أحمد الفضالة مراهق لم يتعدَّ الـ 18 ربيعاً، ولكنّه لبس ثوب الرجال منذ نعومة أظافره، فلقد كان منذ الصغر رجلاً في زمن تقلّص فيه وجود الرجال الحقيقيين، وزاد فيه مراهقو الأربعين والخمسين!
ما إن تلتقي بهذا الرجل الصغير، حتى تستشعر بأنّ البحرين مازالت معقلاً- للرجال، ومازالت أمّهاتنا ترّبي الأجيال، وما صنعته «أم أحمد» لم يكن إلا ليقينها بأهمّية التربية في مجتمع تناثرت فيه القيم هنا وهناك.
لماذا نتكلّم اليوم عن أحمد الفضالة؟ ولم نخصّه بالذات؟ ومن هو هذا الأحمد الذي تميّز من دون غيره؟
إنّ أحمد شاب من الشباب المخلص لوطنه، الذي يقدّر الكلمة والمعاني قبل أن يخاطب غيره، وهو رجل كبير بما يقوم به، وصغير بعمره، وهو يحاول أن يصنع شيئاً اختفى في هذا الزمان.
برّه بوالديه وأهله وصحبه، جعل الكثير ممّن حوله يبر بأهله، وعلّمهم أهمّية البر، فما إن تكون حوله حتى تجده واصلاً لرحمه سبّاقاً لهم، وحريصاً على التعامل معهم بأحسن الخُلق، بدون رياء أو مزايدات.
علاوة على ذلك تجد عنده التفكير العميق بمستقبله ومستقبل أخوته، فهو لم يكن ذلك المتميّز في دراسته، ولكنه المتميّز بسمعته في محيط مدرسته ومجتمعه، وما هذا بغريب أو جديد على بعض شبابنا البحريني.
سألنا أحمد عن مشاريعه بعد التخرّج، فذكر لنا الإخلاص لوطنه، والسعي للحصول على شهادة جامعية تفيده وتفيد أبناء جيله، وليس هذا فقط، بل أنشأ بنفسه تنظيم سياسي ذاتي يحث بقيّة أبناء جيله على أهمّية نبذ الطائفية والعمل مع أهل بلده من أجل البحرين. وما أعظم أن يكون عندنا ذلك الحب للوطن والحرص عليه.
جميل أن ترى شاباً مكافحاً من طبقة راقية، يُذيب الطبقية في طبقة وطنية من أجل الوطن، ويعمل على هذا الهدف ويحاول توسيع النطاق، فهو لا يعرف في السياسة بشكلها البشع، ولكنّه يعلم بأنّ المحاولة هي التي ستُنجح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وخاصة من قبل جيل الشباب المتحمّس للوطن.
لقد علّم أحمد الكثيرين معنى حب الوطن، ورأيناه يطبّق ما يقوله فعلاً وعملاً مخلصاً، فيدخل ذلك البيت، ويذهب الى تلك العائلة، ويسعى لذلك الشخص، ويتّصل من أجل ذلك المسكين، وهذا كله من أجل الآخرين وإذابة الأنوية.
نحن نُريد أن نكثر من أحمد ومن محاولاته، ونتمنّى من أمهات البحرين الحصول على هذا الأحمد في كل مواطن شاب عشق بلده، ولم لا ونحن نواجه تحدّيات وأزمات في هذا الموطن الصغير جداً.
وصلتنا رسالة من أم أحمد تشكر فيها ابنها البار على ما يقوم به من عمل خير، وتحثّه على مواصلة العمل والرجولة بمعانيها المختلفة، فالرجولة هذه الأيام أصبحت كلاماً في مهب الريح، ولا تجدها كثيراً عند البعض.
لنكن متّحدين متوافقين لنتعايش في سلم وخير، فالأحداث المتوالية تجعلنا نتّجه إلى الشباب الصغير، ونضرب له الأمثال في المواطنين الصالحين، لنشجّعهم أوّلاً، ولنفتح أعينهم على بعض الأمور المخفية ثانياً.
ونتمنى من الحكومة وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم الحرص على تنشئة أجيالنا تنشئة جديدة وفقاً للمتغيّرات الحاصلة في هذه الأيام، حتى لا نخسر الطاقة الشبابية التي يحتاجها الوطن يوما بعد يوم. فالشباب ليس كما كان، فهم واعون أكثر من زماننا بمطالبهم وواجباتهم اتجاه البحرين.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2917 - الثلثاء 31 أغسطس 2010م الموافق 21 رمضان 1431هـ
إلى زائر 5
صفار البيض أبيضٌ أو أبيضاً ؟
نعم البحرين ولادة
نعم البحرين ولادة وانا اتفق مع الزائر رقم 2 ولا ننسي ما كتبته بنت الشروقي في الساق عن بائع الورد عصام الذي تفوق في دراسته ونفس الوقت يبيع الورد لإعالة اسرته ولم يمد يده للغير فنتمني من القيادة الالتفات إلي هؤلاء والدفع بهم للنهوض بالوطن و كنس المنافقين واصحاب الاقلام المأجورة اصحاب الشعارات الهدم لا البناء . تحياتي لكم جميعاُ
وتحياتي لاحمد وبائع الورد عصام وكل طفل مراهق لا نعلم عنه شئ ولكن الله يعلم بهم .
