قال مدير عام الإدارة العامة لحماية الثروة البحرية جاسم القصير، إن «الإدارة لم تحظر الصيد في أيٍّ من المناطق المحددة ضمن المباحر الرئيسية، لكنها حظرته في بعض المناطق الأخرى نظراً لاعتبارات السلامة بالنسبة إلى الصيادين وحماية الثروة البحرية من جانب آخر». وأضاف القصير لـ «الوسط» على هامش اعتصام عدد من الصيادين صباح أمس (الخميس) أمام مبنى الإدارة في الجفير رفضاً لقرار حظر الصيد في بعض المناطق، أن «قرار حظر صيد الروبيان والأسماك من بعض المناطق لم يكن اعتباطياً، بل كان مبنيّاً على دراسات واعتبارات كثيرة من شأنها حماية الصيادين والثروة البحرية بالدرجة الأولى».

الحظر بمناطق محددة لاعتبارات السلامة وحماية الثروة البحرية... القصير:

لا قرار بمنع الصيد في الأماكن التي حددتها خريطة «المصائد»

الوسط - صادق الحلواجي

قال مدير عام الإدارة العامة لحماية الثروة البحرية جاسم القصير: «إن قرار حظر صيد الروبيان والأسماك من بعض المناطق لم يكن اعتباطياً، لكنه مبني على دراسات واعتبارات كثيرة من شأنها حماية الصياديين والثروة البحرية بالدرجة الأولى».

وذكر القصير لـ «الوسط»، على هامش اعتصام عدد من الصياديين صباح أمس (الخميس) أمام مبنى الإدارة في الجفير رفضاً لقرار حظر الصيد ببعض المناطق أن «الإدارة لم تحظر الصيد في أي من المناطق المحددة ضمن الخريطة المعتمدة التي حددت من خلالها الأماكن المسموح بارتيادها والصيد فيها، لكن حظرت ذلك ببعض المناطق الأخرى نظراً لاعتبارات السلامة بالنسبة للصيادين وحماية الثروة البحرية من جانب آخر».

وقال القصير: «إن المناطق المحددة ضمن الخريطة المعنية بتحديد مناطق الصيد ومباحر الأسماك المهمة في المياه الإقليمية البحرينية، والتي اعتمدتها الإدارة العامة لحماية الثروة البحرية، مازالت نفسها ولم يتم تغيرها أو الحظر على بعض المناطق الموجودة فيها»، موضحاً أن «الخريطة المتداولة حالياً تتضمن مناطق محددة باللونين البنفسجي والوردي، وكلتاهما مسموح الصيد فيهما وبلون واحد، غير أن اختلاط الألوان في الخريطة تمخض عن لون مغاير، فبعض المناطق كانت خلفيتها بيضاء واختلطت مع اللون البنفسجي الشفاف، ما أظهر اللون الوردي».

وبين أن قرار حظر الصيد شمل خليج توبلي والمنطقة الواقعة بين الجسرين بالمحرق وشرق الحد والجارم وعدد من المناطق الصغيرة الأخرى.

وأضاف مدير عام الإدارة أن «قرار حظر الصيد في منطقة خليج توبلي جاءت لكونه أولاً محمية طبيعية، فضلاً عن أن 90 في المئة من الروبيان والأسماك الموجودة فيه غالباً ما تكون صغيرة وفي مرحلة احتضان بحيث لا يسمح الوضع باصطيادها، وهي بأحجام صغيرة ولم تكبر حتى الآن نظراً لطبيعة خليج توبلي البيئية الخاصة».

وأضاف القصير «أما بالنسبة لحظر الصيد في المنطقة الواقعة بين ميناء سلمان وجسر الشيخ خليفة بن سلمان المؤدي للحد وجسر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، فهي منطقة ملاحية تمر فيها أعداد كبيرة من السفن الكبيرة والقوارب، والوضع لا يكون صالحاً للصيد هناك لاعتبارات السلامة والأمان للصيادين أنفسهم، فضلاً عن كون المنطقة ضحلة أساساً». وتابع مدير عام الإدارة «وفيما يتعلق بحظر الصيد في منطقة الجارم والحد، فبعض المناطق من الجارم عشبية وصلبة وهي غير صالحة للصيد وقد يتسبب ذلك بالإضرار بالأعشاب والشعاب المرجانية اللازم حمايتها لتكاثر الأسماك هناك، وأما منطقة شرق الحد فإنه ليس الصيد فيها ممنوعاً، لكن المنطقة الساحلية التي تقارب ميناء خليفة فهي محظورة لأنها تعاني من حركة كبيرة في السفن الضخمة، غير أن المنطقة التي تبعد عن الساحل والميناء بمسافة كيلومترين على الأقل مسموح مزاولة عمليات الصيد فيها».

وأكد القصير أن «المناطق المعتمدة ضمن خريطة الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية مازال معمولاً بها، غير أن هناك بعض المناطق يحظر الصيد فيها لاعتبارات السلامة وحماية الثروة البحرية في ظل الصيد الجائر الحاصل بدرجة كبيرة بحق الثروة البحرية حتى خلال مواسم منع الصيد للروبيان على سبيل المثال».

وأوضح مدير عام الإدارة أن «منطقة خليج توبلي يعلم الصيادون من فترة طويلة أنه ممنوع صيد الروبيان فيه لكونه محمية طبيعية وضحلة وغالباً ما يكون الروبيان فيه بأحجام صغيرة سيؤدي صيدها إلى القضاء على الحضانة اللازمة لتكاثره. وأما المناطق الأخرى المذكورة، فنحن لا نود أن تحدث كوارث تكون ضحاياها أرواح إضافة على تضرر الثروة البحرية والحياة الفطرية فيها، علماً بأن طريقة صيد الروبيان تختلف عن الأصناف الأخرى، وقد لا يحصل الصياد الوقت الكافي لتلافي اصطدام أية سفينة أو قارب سريع يمر بالمنطقة التي يتصادفان فيها، ولذلك شمل قرار الحظر بعض المناطق الملاحية والقريبة من الموانئ، فضلاً عن مبدأ حماية بعض المناطق الأخرى التي استنزفت الحياة الفطرية فيها بسبب الصياد الجائر».

وأشار القصير إلى «وقوع عدد كبير من الحوادث الخطيرة في البحر ليلاً لأن غالبية الصيادين يبحرون خلال المساء لاعتبارات درجة الحرارة وتلافي أشعة الشمس، وقرار المنع ببعض المناطق جاء احترازياً كما أشرت سالفاً علاوة على استهدافه حماية الثروة البحرية». من جهتها، شكت مجموعة من الصيادين من أنه تم منعها من الصيد منذ قرابة أسبوعين في كلٍ من خليج توبلي والحد والجفير والجارم ومديليج، والشيخ إبراهيم، وهي مصائد قالوا إنهم اعتادوا الصيد فيها منذ أكثر من عشرين عاماً. وقال الصيادون إنهم تفاجأوا بإيقاف ما لا يقل عن خمسة طراريد، وإصدار أمر قبض بحقهم ومصادرة ما اصطادوه في عددٍ من المناطق المذكورة، على رغم أن هذه المناطق هي المناطق الوحيدة التي يستطيعون الصيد فيها، وكانوا على مدى عقود يقومون بذلك.

وأضافوا أن «المناطق المذكورة يبحر فيها أصحاب الطراريد الصغيرة فقط، وأن البوانيش لا توجد فيها، وبالتالي فإن قرار المنع يستهدفنا بالدرجة الأولى، ومن شأنه أن يقطع أرزاق 400 إلى 500 صياد بحريني وعوائلهم».

وتابعوا «من المعروف أن الطراريد والقوارب الصغيرة لا تستطيع الصيد في الأماكن العميقة، كما أن وجودنا في مناطق صيد البوانيش يعرضنا للخطر، لأن ذلك يزيد من احتمال اصطدام تلك البوانيش بالقوارب الصغيرة، وعليه فلسنا في مأمن إذا ما اتجهنا للمناطق التي تم تحديدها مؤخراً بهذا الشأن».

وأكملوا «لا نريد مخالفة القانون، ولا نريد أن نخرج عن المياه الإقليمية للبحرين، فالكل يرى ما الذي يحدث هذه الأيام لمن يتجاوز الحدود البحرية من توقيف وسجن وغرامات في البلدان المجاورة، لكننا لا نملك مهنة أو حرفة أخرى، لذلك نقدم مناشدتنا للجهات المختصة بإيجاد حلول واقعية والاستماع إلى وجهات نظرنا وآرائنا قبل إصدار أي قرار يؤثر على مصدر دخلنا ويمنعنا من أرزاقنا».