالف «الاستراتيجي» المرتقب.
الجمعيتان صاحبتا الصبغة الدينية اقتسمتا أغلب الدوائر «السنية» في 2006 (16 دائرة من بين 22)، وقد تكونان سائرتين على المنوال ذاته في 2010، على رغم ما يعترض تحالفهما من «سحابات صيفٍ»، ظهرت ثلاث مراتٍ على الأقل حتى الآن منذ أن اقفل مجلس النواب أبوابه أواخر مايو/ أيار الماضي، بعد مناوشاتٍ «إعلامية» بينهما بسبب اتهاماتٍ متبادلة عن بطء «الأصالة» في اللقاء مع «المنبر الإسلامي»، ومسارعة «الإخوان» إلى طرح مرشحين نيابيين في دوائر لقيادات «السلف»، ورغبة المنبر الإسلامي في إبعاد النائب عن الأصالة عبدالحليم مراد عن ثامنة الوسطى لصالح مرشحها ممثل الدائرة بلدياً عبدالرحمن الحسن.
قبل ثلاثة أشهر من الآن، فإن أشد المراقبين تشاؤماً أشاروا إلى أن ما يجري من خلافات بين الطرفين ليس أبعد من تحسين الفرص الانتخابية لكليهما، وخاصة «المنبر الإسلامي» التي كانت التكهنات تلمح إلى أن طرح أسماء مرشحين لها في دوائر «القيادات السلفية» ليس أكثر من تنبيه إلى أن غياب التحالف يعني أن الانتخابات المقبلة ستكون فوضى تنال الجمعيتين وستؤدي بالتأكيد إلى خسارتهما لعددٍ من الدوائر التي حظيتا بها في 2006.
كان المتوقع بعد 14 يونيو/ حزيران الماضي، حينما أعلنت الجمعيتان أنهما التقتا للمرة الأولى لبدء مفاوضات «التحالف» المنتظر، أن تخمد أعمدة الدخان التي حاول البعض النفخ فيها، وهكذا تم فعلاً، إذ سرعان ما هدأت الأمور وعادت تسيرُ بشكلٍ اعتيادي «إعلامياً» على الأقل، وكان الجميع يتوقع أن تعلن الجمعيتان عن مؤتمرٍ صحافي خلال الأسابيع الأولى من يوليو/ تموز الجاري لإطلاق «التحالف» الموعود.
لكن، بعد 80 يوماً بالتمام عاودت الجمعيتان «تكتيكاتهما»، وبدأ الحديث مجدداً عن الخلاف بينهما، فـ «المنبر الإسلامي» لم تسحب مرشحيها قبال «قيادات الأصالة»، فيما يجد «الإخوان» أن «السلف» قد يلتفون على التحالف الموعود بدعم «مستقلين» يضمنون لهم مقاعد أكبر مما سينتجه التحالف، لتكون المحصلة النهائية، فوز مرشحين تابعين لـ «ألأصالة» حالياً، وربما فوز آخرين وانضمامهم لها لاحقاً، كما أن الدائرة السابعة في الوسطى لاتزال عصية على التوافق بين الطرفين، ويبدو أنها ستكون القشة التي ستكسر ظهر التحالف الموعود.
إذاً، ربما لن تكون هذه الخلافات الطارئة آخر «سحب الصيف» التي ستطل فوق رأسي الجمعيتين إلا أنهما تدركان تماماً أن أي خلافاتٍ مهما نمت وعظمت لن تنتهي بقرع طبول الحرب بينهما، لأن ذلك يعني ببساطة أنهما ستخسران المزيد من الدوائر التي يمكن الهيمنة عليها من خلال النزول بلائحة موحدة أو التحالف فيها على الأقل.
وعلى رغم أن سيناريوهات التحالف من عدمها لاتزال غير مؤكدة، فإنه في حال فض التحالف فإن الجمعيتين على حدٍ سواء سيكون عليهما الاستعداد إلى ظروفٍ انتخابية استثنائية لم تطلهما في الدورتين السابقتين، فـ «المنبر» ستعاني من منافسة شرسة في 10 دوائر من بين 11 قدمت فيها مرشحين، أما «الأصالة» فالخطر الانتخابي يطل عليها في 3 إلى 5 دوائر من بين الدوائر الثماني التي ستترشح فيها.
وإذا لم تتحالف الجمعيتان، فإنه حتى الدوائر التي لا تتنافسان عليها قد تكون عرضة لتشتت الأصوات، في حال لم يتم توجيه شارع كلا الجمعيتين للتصويت للأخرى في تلك الدوائر، وربما تكون «سادسة الشمالية» مثالاً واضحاً على ذلك، في ظل وجود منافسة قوية فيها.
العدد 2918 - الأربعاء 01 سبتمبر 2010م الموافق 22 رمضان 1431هـ
ما يشوفون شر
أما احنا في دائرتنا في الحد فنريد التغيير وراح نكون مع أي مستقل قريب من الناس لأنا تمللنا من هيمنة الأصالة علينا ونا ئبنا اللي ما شفناه لمدة ثمان سنوات.
الحمدلله
هذا التفكك في صالح الوطن و المواطن
إبن الرفاع
والله ملينه خزعبلات الاخوان، ثمان سنوات وهم يعيشون في دائرة الطائفية الضيقة وأتوقع الهزيمة الساحقة لهم في مواقعهم، وأدعوا كل مستقل إلى ترشيح نفسه وخصوصا في الرفاع لتفويت الفرصة عليهم، فلا خدمات ولا تحسين طرق ولا تخضير المنطقة ولا خدمات إسكانية، فماذ ننتظر بعد كل هذه الأخطاء؟