وزارة الصحة البحرينية أعلنت أنها بصدد وضع خطة احترازية لمتابعة الوضع الصحي والوبائي في باكستان مع وضع خطة عمل واضحة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وما يتطلبه من متابعة التطورات والوضع الصحي في باكستان عن كثب وخصوصاً وباء الكوليرا المنتشر هناك، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات مع منظمة الصحة العالمية لاتخاذ أي إجراءات احترازية يتم وفق البروتوكولات الصحية العالمية المتعارف عليها، وإصدار التوجيهات بمنع القادمين من باكستان من إحضار أية أطعمة من هناك وتطعيم المسافرين إلى هناك ضد التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي.

وهذا التحذير في البحرين يأتي بعد أن أوضحت الأنباء الواردة من هناك أن الأنظار تتجه هذه الأيام إلى سد كوتري في جنوب شرق باكستان، آخر السدود على نهر الإندوس قبل أن يصب في بحر العرب، ونقلت وكالة إيرين عن أحد كبار مستشاري النظم الإيكولوجية الساحلية في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في باكستان محمد طاهر قريشي قوله إن نحو 1.5 مليون شخص يعيشون على ضفاف الجزء الأخير من نهر الإندوس الممتد لنحو 120 كلم من سد كوتري (تم بناؤه العام 1956) في إقليم السند بجنوب باكستان. وقد تم بناء سدود التخزين على نهر الإندوس وتتولى شبكة معقدة من القنوات توصيل المياه لنحو 30 مليون فدان من الأراضي الزراعية، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في باكستان. وعلى خلاف السدود الأخرى المقامة على النهر والتي بدأ مستوى المياه فيها ينحسر، فإن مستوى الماء بسد كوتري ارتفع إلى مستوى ينذر بالخطر.

عدد الأشخاص المتضررين من الفيضانات بأكثر من 17 مليون نسمة، وخصوصاً على طول نهر الإندوس الذي يتدفق داخل باكستان من منطقة الهيمالايا في الشمال ويتحرك جنوباً إلى بحر العرب على امتداد 3,000 كيلومتر عبر البلاد. وعلى غير العادة، غمرت الأمطار الموسمية الغزيرة النهر وروافده وأغرقت القرى والمستوطنات وتركت ما لا يقل عن 10 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات. وهناك حالياً ثلاثة ملايين طفل مهدد بالأمراض القاتلة.

الغريب في الأمر إن هذه الكارثة التي تضرب باكستان مازالت لم تحظَ بانتباه الدول المجاورة، والآن نعلم أننا لسنا ببعيدين عن الأمراض التي تنتشر هناك، كما ان الغريب أن أكثر المساعدات ذهبت من دول بعيدة عن المنطقة، وتأتي هذه الكوارث لتوضح أن ثروات المنطقة لم توجه بشكل مناسب، كما أنها توضح أن الكوارث الطبيعية تتزامن مع الكوارث السياسية في منطقتنا.