العدد 1028 - الأربعاء 29 يونيو 2005م الموافق 22 جمادى الأولى 1426هـ

جسور سلام مفتوحة على العالم

السامريون على قمة الطور:

جبل جرزيم "نابلس" - وفا 

تحديث: 12 مايو 2017

يكفي الوقوف في زاوية من المتحف السامري على جبل الطور "المقدس" في نابلس في الضفة الغربية، لمرة واحدة للتعرف على أكثر الروائع السامرية التي تختصر تاريخا أزليا لأصغر شعوب العالم. والوقوف قليلا أمام الكثير من الكتب والمخطوطات التي تحوي التسلسل الزمني لحياة الطائفة السامرية منذ آلاف السنين بجانب كاهن سامري، يختصر بسرد مقتضب تاريخ البشرية بحسابات بسيطة.

ولم تستطع عوادي الدهر أن تقضي على هذا العلم الذي يعتبر جزءا من الثقافة السامرية والمتمثل بحسابات يتقنها الكهنة السامريون ويرصدون فيها الفترات الزمنية بين حياة كل نبي وآخر ابتداء من أبو البشرية آدم وحتى خاتم الأنبياء محمد عليهما السلام. وفي واقع الحال يعتبر السامريون أشهر من عمل بعلم الفلك، وقال الكاهن حسني السامري: "التاريخ السامري مدون منذ آلاف السنين ومحفوظة فيه قضايا اجتماعية وسياسية ودينية وغيرها من شئون الحياة اليومية". في الطريق إلى قمة جرزيم المقدس في نابلس في الضفة الغربية، ثمة كثير من الانطباعات التي تقود لسبر أغوار أصغر طائفة دينية في العالم، وفي منزل الكاهن السامري القريب من المذبح كثير من الشواهد التي تعتبر للوهلة الأولى أسرارا في عالم سامري صغير، لكن هذه الأسرار سرعان ما تتكشف بقليل من التركيز فيها. يقول الكاهن السامري: "إن طائفته تمتلك ما لا تمتلكه أية طائفة أخرى، فهي تحافظ على تراثها و تتمسك بأصغر التفاصيل الدينية والاجتماعية، وكاهنها الأكبر هو المنوط به حل المشكلات الدينية والاجتماعية كلها وقوله فصل، بناء على الشريعة السامرية المقدسة بأسفارها الخمسة. يبلغ عدد السامريين حتى يوم "أمس" 685 شخصا، وفي العام 1917 كان عدد أبناء الطائفة 146 شخصا، ويقول السامريون إن الحال الاقتصادية الصعبة التي عايشوها في زمن الحكم التركي أدت إلى تناقص عددهم. لكن السامريين يعانون الآن من قلة الفتيات، فعدد ذكورهم أكثر، فبدأوا وللتغلب على هذه المعضلة بالزواج من اليهود، لكن بشرط أن "تتسمرن" اليهودية الراغبة في الزواج من السامري، غير أن الكاهن حسني قال: "ليس هناك خطورة من الانقراض".

والسامريون يتألفون من خمس عائلات وهي: عائلة الكاهن امتدادا لعائلة لاوي، وأربع عائلات أخرى امتدادا للسبطين إفرايم ومنشيه وهي: الدنفي وصدقة وسراوي ومفرج. ويوضح الكاهن حسني: "عائلة الكاهن تختص بالأمور الدينية ومنها يكون الكاهن الأكبر والإمامية والقضاة الدينيين، والمحكمة الدينية تتألف من الكاهن الأكبر و12 مساعدا".

وتسمح الشريعة السامرية بتعدد الزوجات، لكن في واقع الحال لا يطول السامري الذكر الزواج بواحدة لأن هناك نقصا في الزوجات، فـ "كل خمسة شباب يتنافسون على فتاة واحدة، لذلك تبحث الفتاة عن الشاب المناسب... على حد علمي لم يحدث هناك تعدد الزوجات"، قال الكاهن حسني. ويعتقد السامريون أن جرزيم أقدس بقعة في العالم وهي مركزهم وقبلتهم ومكان تقديم القرابين بحسب الشريعة السامرية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً