العدد 2411 - الأحد 12 أبريل 2009م الموافق 16 ربيع الثاني 1430هـ

طاولة سار إلى أين؟!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

طاولة سار بكل فئاتها من الصغار وحتى العموم قلما تخرج من أي موسم من دون أن يكون لها بعض النصيب في مسابقات اتحاد الطاولة، وان حدث غير ذلك فهذا أمر غير معتاد بل وغريب خصوصا في فئة الناشئين التي ظلت متربعة على عرش البطولات لسنين طويلة لامتلاكها الصغار المتميزين الموهوبين فطريا لهذه اللعبة التي نالت حظها من العشق المتيم بقرية سار حتى اقترن اسمها ببطولات الطاولة المحلية.

أن يخسر أو يخفق العموم في طاولة سار فقد يكون الأمر اعتياديا؛ نظرا إلى المنافسة القوية والشرسة من قبل الفرق الأخرى، والتاريخ يؤكد أن طاولة سار ظلت ما يقارب من 20 سنة تنافس البحرين أولا والأهلي ثانيا قبل أن يلغي هذه اللعبة من نشاطه حتى جاءها الفرج قبل سنين قليلة، ولكن ما يحز في النفس أن تخرج طاولة سار بكل فئاتها هذا الموسم خالية الوفاض ومن دون حمص كما يقولون، بعدما كانت يدها طويلة في اقتناص البطولات بجدارة وخصوصا في فئة الناشئين.

والغريب في الأمر أن فئة الناشئين هذا الموسم تضم 3 من أفضل اللاعبين في البحرين، بل هم أساسيون في المنتخب الوطني ويعدون من أفضل المواهب التي أنجبتهم سار والمملكة وهم: حسن عبدالرحيم وعلي رضي ومحمد عباس عبدالوهاب. فهؤلاء يحملون التاريخ الصغير لهم وينتظرهم المستقبل الكبير عندما يصلون إلى درجة العموم، ومع ذلك خسروا الرهان بعدما كانت المؤشرات تؤكد أنهم سيعودون إلى قريتهم محملين بالبطولة، ولكنهم أيضا أخفقوا وأعطوا طاولة صغار البحرين الضوء الأخضر لمعانقة الذهب بكل جدارة.

نتذكر جيدا في عهد قيادة سيدسلمان جعفر المحفوظ لرئاسة النادي كيف كانت وضعية طاولة النادي المعتمدة على أبناء القرية في الدور الإداري والجهاز الفني واللاعبين أنفسهم، ومع قدومه للرئاسة بدأت طاولة العموم تشم رائحة البطولات التي أنعشت الدوري أيامها بفضل العناصر الموجودة وحنكة الإدارة في الفريق. هنا لا يفهمنا الآخرون من الإداريين سواء الحاليين أو حتى الرئيس الحالي للنادي بأنهم خارج النص، وان الانتكاسة التي أصابت طاولتهم بأسباب تقاعسهم، أبدا لم ولن نقول ذلك وإنما ضربنا المثل السابق لكي نصل جميعا إلى الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر الغريب.

لتحقيق أي إنجاز يجب أن تكون الحلقة المثلثة المكونة من اللاعبين والإداريين والجهاز الفني متكاملة وفيها الشيء الكثير من التفاهم والانسجام لكل الفئات. نحن نسأل هذه الحلقة في الموسمين الماضي كانت متلازمة ومتحققة فيها أسباب النجاح أم أن هناك فجوات حدثت جاء معها الإخفاق الجماعي لهذه الطاولة العتيدة. أيضا نسأل من يتحمل المسئولية لهذا الإخفاق الكبير والمستغرب، إذ لم نسمع أن مجلس الإدارة عقد اجتماعا طارئا ناقش فيه هذا السقوط المر، وأيضا لم نسمع من الجمعية العمومية بتفعيل دورها، ولتطلب اجتماعا استثنائيا وطارئا مع مجلس الإدارة تناقش فيه هذا الأمر لكي لا يمر هذا الإخفاق من دون محاسبة الأطراف المسئولة عنه ولكي يصل الجميع إلى الأسباب الحقيقية وبشفافية واضحة. طاولة العموم التي قيل عنها الكثير من قبل، وانها تحتاج إلى المدرب الأجنبي لتقطف ثمار البطولات، ولكن شاهدنا جميعا كيف يسقط هذا الفريق بقيادة أجنبية بعدما كانت تحقق البطولات بقيادة وطنية من أبناء قرية سار... ما المبررات التي يسوقها الجهاز الفني والإداري وحتى مجلس الإدارة لهذا الإخفاق غير الطبيعي! أمر آخر نود أن نثيره عبر هذه السطور... قام مجلس الإدارة وبنجاح في إعادة نجم الطاولة البحرينية إلى عرينه الأم سيدعدنان كاظم إلى جانب النجم المستقبلي لهذه اللعبة أنور مكي لكي ينافس الفريق على بطولة هذا الموسم، ولكن للأسف الشديد يتم الاستغناء عن أحد نجوم المستقبل ليس لسار فقط وإنما للبحرين بأكملها (سيدمحمد رضي) ليترك غيابه فجوة كبيرة في الفريق، وكان لزاما على مجلس الإدارة عندما أراد إرجاع سيدعدنان ان يبقي سيدمحمد رضي لتكتمل الحلقة لتستطيع طاولة سار إحكام القبضة الحديدية على البطولة، ولكن وبشكل غريب يتم الاستغناء عنه في ظروف مجهولة وغير معروفة... من يتحمل أيضا رحيل سيدمحمد رضي عن طاولة سار؟ أخيرا نسأل هل كان هناك تقييم فني وإداري بشكل علمي لمسيرة طاولة سار في كل فئاتها من قبل جهاز اللعبة أولا بأول، وأثناء تلقيها الخسائر من المنافسين المباشرين حتى يتم علاج ما افسدته الأخطاء الفنية والإدارية.

نأمل من مجلس إدارة نادي سار والجمعية العمومية فيه ان يناقشا هذا السقوط بعقلية منفتحة بعيدة عن التصادم وكيل الاتهامات، فبالحوار الهادئ يصل الجميع إلى الأسباب الحقيقية لعدم تكرار مثل هذا الإخفاق المر؟!

تابعنا عبر الملاحق الرياضية المبررات التي ساقتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى جانب اتحاد الكرة كل في موقعه، وكل منهما وضع خطاباته مزينة بالدليل والبرهان لإقناع الجماهير والأندية والمتابعين، ولكن للأسف الشديد لم يستطع أي جانب منهما إقناع الآخرين بالأخطاء الفادحة التي حدثت يوم الأربعاء الماضي في مهزلة غير مسبوقة وفي وضعية يضحك منها العقلاء والمحايدون...

الآن قد حدث ما حدث والاتهامات من هذا الطرف للآخر لا تجدي ولا تعطي الحلول بل تزيد المشكلة ويصبح المتضرر الأول والأخير الأندية المنضوية تحت مظلة اتحاد الكرة.

نحن في «الوسط الرياضي» نطالب بأن يكون هناك اجتماع يجمع كبار المسئولين في المؤسسة العامة حتى لو كان ذلك في شخص رئيس المؤسسة العامة ليحضر هذا الاجتماع لإذابة جليد الخلافات وليس الاختلافات مع اتحاد الكرة والتي نأمل من طرفها حضور رئيس الاتحاد، على أن تتم مناقشة كل الأمور الاختلافية بشفافية ووضوح، ثم وضع روزنامة للموسم واضحة المعالم لا ينالها التغيير المستمر، وان تكون ثابتة بتواريخها ومواعيدها لكي تستقر الأمور عند الأندية والجهات الإعلامية والجماهير... ولا يكون جمع جداول المباريات كجمع الطوابع كهواية، وطموحنا أكبر من ذلك بأن نستلم وتستلم الأندية جدولا متكاملا لموسم كامل تضع فيها الأندية برامجها واستراتيجياتها من دون قلق أو خوف.

بعدها نطالب بأن تقوم المؤسسة العامة بإعطاء اتحاد الكرة لمواعيد وتواريخ انشغال الملاعب (الوطني والأهلي والمحرق) للصيانة أو لأمور أخرى يضع من خلالها اتحاد الكرة جداول المباريات وليس العكس أن يقدم اتحاد الكرة روزنامته للمؤسسة العامة وعلى أساسها يتم وضع الجداول، وبالتالي يكون تغيير الجداول في أيامه للمباريات غير معلن، وبل يكون مفاجئا للجميع كما حدث قبل أيام. أخيرا نأمل أن يصل الطرفان إلى التفاهم بعيدا عن الكلمات الجارحة والاتهامات غير المقبولة من أي طرف لآخر؛ لأننا جميعا ننشد أن يكون العمل جماعيا يصلنا إلى نقطة النجاح... فعلى المؤسسة العامة أن تضع يدها بيد اتحاد الكرة وان يضع اتحاد الكرة يده بيد المؤسسة العامة من أجل المصلحة العليا للكرة البحرينية وان ينعكس ذلك على العمل للطرفين وعلى الأندية في فرقها وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2411 - الأحد 12 أبريل 2009م الموافق 16 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً