كثيراً ما تنتهي النقاشات التي تدور اليوم حول تردي الأوضاع السياسية الراهنة بواحدة من هذه العبارات: «والله ما وصلنا إلى اللي إحنا عليه، إلا بسبب البرلمان والنواب»، «ما استفاد من هذا البرلمان إلا النواب أنفسهم، فهم من حصل على المرتبات العالية، وبرامج التقاعد المجزية، والوضع الاجتماعي المتميز»، «ما الذي حققه هذا البرلمان سوى تردي الأوضاع الأمنية، وازدياد موجات التكسير والتحريق»؟ وغالباً ما تنتهي جلسات تقويم البرلمان إلى عبارة من نمط، «هذا برلمان طائفي أكثر من شيء آخر، واستمراره لن يقودنا سوى إلى المزيد من الطائفية الممزوجة بالكثير من عناصر تأجيجها».
لاشك أن هذه الأسئلة مشروعة، وهي لا تصدر من الفراغ، فهناك ما يبرر إثارتها في ذهن المواطن، الذي توقع الكثير من البرلمان، فبدت إنجازات هذا الأخير، من وجهة نظر الأول باهتة، وأداء أعضائه متواضعاً، جراء الأسباب التالية:
1. تضخيم وترويج، من لهم مصلحة في تشويه صورة البرلمان، وممارسات بعض النواب، ونصر على توجيه أصابع الاتهام للبعض، دون أن يشمل ذلك الكل، الذين نحرفوا نحو تعزيز المكاسب الشخصية على تلك العامة، بما في ذلك التوقف عند القضايا الفردية الذاتية، مثل ترتيب صفوف المقاعد المخصصة لهم في المناسبات العامة، مقارنة بالوزراء أو الوجهاء، أو التمييز الذي يسبق المخاطبة التحريرية الرسمية، هل هي «معالي ..»، أم «سعادة .... « إلخ من الألقاب التفخيمية، إضافة إلى النقاشات بشأن مخصصات التقاعد وبدل الأسفار .... إلخ. وصول أخبار مثل هذا السلوك مضخمة أثار حفيظة المواطن، وشكك في نزاهة النائب.
2. تشجيع بعض المؤسسات لسياسات الانشطار الطائفي العمودي التي آلت إليها الكثير من نقاشات المجلس النيابي، وأكدتها نتائج التصويتات. وأسطع مثال على ذلك جلسات استجواب بعض الوزراء وإدانة ممارساتهم، حيث احتمى النواب، وللأسف الشديد، في خنادقهم الطائفية، متناسين، تحت تبريرات واهية لايمكن القبول بها، قسمهم بالولاء للوطن وليس للطائفة. أشاع ذلك السلوك الطائفي، الذي لم يكن استثنائياً، مرارة في نفوس من توهم قدرة النواب على امتلاك الشجاعة الكافية لشن حرب داخلية ذاتية ضد «جرثومة الطائفية».
3. استماتة السلطة التنفيذية في إيصال نقاشات القضايا الكبرى إلى طرق مسدودة قبل أن تصل إلى نهاياتها، الأمر الذي كرر اضطرار النواب الوقوف، يحكمهم في ذلك أيضاً طبيعة تشكل الكتل النيابية من جهة، وانخفاض سقف الصلاحيات التي بيد البرلمان من جهة ثانية، في منتصف الطريق، وفي أحيان كثيرة إلانتكاص إلى بداياتها. قاد ذلك المواطن إلى ما يشبه الشك في قدرة المجلس أو أي من كتله، على فرض أمور تشكل تهديداً حقيقياً لصلاحيات السلطة التنفيذية أو المشروعات التي تصر على تنفيذها.
لسنا هنا بصدد الدفاع عن البرلمان أو أدائه، بل ربما نشارك المواطن بعض تلك المآخذ، ونضم صوتنا إلى صوته كي نحث نواب برلمان 2010 ، وفي نطاق الصلاحيات التي يتمتعون بها، على وضع حد لكل ما يمكنه أن يشوه صورتهم ومعها صورة البرلمان. لكننا في الوقت ذاته، نعتقد، أن تلك السلبيات ليست سوى أحد وجهي العملة، ونناشد المواطن أن يرى الوجه الآخر لها، والذي يعطي البرلمان ونوابه الكثير من النقاط الإيجابية، عندما يؤخذ في الاعتبار الأمور التالية:
1. نجاح المجلس النيابي في أكثر من مناسبة في الحد من جبروت السلطة التنفيذية. ونناشد من ينتقد البرلمان أن يعود عشر سنوات إلى الوراء، ويقارن بين سلوك أفراد السلطة التنفيذية اليوم، وفي تلك المرحلة، ليكتشف إيجابيات المرحلة الراهنة، والبعض منها انتزعه البرلمان. تكفي الإشارة إلى الصلاحيات التي كان تتمتع بها، والتي لم تعد قائمة اليوم، أجهزة أمن الدولة، التي كثيراً ما كانت تنتهك حرمات العائلات، وتضرب عرض الحائط، بأبسط قيم ومقاييس حقوق الإنسان. بل ربما يغفر للبرلمان بعض سلبياته، كونه وقف بشدة، ونجح أمام محاولات مصرة، لمسها الجميع، على إحياء «قانون أمن الدولة»، أو قوانين قريبة منه في الجوهر.
