العدد 2909 - الإثنين 23 أغسطس 2010م الموافق 13 رمضان 1431هـ

العمائم في برلمان 2010

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

في برلمان 2002، كانت هناك عمامةٌ بيضاء واحدة من جمعية الوفاق، وفي 2006، كانت هناك ست، منها اثنتان سوداوان، أما برلمان 2010 فقد يشهد حضور عمامتين بيضاوين، وفي المحصلة فإن العمائم ظلت على الدوام منذ بدء التجربة النيابية تجد طريقها إلى القضيبية، وبالتالي فإن الحديث ظل متواصلاً على الدوام عن مدى ملاءمة وجود العمائم ورجال الدين في المؤسسة التشريعية.

الحديث في هذا المقام، يأخذ دائماً جانبين، الأول يرى في أصحاب العمائم مواطنين يحظون بالحقوق ذاتها التي يحظى بها غيرهم وبالتالي فإن من حقهم أن يترشحوا ويصلوا إلى البرلمان، وخاصة إذا ما توافرت الكفاءة، على اعتبار أن لا فصل بين الدين والسياسة.

آخرون يعتقدون أن العمائم مكانها الطبيعي القضاء الشرعي، والمنابر، والأوقاف، التي هي جميعها في أمسّ الحاجة إليهم، وأن وجودهم في البرلمان قد يطيح بهيبة المؤسسة الدينية، وخاصة مع الإخفاقات الحاصلة وضعف الأداء، كما يرى البعض أن وقوف العمائم على أبواب المسئولين يتنافى مع المقام الديني لأصحاب العمائم.

في حقيقة الأمر، يجب التشديد على الاحترام الوفير لأصحاب العمائم ورجال الدين، غير أننا ننحاز إلى الرأي الثاني، إذ نعتقد أن وجود العمائم، كما اللحى، في البرلمان رسّخ أولاً الحالة الطائفية، حتى في وعي المواطن البسيط، لأن كلا الصورتين وإن كنا لا نلقي باللائمة عليهما في ذلك، حتى وإن تحدثتا بلسانٍ وطني مبين، تظلان على الدوام تذكران الناس بالانقسام الحاصل في البلد.

أمرٌ آخر يجب التنبيه إليه، إننا نعتقد أن وجود العمائم في البرلمان، يجعل الناس يزدادون ثقة في الفكر الديني، إذا ما استطاع هذا التواجد فعلاً أن يحقق الانجازات، غير أنه أيضاً وعلى الطرف الآخر، يؤدي إلى فقدان الثقة في رجالات الدين، إذا ما كان الأداء غير مُرضٍ، وبالتالي فإن تحييد هذه الفئة، عن هذه المؤسسة قد يكون أفضل لحفظ هيبة رجال الدين والعمائم من أن يأخذوا جميعاً بجريرةٍ قد لا يكونوا فاعليها.

كذلك، فإن سلوك النائب في مجلس النواب يتطلب الصراخ حيناً، وتقديم المجاملاتٍ حيناً آخر، ويتطلب الوقوف كثيراً عند أبواب الوزراء والمسئولين، ومداراتهم أحياناً، وهذه كلها سلوكياتٌ ليس محبذاً أن يقوم بها أصحاب العمائم، لخصوصية موضعهم ومكانتهم الدينية عند الناس.

صحيحٌ أن ترشيح صاحب عمامة من شأنه أن يحقق أعلى نسب نجاحٍ وفوزٍ، وهو ما حدث بالفعل سابقاً، لكنه أيضاً يحمّل أصحابها تبعاتٍ تتطلب التخصص السياسي والقانوني فيما هو مقبلٌ عليه، وهو أمرٌ لا يتوافر كثيراً في كتب الفقه والفلسفة، كما أن طبيعة العمل النيابي لا تترك النائب يلتقط أنفاسه، ليبدأ دراسة السياسة والقانون برويّةٍ وتدرج.

نكنّ خالص الاحترام والتقدير لجميع العمائم واللحى التي مارست دورها الوطني في مجلسي 2002 و2006، ونبارك مقدماً لمن سينجح منهم في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وفي كل الأحوال نريد من النائب الوطني الشريف الدفاع عن المواطنين وقضاياهم، أيّاً كانت طوائفهم وانتماءاتهم ومذاهبهم.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2909 - الإثنين 23 أغسطس 2010م الموافق 13 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 1:22 م

      اصحاب العمائم المخربين

      ان اصحاب العمائم يخربون البلاد وكذلك اصحاب الثياب القصيرة هذا وللعلم

    • زائر 11 | 12:42 م

      طالب

      الشيوعي كان يوما مسلما ولم يعجبه الأسلام فرتد عنه فكيف تأمنه على سلطة تشريعة وهم من يرون ان الدين افيون الشعوب

    • زائر 10 | 8:56 ص

      ماذا صنعت العمامة في المجلس

      سؤال اطرحه لماذا شعب البحرين يرى العمامة مقدسة منزهه وبأنها افلاطون العصر
      ياناس يا عالم هؤلاء مثلكم بس على راسهم عمامة ومو شرط أنا هذا الأنسان فاهم في الأمور السياسية فلكل واحد مجال تخصصه
      في النهاية اقول لا توهقونه بقائمة كلها عمايم وكأننا بؤتمر ديني

