دورات كأس الخليج الـ19 منذ انطلاقتها العام 1970 في البحرين، في كل دورة كان يطلق عليها «العرس الخليجي»، و«لقاء المحبة»، و«لقاء الأشقاء»، و«ملتقى الإخوة والأحباب»... كما كانت سببا رئيسا في تطوير الرياضة الخليجية عموماً والنهوض بمستواها الفني والإداري والتقني، لذلك حرصت دول التعاون الخليجي على بناء أجمل المنشآت الرياضية، والتعاقد مع أفضل المدربين، وجلب أفضل المدارس الكروية. ما ساهم في وصول منتخبات الكويت والإمارات والسعودية والعراق إلى أكبر المحافل الرياضية الكروية، وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم.

إلا أن المتأمل في ما يحدث حولنا من تناقضات حقيقية بين الاتحادات الرياضية الخليجية أصبح لا ينسحب تحت مسمى «العرس الخليجي» أو «لقاء الأشقاء» كما لا يرتقي للهدف التي خلقت من أجله الدورات، وأقصد بما ينسجم مع توجيهات قادة «التعاون الخليجي».

فالدورة العشرون التي ستقام في ربوع اليمن الشقيق أفرزت - للأسف - أنواعا كثيرة من الأحقاد لم تكن معروفة على مدى عمر هذه الدورات. كما خلقت انشقاقا بين الاتحادات الخليجية، فأصبحت هناك كتلة تنادي بإقامتها في وقت معين بغض النظر عن الظروف التي تعيشها اليمن. لا من أجل صالح الدورة أو المنتخبات الخليجية، إنما من أجل فرض كلمتها العليا، والتي بدت واضحة للعيان منذ انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على مقاعد «الفيفا»!

وبحسب وجهة نظري المتواضعة ووسط هذه الحوادث الكبيرة التي تكاد تعصف بمعنى الأشقاء وتلغي مفهوم «العرس» أجد بأن دورات كأس الخليج قد انتفت منها أبرز وأهم أسباب إقامتها، وأصبحت عبئا فنيا وإداريا على الاتحادات الخليجية، لأن إقامتها تأتي وسط سيل من المشاركات الإقليمية والدولية والأولمبية، بالإضافة إلى الالتزامات الخارجية التي تعيق تنظيم أهم بطولة داخلية ألا وهي مسابقة الدوري العام.

لذلك بت أطالب بأن نعيد حساباتنا نحو إقامة هذه الدورة التي أصبحت تمثل عبئا كبيرا على الدولة المنظمة، وهمّاً متزايدا على الدول المشاركة فيها، بالإضافة إلى الأحقاد التي باتت شرورها تتطاير بين «الأشقاء»، وأن ننهي الحلقة التي بدأت قبل 40 عاما حينما كنا بحاجة ماسة إلى دورة رياضية تزيد من تقارب الأشقاء بعضهم بعضاً وتعضد مسيرتهم التي بدأها قادتهم في الاجتماع الأول الذي انطلق من أبوظبي العام 1981!