العدد 2917 - الثلثاء 31 أغسطس 2010م الموافق 21 رمضان 1431هـ

القذافي يختتم زيارة لإيطاليا أثارت جدلاً واسعاً

بسبب دعوته أوروبا لاعتناق الإسلام ودفع أموال لمكافحة الهجرة

الزعيم الليبي وإلى جانبه رئيس الوزراء الإيطالي  (أ.ف.ب)
الزعيم الليبي وإلى جانبه رئيس الوزراء الإيطالي (أ.ف.ب)

اختتم الزعيم الليبي معمر القذافي أمس (الثلثاء) زيارة إلى روما استمرت يومين، بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة الإيطالية الليبية التي أنهت النزاع بين البلدين بشأن الحقبة الاستعمارية، أثار خلالها جدلاً كبيراً.

وأثارت تصريحات القذافي حول ضرورة أن «يصبح الإسلام دين أوروبا بأسرها» التي أدلى بها أمس الأول (الإثنين) الماضي في روما خلال زيارته الرابعة إلى إيطاليا في قرابة عام، جدلاً.

وطغت ردود الفعل على مواقف القذافي خلال لقاءين مع مجموعة من الشابات اللواتي دعاهن إلى اعتناق الإسلام، بشكل كبير على الهدف الرئيسي للزيارة وهو الاحتفال مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بالذكرى السنوية الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة الايطالية الليبية في 30 أغسطس/ آب 2008.

وقدم القذافي درسين مسهبين حول الإسلام مساء الأحد وبعد ظهر الاثنين أمام جمهور ضم 500 شابة في اليوم الأول و200 في الثاني، اختارتهن وكالة للمضيفات وتلقت كل منهن 80 يورو لقاء حضورها، كما تسلمت كل شابة نسخة من القرآن.

ورأى مسئول في مجمع فاتيكاني أمس في دعوة الزعيم القذافي «استفزازاً وقلة احترام للبابا وإيطاليا حيث غالبية السكان من الكاثوليك».

وقال سكرتير مجمع تبشير الشعوب روبرت ساره في حديث إلى صحيفة «لا ريبوبليكا» إن «الدعوة إلى أن يصبح الإسلام دين القارة الأوروبية لا معنى لها لأن الأفراد وحدهم يقررون إذا أرادوا أن يكونوا مسيحيين او مسلمين او اعتناق ديانات أخرى».

وقال المونسينيور ساره إنه «غير قلق لتصريحات القذافي» التي ليست في نظره «سوى استفزازا مجانيا وسخيفا». وأضاف أن «الخطر الحقيقي الذي يحدق بالأوروبيين هو قلة الإيمان وضعف الدين وعدم احترام الحرمات» واصفاً هذه العوامل بأنها «العدو الحقيقي للإيمان الذي قد يتحول إلى ارض خصبة لتغلغل الإسلام مستقبلا في كافة أرجاء أوروبا».

وانتقد ساره أيضا «غياب مبدأ المعاملة بالمثل بين الدول الإسلامية والغربية» ومشاكل «حرية المعتقد في المناطق المسلمة». لكنه أشار إلى أن «العلاقات بين المسيحيين والمؤمنين من ديانات أخرى ممتازة في دول عدة مثل مالي وغينيا وشمال إفريقيا».

وأضاف المسئول عن المجمع المكلف المهمات الكاثوليكية في الخارج «لهذا السبب يواصل البابا (بنديكت السادس عشر) دون كلل الترويج للحوار بين الأديان».

من جهة أخرى، رأى القذافي انه على الاتحاد الأوروبي دفع «خمسة مليارات يورو سنوياً على الأقل» لوقف الهجرة غير الشرعية وتجنب أن تصبح أوروبا «سوداء».

وتنص معاهدة الصداقة على توظيف ايطاليا استثمارات بقيمة خمسة مليارات دولار في ليبيا تعويضاً عن الحقبة الاستعمارية، من ضمنها شق طريق ساحلي سريع بطول 1700 كلم في ليبيا.

وأعلنت مجموعة ايني نيتها الاستثمار بقيمة 25 مليار يورو (نحو 31.73 مليار دولار) في ليبيا.

وأشاد برلسكوني بعلاقات إيطاليا مع ليبيا في حفل مساء الاثنين حضره بعض من أكبر الأسماء في قطاع الأعمال الايطالي منهم كثيرون يأملون في الظفر بعقود مربحة في الدولة الغنية بالطاقة الواقعة على الطرف الآخر من البحر المتوسط.

العدد 2917 - الثلثاء 31 أغسطس 2010م الموافق 21 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً