هناك معايير أساسية للدوري الناجح، أهمها أن تكون مخرجات هذا الدوري منتخبا قويا بلاعبين على مستوى عال، هذه النوعية من اللاعبين يأتون نتيجة مباشرة من نوعية المدربين وكفاءتهم أثناء تدرجهم في الفئات السنية من جانب، ومن طبيعة المنافسة في الدوري وتوسعها وعدم اقتصارها على ناد أو ناديين أو 3 أندية كحد أقصى.
لن تتغير المعادلة أبدا لأي دوري إذا لم تتغير الاستراتيجية أو العقلية التي تدار اللعبة بها، العقلية التي تعتمد بشكل مباشر على أنانية البعض وتفكيرهم في مصالح أنديتهم فقط لا المصلحة العامة للعبة، العقلية التي لا تتقبل التطور الحاصل في الرياضة والنقل النوعية التي حولت الرياضة من مجرد هواية إلى مصدر رزق، ومن مجرد مصدر رزق إلى استثمار.
يفترض أن تكون للرياضة استراتيجية عامة وخريطة طريق واضحة مبنية على أسس علمية واضحة جدا، موضوعة من قبل خبراء في الرياضة لا (أحيانا) شخصيات شاءت الأقدار والظروف أن تجعلهم مسئولين في أندية، فهناك شخصيات رياضية منفتحة ولديها القابلية للتفكير بعمق وبإيجابية لصالح المصلحة العامة، كما أن هناك عقليات جامدة يصعب التعامل معها.
الديمقراطية أمر مطلوب لدى الشعوب، وهناك شعوب تناضل من أجلها وتبذل المال والنفس، ولكن تحت قاعدة لا إفراط أو تفريط، فإن الديمقراطية المطلقة قد تكون شر ووبال، فلا يمكن بأية حال من الأحوال أن تترك القرارات الحاسمة للناس فقط من دون توجيه بحيث يكون التوجيه على أسس عملية واضحة كما ذكرت في إطار الإقناع لا الفرض.
نحن نعيش زمن الاحتراف، وزمن الاستثمار في الرياضة، وإذا لا نريد الدخول في الاحتراف من خلال الاستعانة باللاعب الأجنبي على أساس أن الكلفة عالية، لما لا يتم الاستثمار في النطاق الضيق على المستوى المحلي أو في النطاق الأعلى قليلا بالسماح للاعبين بالاحتراف خارج الحدود من دون تعقيدات أو خلق العقبات حتى لو كان العرض أقل من الإمكانات بالنسبة إلى المحترفين الجدد.
يفترض على اللجنة الأولمبية البحرينية في العهد الجديد للرياضة البحرينية أن تتبنى مشروع الاحتراف والاستثمار البشري، الأمر الذي من المتوقع أن ينعكس إيجابيا على كل الدوريات الجماعية بالتحديد، وخير مثال على جانب من الاستثمار البشري الناجح ما يحدث في دوري كرة السلة، فهي تجربة تستحق النظر فيها من كل الجوانب وتقييم المردود الإيجابي والسلبي منها أيضا، ولست الوحيد الذي سأقول بأن هذه التجربة سبب توهج دوري كرة السلة، لما يحس اللاعب بأنه له قيمة مادية وأنه لما يصل إلى أفضل المستويات قد ينال أفضل العروض ولما يحصل على الألقاب ينال أفضل المكافآت.
تابعت إحدى مباريات منتخب المنامة في دورة الألعاب العالمية للأطفال التي أقيمت قبل شهر بالبحرين، ووصلت إلى قناعة بأن هناك جيل قادم على مستوى تطلعات كرة اليد البحرينية المنجبة للمواهب على مر السنين، هذه المواهب المنتشرة في أندية القرى بالتحديد بأمس الحاجة إلى مدربين أكفاء، وعلى الأندية أن تلتفت وعلى الاتحاد أن يوجه.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2912 - الخميس 26 أغسطس 2010م الموافق 16 رمضان 1431هـ