العدد 2914 - السبت 28 أغسطس 2010م الموافق 18 رمضان 1431هـ

البخل في بعض الأوقات حكمة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لستُ ممّن يوصفون بهذه الصفة، ولا أُشجّع عليها أحداً، ولكن البخل في بعض الأوقات حكمة، وخاصة في الظروف الحالية التي يشهدها أهل البحرين في رمضان واستقبال العيد وابتياع حاجات المدارس!

لو كنّا من البخلاء المعتدلين، لكان وضع البحريني أفضل، ولكان شراء حاجات رمضان والعيد والمدارس أحسن بكثير من اليوم، فنحن ما إن نجتمع بأحد في المجالس، حتى يفتح لنا الباب على مصراعيه عن حالة الطوارئ التي يعانيها الناس بسبب الضغط المادي المفروض علينا حالياً.

إنّ رمضان شهر العبادة، ولكن بسبب بعض العادات القديمة، لا نستطيع مواصلة رمضان بدون شراء اللحم الوفير والدجاج وأشياء أخرى ثانوية، وكذلك لا نستطيع استقبال العيد دون ثياب جديدة وغيرها، وخاصة للأطفال، كما أنّ المدارس تحتاج إلى جزء من الراتب، وهو غير قليل، حتى يذهب الأطفال إليها!

وأرباب الأسر يواجهون مآزق في هذا الشأن غير المنتهي، وهذه هي السنة الثالثة على التوالي، التي ينضغط فيها الناس، جرّاء رمضان والعيد والمدارس، ولم نجد لهذه الأزمة حل لحد الآن، مع أن الكثيرين كتبوا عنها، وتحدّثوا عن مرارتها، وقد قام بعض الصحافيين بكتابة التقارير تلو التقارير، ولكن إلى الآن الناس في عنق الزجاجة.

بعض البخلاء لا يصيبهم هذا التوتّر الذي نعيشه، وخاصة من أصحاب الطبقة الوسطى، ويعتمدون على المتبقّي من التوفير، وليس من حساب التوفير، حتى يدفعوا المصاريف بدون زيادة، ونحن اليوم نحتاج إلى خططهم الاستراتيجية في التوفير لهذا الشهر.

فالوضع يُعد صعباً جداً على الكثيرين، وعدم حل هذه المشكلات الجماعية سيؤدّي الى أزمات أخرى، فبعضهم سيتوجّه الى البنوك، وآخرون «سيشخطون» الفيزا كارد، والبقيّة سيصرفون ما في الجيب، حتى نهاية الشهر القادم، وكلّه ضغط وخطأ فادح في حق أنفسهم وأطفالهم.

وليس هذا فقط، فهناك فئة أخبرتنا بأنها لن تُعيّد، بسبب الضغط المادي، وأخرى ستسافر بسياراتها الى الدول الشقيقة، لأن السفر أرخص من شراء حاجيات العيد، وكل يحاول حل المعضلة بطريقته الخاصة.

فالطفل على سبيل المثال لا يعلم بالحال المادي كثيراً، وهو سعيد بما سيحصل عليه من أجل العيد الذي ينتظره سنة كاملة، والدكاكين وجدت فرصتها في رفع الأسعار «قليلاً» لهذا الموسم، والذي يليه من موسم المدارس، وهذا شأنهم مع وزارة الصناعة والتجارة، ولكن شأن البحريني صعب جداً جداً!

فهل نستطيع حل المشكلة كمجتمع محلّي عن طريق المؤسسة الحكومية والصناديق الخيرية، وخاصة أنّ موازنتها تغطّي احتياجات العديد من الأسر؟! أم نواصل المسير في الديون كما تعوّدنا في مملكة البحرين؟ أو لا نُعيّد ونضرب عن العيد بسبب الحاجة المادية للأساسيات الأخرى؟!

نرجو إيجاد الحلول المناسبة، ونُثني على البخلاء في رمضان، فهم أعقل منا فقط في هذه الأيام، ونحن نحسدهم على النعمة التي هم فيها، ونتمنّى أن نكون مثلهم قليلاً فقط، حتى نفرّح أبناءنا بدون إتعاس أنفسنا وإغراقها في بحر الديون غير المنتهية

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2914 - السبت 28 أغسطس 2010م الموافق 18 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:19 م

      البخل صفة

      البخل صفة كريهه في الإنسان مثلا أنا زوجي بخيل جدا جدا راتبه مع الأوفرتايم فوق الألف دينار و ولدي يشتغل وشايل نفسه أبوه مايعطيه و لا فلس من أشتغل و البنت سنة اولى جامعة لما نطلب فلوس لأي شي لازم الفاتورة حتى لو ثمن الشي 100فلس أكلنه بحساب و بالعدد و مافي شي ينقط تعبت منه و كرهته.

