أصبحت دورة كأس الخليج التي كان من المقرر إقامتها في اليمن حديث الشارع الخليجي في الآونة الأخيرة، والجميع له الأحقية في الحديث عن المأزق الذي واكب تنظيم هذا الحدث الخليجي الرياضي البارز... وعلى رغم حداثتي في بلاط صاحبة الجلالة إلا أنني لم أجد يوماً من الأيام عبر أرشيف البطولات الـ 19 الأخيرة ما يحدث حالياً في البطولة.
يقال إن لكل بداية نهاية، ولكل نهاية بداية، ومنذ أن تقرر أن تقام الدورة في اليمن - التي انضمت حديثاً للعب في دورات كأس الخليج - أصبحت إقامتها محل شكوك، فقد مرت بظروف عجيبة وغريبة لم نشاهد أبداً مثلها في البطولات الماضية - التي تستقطب جميع الخليجيين وتعبر عن مدى حب الدول لبعضها بعضاً - لكن ما حدث في اليمن منذ فترة ليست بالطويلة جعل الجميع يضع يده على قلبه خوفاً من الذهاب إلى اليمن، وأقصد بسبب الأحداث المضطربة التي شهدتها اليمن وكانت تلك البداية فقط.
هدأت الأعصاب، وأصبحت دقات قلب الخليجيين طبيعية بعد توقف ما حدث في اليمن، لتبدأ فوضى جديدة شهدتها القرعة التي أدت إلى استياء أعداد كبيرة من الحضور وبعض الدول الخليجية، فالأخطاء الفادحة التي شهدتها القرعة جعلت الجميع يشكك في استضافة اليمن للبطولة التي يعتز بها الخليجيون لما تحمله من معاني كثيرة، ومثلما ذكر أستاذي عباس العالي في مقاله أمس الأول بأن الدورة اشتهرت بـ «لقاء الأحبة» و»ملتقى الإخوة والأحباب» فكيف بالدول الخليجية أن تنسى كل ذلك في لحظة واحدة بسبب النسخة الـ 20، وكيف بدولة - أي اليمن - تسعى إلى تنظيم قرعة أكبر حفل خليجي بصورة «مهزوزة» بسبب تلك «الفضيحة» التي شهدتها القرعة، فإذا كانت البداية هكذا، كيف ستكون النهاية إذا وافقت الدول الخليجية على إقامة البطولة؟
لا أخفي على القراء الكرام مدى حزني لما وصلت إليه الدول الخليجية، فكم كنت أتمنى أن يتواصل «لقاء الأحبة» في خليجي 20، لكن ما يحز في النفس أن انشقاق الدول الخليجية أصبح واضحاً وأمام مرأى الجميع، فالبعض أصبح يطبل لإقامة البطولة وإخماد نار الأخطاء والخوف، والبعض الآخر بدأ «يصهل» من أجل الحصول على أعلى أصوات من أجل نقل البطولة!
نعم... أتفق مع الذين يقولون إن هناك حربا في اليمن ولا يمكن أن نشارك في البطولة إذا استضافة عدن البطولة، لكن ذلك لا يعني أن نتضارب مع بعضنا بعضاً، وبمعنى آخر أنه من غير المعقول أن تكون البحرين مشتركة مع بعض الدول، وقطر مشتركة مع دول أخرى ومن يفوز في «الحرب» سيكون له القرار بنقل البطولة أم اللعب في عدن، والأمر أصبح واضحاً كوضوح الشمس، إنها تصفية حسابات لا أكثر، والسيناريو أصبح يتغير كل يوم مثلما تتنوع حلقات المسلسل الفكاهي «سوالف طفاش»، فإلى متى ستتواصل هذه الأزمة الخانقة التي نمر بها، وكم نتمنى أن تكون البطولة مثلما كانت في السنوات الماضية بعيدة عن الأحداث و»هواجس الخوف» وعلى الجميع أن لا ينسى بأن البطولة هي الأساس وهي أم الألعاب الخليجية التي تستقطب جميع شعوب الدول الخليجية!
أخيراً... كل ما أتمناه من الدول الخليجية أن تعي لنفسها قليلاً، وأن تحافظ على إقامة البطولة بعيداً عن مكان الاستضافة، فالحزن بدأ يشق طريقه للصغار قبل الكبار، فمن غير المعقول أن ننسى دورة انطلقت قبل 40 عاماً في لحظة واحدة، ولابد أن تكون هناك كلمة فاصلة للدول الخليجية حول ما يحدث عن «خليجي 20» وأتمنى أن تنتهي الأزمة ونقول بعدها «ستقام الدورة مهما كانت الدولة المستضيفة ونتمنى مواصلتها»!
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2913 - الجمعة 27 أغسطس 2010م الموافق 17 رمضان 1431هـ
بنت بلادي
ألف شكر على المقال الرائع
كلام واقعي
ونشد على أيدك بمواصلة الكتابة الرائعة
ابعد عن الشر وغني لوه
أظن هذا المثل معروف من سنيين ولماذا الاستعجال على كسب الاموال مقابل الارواح هذه مغامره خطره لكل المشاركين وهل سوف يؤمن على حياة جميع اللاعبين المشاركين في دورة الخايح ارجو اجابتي من احد المسئولين وإلا اليمن سوف تتكفل بهذا التأمين البلهض فيما لو قدر الله حدوث السوء والقتل والاختطاف .
شكراً وألف شكر
نعم... أتفق مع الذين يقولون إن هناك حربا في اليمن ولا يمكن أن نشارك في البطولة إذا استضافة عدن البطولة، لكن ذلك لا يعني أن نتضارب مع بعضنا بعضاً
هذا الكلام الذي افتقدناه في الفترة السابقة وهو الحادث فعلاً حالياً في الدول الخليجية
لماذا التضارب مع بعضكم البعض وفي الأخير مثلما ذكر الاستاد محمد طوق أن البطولة ليست دورة فقط انما هي لقاء الأحبة
مقال جميل جدا
أشكرك من كل قلبي على هذا المقال الجميل الذي يبين حبك وحرصك على الترابط بين ابناء الخليج وبقائهم كلحمة واحدة.. اليمن بلد يحتاجنا.. لايجب ان نتخلى عنه.. من كان يصدق ان عمان ستفوز بكأس الخليج في النسخة الماضية؟ قبل عشر سنوات فقط كانت عمان تشارك للمشاركة فقط.. القصد ان اليمن تحتاج ان نكون معها واتمنى ان تستمر البطولة هناك..
تسلم يدك
إللي نتمناه استمرار الدورة وكلامك عين الصواب
بعد انتخابات بن همام والشيخ سلمان صارت أحزاب اتحادات الخليج
الله يعينا ومشكور خوي على المقال الرائع
مجنون ليلى
كلامك عدل .. خليه على الجرح يصحى
تسلم أيدك على المقال الواقعي
خيرها بغيرها
بدون مجاملات و لت حجي و طبطبة . الوضع الأمني في اليمن لا يصلح لإقامة البطولة في الوقت الراهن . فلماذا الأصرار على أقامة البطولة في اليمن . الرياضة و المنافسات تحتاج لجو نفسي مريح . طبعا الجميع يرغب في زيارة اليمن السعيد بلد التاريخ و الحضارة لكن نخليها حتى تهدء النفوس . و هذا ليس انتقاصاً في امكانيات اليمن الفنية و الأدارية .