    • زائر 9 | 8:23 ص

      معمم ومثقف سياسي بشكل جيد أفضل .. وشيوعي مثقف أفضل من انتخاب عمامة لأنها عمامة

      لا أرى العمة لها حرج في دخول البرلمان وأخي حسن كل كلامك وتبريراتك كانت حجج غير دقيقة لعدم تفضيلك دخول رجل دين السياسة لانهم في نظرك أصحاب المساجد فقط..
      كان الرسول والامام علي وأبنائهم عليهم أفضل الصلاة والسلام رجال دين وسياسة فلنا فيهم قدوة
      أنا شخصيا وأقولها بصريح العبارة.. لا أقدس كل عمامة الا اذا عرفت من هو بكل معنى الكلمة؟
      فإذا وجدت عمة مثقفة في المرشحين سأفضلها.. أما اذا وجدت العمة فقط لأنها عمة.. فسأفضل حتى الشيوعي المثقف سياسيا

    • حسين الامير | 6:19 ص

      خروج العمائم من البرلمان ليس حلا

      أصبح أصحاب العمائم يسيطرون على رؤية الجمعيات السياسية إن كان لها رؤية بغض النظر عن دخولهم في البرلمان أو عدمه وتلك هي المشكلة، فذوو الاختصاص يحق لهم التعبير عن آرائهم وأصحاب العمائم يحق لهم فعل ما يريدون، ولن يجدي لمثل هذه الجمعيات تغييرا إداريا أو تشكيل لجان مختلفة ما دامت المركزية في اتخاذ القرار

    • زائر 8 | 4:02 ص

      امثلة نموذجية للعمائم

      يبين الكاتب ما عنده امثلة قوية للعمائم؟
      تاج الرؤوس يا عزيزي،وما عنك سماحة امين عام الوفاق ببعيد

    • زائر 7 | 3:19 ص

      الإخلاص والكفاءة المعيارين الأهم

      الإخلاص هو أهم شيء يجب أن يتمثل به النائب الإخلاص لدينه ووطنه وبني وطنه ويأتي بعد ذلك مسألة الكفاءة لكي يكتمل العمل فالكفاءة وحدها بدون إخلاص لا فائدة منها فهنا الكثيرون ممن يملكون الكفاءات ولكن لا طائل من كفاءتهم إذا لم يكون مخلصين بل وربما يستغلون كفاءتهم للربح الشخصي دون الإلتفات إلى هم المجتمع

    • زائر 5 | 2:58 ص

      فاليكن معيارنا الكفاءة أولا دون غيره .....

      يبدو ان المشكلة ليست فيمن سياتي الى المجلس وانما المشكلة في مدى جدية تفعيل المجلس ولعل ما طرح في الدورات السابقة وحتما اللاحقة كان كافيا للتدليل على مصداقية المجلس وما يراد له فهل سيكون القادم كااسابق ام نلمس شيئا مغايرا ؟

    • زائر 4 | 2:04 ص

      اخي حسن ,

      ان النضر بعين واحد الى المعممين والملتحين لا يجدي نفعا ولا يضيف شيئ الا المقال عليك النضر بعينيك ان دخول المعممين والتحين له جوانب جيدة كثيرة وان اردت الأنتقاد فذكر اللأيجابيات قبل السلبيات ...

    • زائر 3 | 12:27 ص

      أخي حسن المدحوب..

      لماذا نبحث دائماً عن المواضيع التي تشد الإنتباه أكثر؟..أخي وجود رجال الدين إن كان من أهل العمائم أو من الإخوة ذات الثوب القصير-حسب تقسيمك للمظهر الخارجي- أمر مهم..لأن البرلمان لا يحتاج للسياسين فقط بل يحتاج للسياسين والإقتصادين والأطباء ورجال الدين وإجتماعين-وأنت تعرف ذلك أكثر مني-البرلمان مكان تشريع قوانين الدولة وقوانين الدولة لا تقتصر على السياسة والإقتصاد بل هي تشمل كل التخصصات والفئات
      ..أعتقد نحن بحاجة لجعل مقاعد مجلس الشورى بتخصصات متنوعة من سياسين ورجال دين إلخ..وانتخاب من شئت للنيابي.

    • زائر 2 | 10:03 م

      تتمه لنرجسية هذا المقال

      يريدون من البرلمان خالي من العمه حتى يمرروا قوانين مثل الاحول الشخصية و غيرها نحن نعرف هذا الفكر الدخيل ونقول لكم من زمن الرسول وآل بيتة الى ظهور القائم هم المتصدين هم الشرع و الشريعه فكيف تريدون ان تبعدوا العمة عن البرلمان و غيره ؟؟ وصية صاحب الزمان بالعودة للعمة في كل مفاصل الحياة ولم يوصي بالعودة لصحاب العقل الذين في الوثبة لا ترى الا غبراهم جميع الثورات تصدت لها العمة ويردون ابعادة عن البرلمان و غيره امر عجيب غريب يا حداثيين ثورة التبك و مقاومة البرطانيين في العراقوايران والبحرين ولبنان

    • زائر 1 | 9:58 م

      العمائم محترمه ومقال يضرب لسب حقوق بشكل نرجسي

      على مدى التاريخ كله التاريخ الشيعي لا توجد ثورة او حركة اي كان نوعها اختلة من تصدي العمائم لها و الكاتب هنا يري ان يقول ابعدو العمائم
      فنقول له لافندية يغطون رئوسهم كنعام حين تقوم الثائرة وتتشابك الايدي وتهرق الدماء ويبقى المعمم متصدي لثورة وفي الاستحقاقات يريد من العمامة الابتعاد ؟؟ وعجباه من فكرة حداثي دخيل على جتمع متدين اصحاب هذا الطرح يخفون القول بانهم لبراليين ويملون للبراليه العمه مكنها المسجد والامكن الدينية فقط وهم مكانهم البرلمانات و غيرها حتى

اقرأ ايضاً