لم يكن أحد يستغرب خروج رئيس نادي التضامن الجديد إلى الصحافة ليعرض المعاناة التي يعيشها كل من له صلة بهذا الكيان ودامت 8 سنوات عجاف، وليناشد المعنيين التدخل لحل المشكلة التي أدخلتهم فيها المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ومن بعده رئيس نادي توبلي، لا سيما أن الحياة في البحرين أصبحت تعتمد على الخروج إلى الشارع أو الاعتصام أو التحدث عبر الصحف من أجل إيجاد حلحلة لهذه المواضيع العالقة طوال هذه السنوات.
ولعل توصية المجلس الأعلى للشباب والرياضة بنقل الاتحادات الرياضية إلى اللجنة الأولمبية وصدور القوانين الخاصة بذلك، ونقل مهمة المؤسسة العامة الاهتمام بالأندية الوطنية، يعطي الأمل بعودة إمكانية مناقشة البناء النموذجي لهذا الكيان، وبالتالي فان انتقال الاتحادات سيعطي المجال لها للالتفات والاهتمام بالأندية التي هي أساس الرياضة في البحرين، وهنا، إذا زاد الاهتمام بالأندية زاد الاهتمام بالرياضيين أكثر، لتصبح مهمة المؤسسة العامة رعاية وصيانة الأندية وإنشاء الاستادات الرياضية.
على رغم ذلك، من المتوقع، ان يعاني الرئيس التضامني الجديد كما عانى سلفه الذي خرج بعد 8 سنوات لم يحصل فيها أقلها على تعهدات رسمية للمضي قدما في بناء النادي الذي وضع ولي العهد حجر أساسه قبل 8 سنوات، سيما أن هذا النادي أصبح أحد أكثر الأندية تهميشا من قبل المؤسسة، بعد ان نست التواقيع والمواثيق التي وقعتها عبر مسئوليها ومازالت محفوظة في الأدراج لديها، بل وحتى لدى الحكومة التي كانت أول السعداء بهذا الدمج، وما حضور ولي العهد إلا دليل ذلك.
يتضح لنا أن المعني بهذا الإهمال هي أندية القرى التي لا تسير بحسب قناعات المعنيين، وتفكير المؤسسة -على ما يتصوره على أقل التقادير أهالي هذه القرى- بأنه لو أعطيت هذه القرى أمثال هذه الأندية النموذجية، فإنها ستقلب صورة الرياضة البحرينية، لأنها قادرة على تغيير سيطرة الكبار على مقدرات الرياضة، ليس فقط بالمال، بل بالعنصر البشري الذي تحتويه، وما محاولات الأندية الكبيرة شراء وإغراء الكثير من لاعبي الأندية الصغيرة إلا دليل على خوفها من التحولات المستقبلية، وبالتالي فإن تطوير منشآت ناد كالمحرق على رغم وجوده، أفضل من إنشاء ناد لا يملك في الأساس سوى حجرة مستأجرة من قبل مركز كرزكان للاجتماعات وغيرها، أو مقر عبارة عن مجموعة محلات متلاصقة كنادي الاتفاق أو شقة سابقة تدار من خلالها أنشطة نادي النصر، وما خفي كان أعظم.
الرياضة البحرينية كانت بحاجة ماسة للتوصية الأخيرة من أجل السير بالرياضة البحرينية بالشكل الصحيح، وفيها يجب أن تقوم المؤسسة بعملها كما قال الشيخ عيسى بن راشد في أمسية احتفاء مجلس بن هندي بالرياضيين القدامى من وجوب قيام المؤسسة العامة برعاية وصيانة الأندية وإنشاء الاستادات الرياضية والحرص على إحضار المدربين المتخصصين لرفع مستويات فرق القاعدة، وباعتبار نادي التضامن أحد الأندية المنضوية في سجلات المؤسسة فإن عليها بالتالي انتشاله وسط بحر من المشكلات العالقة والعجز المالي الكبير الذي يعيشه ويصل إلى 60 ألف دينار تقريباً بحسب تصريح رئيس النادي.
المجموعة الثانية التي وقع فيها المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس الخليج القادمة، تعطي الأمل بقدرة الأحمر على تخطي ما هو أبعد من الدور التمهيدي، إذا ما عرف الجميع أن مستويات المنتخبات الخليجية أصبحت متكافئة إلى أبعد الحدود، ويبقى الفيصل بينها، طريقة الإعداد الصحيحة السابقة لانطلاقة البطولة، والقراءة الجيدة خلالها من قبل مدرب المنتخب، وهذا ما نتمناه ويتمناه الشعب الحالم بإنجاز تاريخي.
هذا من جانب القرعة، أما من الجانب التنظيمي الخاص باليمن، فالجميع ليس الآن بدأ يشك بقدرة اليمن على الاستضافة، بل منذ إعطائها حق الاستضافة، أقلها بسبب عنصر الأمن، ولعل احتجاز مراسل الجزيرة لساعات وهو من اليمن، مثال بسيط على تفكير رجال الأمن هناك.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2910 - الثلثاء 24 أغسطس 2010م الموافق 14 رمضان 1431هـ