العدد 1028 - الأربعاء 29 يونيو 2005م الموافق 22 جمادى الأولى 1426هـ

الحياة وما تضج به من أسئلة

في المعرض التشكيلي الفلبيني

افتتح الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة في مقر الجمعية مساء الثلثاء 21 يونيو/ حزيران الجاري معرض التشكيل الفلبيني. وضم المعرض أعمالا لمجموعة من الوجوه الفنية الشابة التي عرفها المتابع منذ المعرض التشكيلي الذي أقامته الجمعية في العام الماضي. إلى جانب وجوه تشكيلية شابة جديدة أكدت حضورها من خلال المجسمات التي تميز بها معرض هذا العام.

صورة المشاركات جاءت مقاربة لمعرض العام السابق، وفي الوقت الذي جسد فيه فنانو العام الماضي الإنسان بحالاته الإنسانية والنفسية وجد الفنانون المشاركون فرصة هذا العام للانطلاق إلى أبعاد أكبر من السؤال نفسه عن الإنسان وخصوصا أن معرض هذا العام شهد إقبالا كبيرا من الفنانين الفلبينيين. معرض هذا العام اتخذ صيغة كادت أن تستحوذ على جميع الأعمال المشاركة، إذ كانت الفكرة الحاضرة فيه هي أن الفن التشكيلي لم يعد مجرد واجهات تزين الجدران. وإنما هو نبض لقلب الشارع ولكل ما تعج به الحياة من أسئلة. فحاول الفنان التشكيلي الياباني أن يجعل لأعماله المشاركة قوة التأثير في الحياة الاجتماعية. من خلال الأفكار التي حاول تسريبها والتي أراد من خلالها أن تكون موضوع نقاش بين فئات المجتمع الكادحة. وما قيامه بعرض أعماله بهذا الشكل إلا دلالة على مدى الرغبة في رفع قبضة الظلم والفقر والجوع عن كاهل الإنسان الفلبيني وفتح المجال له للعيش وسط حياة أفضل.

نقطة أخرى وهي أن الفنان الفلبيني في هذا المعرض يصدمك للوهلة الأولى بسؤال عن سر العلاقة التي تجمع بينه وبين أقرانه من المشتغلين بالفنون الأخرى، وكأنه يعيد في معرضه هذا السؤال عن صيغة فنية قديمة كان أبدعها فنانو عصر النهضة الأوروبية وهم "الإنسانيون" وامتد تأثيرها إلى الفلبين حينما كانت مستعمرة من قبل إسبانيا. وهي الفكرة التي صاغوا فيها نظرية الفن معتمدين على الرسم الذي له تأثيره على بقية الفنون الأخرى ومنها الأدب.

إذ نجد الفنان التشكيلي في هذا المعرض يؤكد التناسق في ألوان لوحاته بين المضيئة والسوداء. في تصوير دقيق للواقع المعاش وصدق تجاه الطبيعة وعدم تقليدها. فهو هنا لا يغفل عن جمال الأشياء التي تحيط بالإنسان من حواليه فهو يبرز بصورة جلية الفرق بين صورة الأشياء التي يعيش في ظلها الإنسان الفلبيني وصورة الحياة المرة التي يعيشها هو نفسه. وكل ذلك من أجل طرح أفكاره بصورة واضحة - كما أسلفنا - واثارة مزيد من الأسئلة المهمة. فهو على عكس ما قام به "الإنسانيون" من تصوير لحياة الطبقات العليا كانت لوحات المعرض معنية بالدرجة الأولى بتصوير حياة الطبقة الكادحة وأحلامها وهي المعنية أكثر من غيرها بالإجابة على الأسئلة التي يطرحها الفنان التشكيلي الفلبيني





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً