يعود الشيخ عيسى بن راشد بذاكرته إلى الوراء، ويقف لحظات ليتذكر فترة منتصف السبعينيات من القرن الماضي وهي، كما أشرنا في حلقات سابقة، الفترة التي شهدت التحول الكبير في الاهتمام الحكومي بالرياضة البحرينية بعد تأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في مارس/ آذار 1975، لذلك شيدت المنشات الرياضية ومباني الأندية الكبيرة مثل المحرق والأهلي والبحرين والحالة. كما زاد من إشهار الاتحادات الرياضية الفردية، وتضاعفت المشاركة في البطولات الخارجية، وتمثلت الطفرة الحقيقية في بناء الصالات الرياضية وإستاد البحرين الوطني. فيتذكر أبوعبدالله هذه الفترة ويقول:

صدر عن صاحب السمو أمير دولة البحرين بتاريخ 25 مارس مرسوم أميري رقم (2) لسنة 1975 بإنشاء المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ونص المرسوم على تشكيل المجلس الأعلى برئاسة سمو ولي العهد وعدد من الأعضاء الذين يصدر بتعيينهم وبمدة عضويتهم قرار من مجلس الوزراء، وفي 14 يوليو/ تموز صدر قرار رقم (7) بتعيين أعضاء المجلس الأعلى. وعقد أول اجتماع للمجلس الأعلى للشباب والرياضة بمبنى دار الحكومة يوم الخميس الموافق 17 أغسطس/ آب 1975 برئاسة صاحب السمو ولي العهد الشيخ حمد بن عيسى (ملك البلاد) بحضور أعضاء المجلس وهم: وزير التربية علي فخرو، وزير الدولة جواد العريض، وزير التربية الشيخ عبدالعزيز بن محمد، وزير العمل والشئون الاجتماعية إبراهيم حميدان، الشيخ عيسى بن راشد، الشيخ خالد بن عبدا لله، الشيخ عيسى بن أحمد، محمد المطوع، جميل الجشي، توفيق المؤيد.. وفي 8 مارس 1976 صدر قرار من رئيس الوزراء بتعيين الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة أمينا عاما للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ويكون عضوا في المجلس. لذلك كانت الاجتماعات تعقد بصورة دورية مستمرة، وتناقش الكثير من الموضوعات المهمة التي تهدف إلى تطوير الرياضة البحرينية، وكانت المؤسسة العامة عبارة عن الجهاز التنفيذي الذي ينفذ خطط وأفكار المجلس الأعلى، كما حصلت الرياضة البحرينية على الدعم الحكومي الكبير، فشاركت بأكبر بعثة رياضية في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في بانكوك العام 1978.

كما لعبت المؤسسة العامة دورا كبيرا ومهماً في الدفع بالحركة الرياضية منذ قيامها في العام 1981، إذ رصدت الموازنة السنوية لها والتي جعلتها قادرة على دعم الأندية والاتحادات الرياضية.

وحينما طلبنا من محدثنا أن يقيم لنا عطاء المجلس الأعلى بين الأمس واليوم قال: «كانت البدايات قوية جدا وكانت تطرح على طاولة الاجتماعات الكثير من القضايا المهمة وخصوصا أن الرياضة البحرينية كانت في طور التأسيس، قل هذا العطاء تدريجيا بعد أن تولت المؤسسة العامة الدور الأكبر وأصبحت هي من تعد جدول الأعمال، لذلك أتمنى أن يعود المجلس إلى ما كان عليه في السابق برئاسة ولي العهد الشيخ حمد بن عيسى (ملك البلاد).