تحدّيات وأزمات في هذا الموطن الصغير جداً.
جميل أن ترى شاباً مكافحاً من طبقة راقية، يُذيب الطبقية في طبقة وطنية من أجل الوطن، ويعمل على هذا الهدف ويحاول توسيع النطاق، وخاصة من قبل جيل الشباب المتحمّس للوطن. نحن نُريد أن نكثر من أحمد ومن محاولاته، ونتمنّى من أمهات البحرين الحصول على هذا الأحمد في كل مواطن شاب عشق بلده، ولم لا ونحن نواجه تحدّيات وأزمات في هذا الموطن الصغير جداً.
ابن المصلى
لايخلوا مجتمع ما من الناس الذين يحملون بين ثنايهم هذا الحب لله والحب للوطن والحب للناس كل الناس بدون استثناء وعلى اختلاف مللهم ونحلهم تجده رحيما عطوفا بالآخرين وهذه قيم لو اخد بها الناس مثل ما اخدها الولد احمد لما كان هناك تحسس من الآخر ولصفت النيات وفرغت النفوس من الحقد والكراهية ولبنيت وعمرت الأوطان لأنها واقعا مثل العدل التي نذبنا اليها ديننا الأسلامي الحنيف فالعدل وان دام عمر والظلم وان دام دمر اذا اردنا الخير لوطننا فعلينا بهذه الصفات والتي اتصف بها احمد بقلبه المحب
كاتبتنا العزيزة تقبلي ملاحظاتي
كأحد قراء الوسط ، أبديتُ ملاحظاتي اللغوية على كتاباتك أكثر من مرّة. فعنوان المقال مثلاً (أحمد الفضالة... مراهق بلباس رجل) يعتقد القارئ أنك تهينين رجلاً كبيراً يتصرّف كالصبيان والمراهقين، فقط مظهره الخارجي(لباسه) مظهر رجال!!!والأحرى بك أن تقولي ( أحمد الفضالة رجلٌ في صورة مراهق)، هنا يدرك القارئ فوراً انك بصدد الحديث عن فتى مراهق بالمظهر فقط ولكنه يتحلى بصفات الرجل الكامل. والملاحظة الأخرى (منذ نعومة أظفاره) لا أظافره. أرجو ألا تضايقك ملاحظاتي، متمنياً لك كل التوفيق والتألق دائماً
احمد او غيره
يا جماعه لا احمد ولا غيره يستطيع ان يلم شمل اهل البحرين الا اذا زال الخطر ..... والحر بالاشاره يفهم
لولا التربية 0
لسقطت الحضارات 0 ونحن نرجوا التعاون بين وزارة التربية واولياء امور الطلبة لكي ننشئ جيلا متعاونا ومتفتحا ونحرضهم على السلوكيات الجيدة وعدم تحريضهم على العنف والكراهية 0
عادي
الموضوع عادي جدا ومافيه أي تميز أو اختلاف عن الآخرين لأن هذا ما يجب أن يكون عليه أبناءنا
البحرين ولادة
البحرين ولادة و أحمد سلمة الله نسخة من أبناء البحرين الذين عملوا في سن الثانية عشر لمساعدة ذويهم . كنا نخجل ان نطلب فلوس من أهلنا و كنا نبحث عن أي مهنة شريفة لمساعدتنا على بعض التكاليف . و بعدما عملنا رسمي فكنا نعطي رواتبنا أهلنا . و ما يقول فيهم واحد أح إلا و كنا في جانبة .و كثير منا من سافر مع والدية للعلاج و هوه لم يتجاوز الثالثة عشر . لكن كان الجميع يربي الفريج يربي و المجلس يربي و العم و الخال يربي و الجار ايضاً يربي . كان عندنا من الكبائر ان نرفع الصوت على اللي أكبر مننا .
شكرا
نسأل الله أن يبقى أحمد الفضالة وأن يكون انموذجا للشباب الواعي والجيل المثقف والنظيف، ........ حماك الله يا بنت الشروقي يا صاحبة القلم الطاهر ونشكر جريدة الوسط على إحتوائها لمثل هذه النوعية من الأقلام الواعية والشريفة.