    • زائر 11 | 10:47 ص

      تسلمين با بنت الشروقي

      الى القلم الوطني الجميل والرائع ،، الى من أخذ يسمو ويحتل مكانته في سرعة قياسية،،
      أعتقد أن كل حرف خطته يدك الطاهرة هو عين الصواب ،، ودائماً هكذا هو قلمك طيب وأصيل لا يفرق بين أحد من المواطنين
      نعم نحن بحاجة الى البخل في بعض الأحيان
      تحياتي

    • زائر 10 | 9:16 ص

      الناس هم من يخلقون الأزمة!

      مقالك يا أخت مريم فيه قرب من الصحة وأيضا يشوبه شيء من المغالطات، صحيح أن الناس في أزمة مالية بس مو الى درجة أنها تطغى على أحاديث مجالسنا فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومجالسنا انشالله عامرة بذكر الله، والواقع أن الناس هي من تصنع هذه الأزمة اتشوفهم كأنهم منزهقين على الأسواق يشترون من دون حساب وبعدين يشكون من الحاجة، فالله ايعين الجميع

    • زائر 9 | 4:57 ص

      البخل نعمة0

      خصوصا فى هذا الزمن الذى اصبح مخيفا 0 وما قلتيه صحيح 100% ولكن هذا الجيل من الزمن لايستوعب ولايخطط بل يبحث عن ألأطعمة الجاهزة (فاست فود) ولايأكلون من البيت تراهم منتفخين كسالا ينامون ساعات طويلة لايفكرون ولايخططون همهم ألأسراف فى اكلهم ولباسهم وعندما تلومهم وتنصحهم يصفونك بالبخيل 0

    • زائر 8 | 4:54 ص

      لماذا الحكومة في عنق الزجاجة دائما

      بنت الشروقي ، سؤال جاوبي عليه بصراحة
      لماذا الحكومة في عنق الزجاجة دائما في مقالاتك، و لماذا هي يجب حل مشكلة لا دخل لها الا سوء ادارة الافراد!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 7 | 4:51 ص

      ايه و الله

      ايه و الله يا كاتبتنا ، لو كل مرة عندنا المعاش و ما طار على القروض و الديون و الهموم الثانية و العيد و رمضان ، جان عندنا ميزانية عدله لكن الحمد لله على كل حال

    • زائر 6 | 4:38 ص

      صح السانج يا بنت الياس

      الديون
      القروض
      الجمعيات
      رمضان
      الاجازة
      العيد
      المدارس
      زواج اخت المرة
      والحال الحال الحال صعب
      وفقك الله في هالمقال

    • زائر 5 | 4:34 ص

      تقرين افكاري استاذة

      استاذة مريم ، كأنك تقرين افكاري،ـ توني اتكلم مع الأهل عن كل هذي المتطلبات ـ رقدت وغصة في قلبي على المصالريف اللي صايرة وما خلصت واللستته طويلة ، عاد اتظنين في حل ؟ ما اعتقد وشكرا لج يا بنت الشروقي للشعور بالمعاناة اللي انعانيها ...

    • زائر 4 | 3:26 ص

      الحل هو التخطيط وليس البخل!

      اللي يخطط صح يقدر يتفادي هالمصاعب ان شاء الله

    • زائر 3 | 2:30 ص

      ابن المصلى

      صباح الفل استاذه مريم الحل هو التخطيط السليم في المصروف الشهري للمواطن ولو اني اجزم ان البحريني لاتوجد اصلا مقارنه بينه وبين اخيه الخليجي المتمتع بمتيازات نحن نحلم ان نصل اليها في يوم من الأيام الله أيبارك لهم فيها فمرتباتهم تكفي وتوفي جميع مصروفاتهم ووضعهم ميسور احسن منا فالحمد لله على مانحن فيه من ابتلاء فمن احبه الله ابتلاه أملنا الوحيد بعد الله العلي القدير ان يشملنا جلالة الملك المفدى بعطفه الأبوي ويحنو علينا بمكرمة يثلج بها صدورنا لنخرج من هذه الضائقة المادية رافعين ايدينا بالدعاء لشخصه

    • زائر 2 | 2:17 ص

      مصاريف تكسر الضهر

      اجتمعت كل المناسبات .. رمضان و العيد و افتتاح المدارس و المتطلبات المادية قلق و هـم على قلب الفقير .. الله يكون بالعون,والله كريم..

    • زائر 1 | 10:02 م

      الاحساس نعمه

      صدقتين يااخت مريم
      جزاش الله الخير
      ياريت يحسون بس لكن من يسمع
      اشكرش على الكلام الاكثر من رائع

اقرأ ايضاً