وهاهي أيّام الانتخابات تُعاد مرّة أخرى، وتذكّرنا بمرّها وحلوها، وتجعلنا نفكّر في ما أعددناه لأنفسنا ولناخبينا، طوال السنوات الأربع، ولكن ما نسمعه هذه الأيّام عن ترشّح فُلان أو آخر يجعلنا نتوقّف ونكرّر بعض المقولات.

لا تدخل في انتخابات أنت تعلم بأنّك لست ثقلاً صحيحاً فيها، بمعنى أنّك لم تكن يوماً قريباً من الناس، ولا يعرفك أحد من أهالي المنطقة، تابع بحت لكل ما يُفرض عليك، فكيف ستوصل حاجات الناس ومطالبهم إلى البرلمان.

لا تدخل في انتخابات وأنت تعلم بأنّ هذا الكرسي لوجاهتك وسلطتك، فالناس هذه السنة ينتظرون منك الكثير، ولكن مع قدراتك وطموحك لن تُعطي، ولن يعطيك أحد صوته.

لا تدخل الانتخابات وأنت غرقان بقروض وديون، فإذا كنت مستقلاً سيُجهدك ثمن الدفع، فالعملية الانتخابية تحتاج إلى طاقات مالية غير قليلة، وأنت ربُّ أسرة، إذ لابد لك اليوم أن تعقلها صح!

أدخل الانتخابات إذا كُنتَ واثقاً من العطاء، قادراً على تحمّل الانتقادات، متفاهماً سلساً في معطياتك، ولا تكثر من القيل والقال، فلقد سمعنا بعض الرجال ممّن ضاعوا في القيل والقال أكثر من النساء أنفسهن!

أدخل الانتخابات عندما تحضّر لجانك بشكل متين، وتنظر إلى أبعد من مجرّد تقديم طلب الترشيح، فاللعبة الانتخابية ليست بسيطة كما تتوقّع، ولا تتفاجأ بردود الناس، وتوقّع الكثير من السلبيات.

رسالة إلى كل مواطن يريد ترشيح نفسه للمرّة الأولى أن يستفيد من تجارب الآخرين، وأن يُكثر السؤال ويوازن الأمور قبل الإعلان عن ترشيح نفسه، فلقد منَّ علينا حمد الخير - أطال الله عمره - بحرّية الترشيح، ولكنها ليست لعبة في يد البعض، ولكنّها تجربة قد تودي بك إلى مهالك كبيرة!

لا تتسرّع ولا تجعل الآخرين يفرشونها لك ببساط من حرير يكتنفه الورد، فهي من الخارج ورد ومن الداخل شوك ممتلئ، ونحن لا نخوّفك من الترشح للانتخابات، على قدر ما نريد إيصال رسالة بالتفكير مليّاً بما ستؤول إليه الأمور من خلال هذه التجربة.

وليس من العيب أن تتراجع إن كنت لست أهلاً لها، ولكن العيب في مواصلة اللعبة وأنت لا تعرف أساس اللعب، حتى لا تخرج منها بخسائر فادحة أنت وأهلك وذووك ومناصروك!

وفي النهاية الحر تكفيه الإشارة.