2. تعزيز الشفافية، ونكتفي هنا بحصر الحديث في المناقصات العامة، التي كانت، وبغض النظر عن أقيامها، التي كان يصل البعض منها إلى مئات الملايين من الدولارات، توزع وفق حسابات بعيدة كل البعد عن المواصفات المطلوب توافرها في عروض المتنافسين. اليوم وبوجود مجلس المناقصات، الذي سيطلق قريباً منصة المناقصات الإلكترونية، تقلصت إلى حد بعيد تلك الممارسات «الفاسدة»، وهناك تحول، رغم بطء حركته، نحو المزيد من الشفافية. فلاأحد يستطيع إنكار مداولات المجلس في تعزيز الرقابة على تلك المناقصات.
3. تقنين العلاقة مع السلطة التنفيذية لصالح المواطن فيما يتعلق بالقضايا المعيشية، من خدمات اجتماعية وصحية. وعلى الرغم من إمكانية تطوير تلك الخدمات نحو الأفضل، لكننا شاهدنا في حالات كثيرة، مسارعة أجهزة السلطة ذات العلاقة مستجيبة لنداءات التطوير، التي كانت تصم آذانها عنها حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، تحاشياً لمقاضاتها في إحدى جلسات البرلمان.
على المواطن، وهو ينتقد محقاً سلوك النواب، أن يجيب على تساؤل استراتيجي في غاية الأهمية هو: هل نحن بحاجة إلى استمرار عمل البرلمان، رغم كل السلبيات التي أشرنا لها أعلاه؟ حينها ستقف أمام ناظريه علامة استفهام أخرى تقول: هل نعطي السلطة التنفيذية الحق، تماماً كما جرت عليه الأمور في أغسطس/ آب 1975 في حل البرلمان الحالي، الأمر الذي قد يفتح الباب على مصراعيه أمام نسخة منقحة من قانون أمن الدولة؟
أي مواطن قلبه على هذا الوطن، لا يمكنه أن يفكر ولو للحظة واحدة ان تقودنا ملاحظاتنا حول البرلمان وسلوكيات نوابه إلى الموافقة على حله، لكننا وبالقدر ذاته، لا نستطيع ان نسكت عن كل ما يحرفه عن طريقه الصحيحة التي ينبغي عليه السير فيها، والوصول إلى نهاياتها. وإلى أن يتحقق ذلك على المواطن أن يتمسك ببرلمانه رغم كل علاته، وفي المقابل نناشد النواب أن يصغوا، لانتقادات منتخبيهم بصدور رحبة ونوايا طيبة رغبة في التصحيح والسير بالبرلمان نحو الأمام، وعلى طريق الأمان. وبالتالي فالبرلمان كان مكسباً لا يمكن التراجع عنه، وهو اليوم ضرورة لاينبغي التفريط بها او المساومة على استمرار عملها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2914 - السبت 28 أغسطس 2010م الموافق 18 رمضان 1431هـ
اي برلمان
ما حدث ويحث هذه الايام شطب الثمان سنوات الماضيه وعليهم البدايه من جديد ان ارادو الاصلاح.
جنبلاط المتدينين
على طريقة جنبلاط المتدينين يخرج لنا تاجر الدعوة بأفكار وآراء لم تطرح من قبل الذي سمع ورأى أشياء لم ولن يسمعها أو يراها أحد غيره،والذي لم يثبت له فكر حتى نعرف هل نحن أمام 'مشايخ دين' فنصدقهم ونتعلم منهم إيماننا، أم أمام 'تجار بورصة' فنتفقد جيوبنا وبطاقات ائتماننا؟ مع تحيات Nadaly Ahmed
برلمان عقيم
يرلمان للتسويف والمراوغة ليس الا ..... لا فائدة ترجي منه لانه معطل ذاتيا من قوانينه والاياته واعضائه المحسوبين على السلطة التنفيدية وهم اقوي ادواته المعطلة للقوانين ومحاسبة السلطه التنفيذية فماذا تتوقعون ان ينجز الا كثير من الانشقاق والطائفية وهذا ما تريده وتصبوا اليه السلطة التنفيدية وهو سياسة ( فرق تسد )
أفعل الخير بأي طريقة
النواب الصلحاء من نيتهم لله ولخدمة الناس وإيصال الحق الى أهله إن لم يستطيعوا تغيير الواقع الفاسد في الوزارات الحكومية والطائفية وعدم المساواة فعلى الاقل كل واحد منهم يستقطع كل شهر من راتبه البرلماني 200 ديتار يوجهها الى المحرومين ممن حرمتهم الوزارات من العمل فيها .
لو كل مخلص من النواب فعل هذا , لكان احتسب للبرلمان النجاح على الاقل في هذه الجزئية .
لتسويف والمراوغة ... ليس الا
البرلمان وقوانينه الحالية لا يمكن ان نتوقع منه ايحاد حلول لمشاكل المواطنين الكبيرة والمتزايدة والهدف من وجوده هو التسويف والمراوغة تستخدمه السلطة التنفيذية لبسط سيطرتها وتسلطها وتنفيذ خططتها الغير مشروعة ولو انك عملت مقارنة بسيطة لما حدث من أخطاء إستراتيجية كبيرة في حق الوطن والمواطنين قامت بها السلطة في ظل وجود البرلمان من التجنيس والقضاء على البيئة وجريمة الإسكان والتوظيف لم تستطع القيام بها مند الاستقلال حتى مباعد البرلمان وهذا يتطابق إلى حد بعيد بما قامت إسرائيل بعد عملية اتفاقية السلام
ليس أفضل من السابق
تسلط وجبروت الجهات التنفيذية لم يقل بل زاد والزيادة هي كل أعضاء مجلس الشورى زائد معظمم النواب حكوميين أكثر من الحكومة هذا يبين ان عهد ما قبل البرلمان ليس أسوأ من الوضع الحالي.
أحيانا العدم أفضل
ما فائدة أن يوجد برلمان عديم الجدوى ها هي أهم الأزمات تجتاح البلد ولا اعتبار لوجود برلمان بالمرة ولو كانت الحكومة تجعل اعتبار لهذا البرلمان على الأقل لجلست جلست تحاور معه قبل أن تقوم بما قامت به وإلى الآن لا نرى له أي قيمة لدى السلطة فهي لم تجعل له أي اعتبار ولم تلتفت إلى أي من أعضائه فقط إنما تطلب منهم خطاب إدانة مفتوح وموقع عليه دون اي نقاش
نفسها الحكومة لا تعير هذا البرلمان أي اهتمام فما بالنا نريد أن نجعل له قيمة ونرفعه
أنا اختلف معك لا ضرورة لبرلمان مزور ومنقوص
مثل برلمان البحرين لا ضرورة لوجوده
بهلول
عزيزي الأستاذ عبيدلي عنوان مقالتك اليوم ( ضرورة البرلمان ) أثار الشجون ، لا بد أنك تعي معنى كلمة ضرورة ( بتسكين الضاد ) في الوروث الشعبي ! ضرورة هذه مشتقة من الضرر أو العطب و عندما نقول فلان أو فلانة بها ضرورة أي أنها مصابة بعطب أو خلل غالباً ما يكون نفسي يعيقه عن القيام بدوره الطبيعي ‘ و هذه بالضبط حال برلماننا غير المأسوف عليه و الذي يتهافت الكثير للحاق به .
ابن المصلى
في الدورة الثانية عندما وصلت كتلة الوفاق وهي الكتلة التي علق عليها الناس آمالهم وطموحاتهم وقعوا جميعا في الفخ المنصوب لهم من قبل السلطة بقبولهم رشوة السيارات الفخمه عميت ابصارهم عن الواقع المرير الذي يكابده المواطن الذي ساهم مساهمه فاعله في ايصالهم الى العز الذي هم فيه قبولهم بالمرتب الخيالي هذه رشوة ايضا الأمتيازات التي لاتعد ولاتحصى من تقاعد صار حديث الشارع والذي علق عليه احد العلماء الأجلاء بأنه رشوة لايجوز السكوت عليها ولكن لهفت كل هذا البدخ على حساب المواطن المسحوق الذي لم يجني الا الخيبة
ابن المصلى
صباح الخير استاذ انا من المواطنين العادين جدا لا اتعاطى مع الواقع السياسي اكثر ما اتعاطى مع الواقع الأقتصادي ارى ان المجلس في الدورتين الماضيتين لم يحقق اي شىء يذكر لصالح المواطن وهذه الشهادة نطق بها رئيس اكبر كتلة برلمانية حينما صرح كل ما تحقق صفر على الشمال اذا ماذا ننتظر من المواطن في هذه الحالة ننتظر منه الزحف على الركب في يوم الأنتخاب للمراكز البطالة لم يجدوا لها حل تحسين اوضاع المرتبات لم يجدوا لها حل ازمة السكن المستشرية لم يجدوا لها حل آفة التجنيس السياسي لم يجدوا لهاحل وغيرها وغيرها
برلمان إيه اللى إنت جاي تقول عليه
برلمان إيه اللى إنت جاي تقول عليه .... لا تنتخبوا تجار الدين .... إنهم استغلوا الدين بالمتاجرة فيه وكان واضحا من خلال أثرياء الدعوة والمدلسين ولا تزال آثارهم واضحه للعيان والقيود التي فرضوها على معصم المواطن ولكن لا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل