الاتحاد البحريني لكرة السلة ومنذ أن سن قانون حرية انتقال اللاعبين فوق الـ 30 عاما بين الأندية المحلية شهدت سوق انتقالات اللاعبين حراكا كبيرا وواسعا يعتبر الأشمل في تاريخ كرة السلة البحرينية.
هذا الحراك الذي نشط في المواسم الخمس الأخيرة بشكل ملفت حتى أن أندية شكلت فريقا كاملا من اللاعبين فوق الـ 30 عاما، نراه هذا الموسم يخبو بشكل كبير وعلى غير العادة.
فالسنوات الماضية يمكن أن نسميها سنوات الطفرة لهؤلاء اللاعبين والتي كانت نتاج الرغبة الكبيرة من الأندية في الاستفادة من خدماتهم والانتقال من واقع إلى واقع أفضل.
التجربة التي عاشتها الأندية في السنوات الماضية أدت إلى تغيير استراتيجي في توجهات الأندية في هذا الموسم وهو ما أدى بالأساس إلى ترنح اللاعبين فوق الـ 30 عاما وبقاء معظمهم من دون عقود حقيقية.
فبعد أن كانت الأندية المحلية تتقاتل للحصول على خدماتهم ومن خلال عقود كبيرة لبعضهم نراها هذا الموسم تعزف عن التعاقد ولو مع لاعب واحد، وخير دليل على ذلك نادي النويدرات الذي كان أكثر الأندية تعاقدا مع لاعبين فوق الـ30 عاما إلا أنه هذا الموسم امتنع تماما عن التعاقد مع أي لاعب وفضل وفق استراتيجية مستقبلية الاعتماد على اللاعبين الشباب من أبناء النادي لبناء فريق للمستقبل.
النويدرات ليس الوحيد في هذا المجال وإنما أندية مثل الاتحاد والنجمة أيضا امتنعوا عن التعاقد مع أي لاعب محلي وإن كان الاتحاد يبحث عن لاعب واحد لتدعيم الفريق غير أنه لم يوفق إلى الآن في التعاقد مع أي لاعب، ومدينة عيسى أيضا لم يتعاقد مع أي من اللاعبين فوق الـ30 عاما وهو يبحث عن لاعبين صغار كخيارات لتدعيم الفريق.
سياسة الاعتماد على اللاعبين الشباب هي السياسة التي بدأت تتبعها جميع الأندية بعد أن جربت الكثير من الخيارات خلال المواسم الماضية ووصلت إلى نتيجة واحدة مفادها «ما يحك جلدك إلا ظفرك».
السبب وراء السياسة الجديدة للأندية كان بالأساس المشاكل التي خلفها تواجد اللاعبين فوق الـ30 عاما بعقود احترافية من دون أن يقدموا الاضافة الكبيرة للفريق على حساب اللاعبين من أبناء النادي الذين أصبحوا متفرجين وبالمجان على دكة الاحتياط ما أثار استياء عاما في كثير من الأندية أدى في النهاية إلى شبه اجماع على التخلص منهم.
بتنا في هذا الصيف نرى أن اللاعبين الذين كانت العقود تلاحقهم أصبحوا حائرين تماما ومن دون أي عقد، وفي حال قدم لهم هذا العقد فإنه أقل بكثير وكثير مما كانوا يتقاضونه في المواسم الأربعة الماضية.
وحتى يأتي الفرج فإن الكثير من اللاعبين فوق الـ30 عاما عليهم البقاء في منازلهم وبالتالي إنهاء مسيرتهم السلاوية قصرا لأنهم أصبحوا في سن يصعب عليهم العودة بعدها في حال ابتعادهم، أو عليهم القبول بالخيار الآخر وهو اللعب بالمجان أو بعقود رمزية إذا ما أرادوا الاستمرار في ممارسة اللعبة، لأن الأندية وعت الدروس جيدا من السنوات الماضية وما عادت تفرط في الأموال هكذا من دون الحصول على النتيجة المرجوة.
طبعا هذه القاعدة ليست عامة ولا تشمل جميع الأندية وجميع اللاعبين فوق الـ30 عاما، بل بالعكس مازال هناك بعض الأندية الذين استفادوا تماما من التعاقد مع لاعبين فوق الـ30 لتدعيم صفوف فرقهم، ومن أبرزهم طبعا نادي سترة الذي استعاد ثلاثيه المخضرم حسين تقي ومراد ابراهيم وصادق مهدي وهو من خلالهم ومن خلال لاعبيه الشباب يطمح للعودة للمنافسة على منصات التتويج.
المنامة أيضا ضرب كل الأرقام القياسية في التعاقد مع لاعبين فوق الـ30 عاما من خلال التعاقد مع اللاعب محمد حسن بعقد لمدة 3 مواسم وبقيمة اجمالية تصل إلى 86 ألف دينار.
المحرق هو الآخر استقطب اللاعب المخضرم ياسر بونفور إلى صفوفه وخصوصا بعد المستويات القوية التي قدمها في الموسم الماضي كما استعاد لاعبه جاسم محمد.
إذا التعاقدات مع اللاعبين فوق الـ30 عاما اقتصرت هذا الموسم على اللاعبين النجوم والقادرين على التأثير بشكل حقيقي في الفرق التي يلتحقون بها، في حين أن اللاعبين الذي لم يؤثروا ولم يقدموا الكثير لم يتمكنوا من الحصول على عقود حقيقية مجزية، مع أن الباب مازال مفتوحا لبعض التعاقدات الجديدة قبل انطلاق الموسم الجديد.
العدد 2909 - الإثنين 23 أغسطس 2010م الموافق 13 رمضان 1431هـ
شباب
عين الصواب !
الاعتماد على الشباب في اي نادي محلي موقع افتخار