العدد 1028 - الأربعاء 29 يونيو 2005م الموافق 22 جمادى الأولى 1426هـ

الصويرة المغربية تحتضن مهرجان فن "غناوة"

الصويرة المغرب - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

على امتداد ثلاثة أيام كاملة بين23 و26 يونيو/ حزيران الجاري بلياليها كان لعشاق موسيقى غناوة ومختلف الأنماط الموسيقية ذات الأصل الإفريقي في العالم موعد مع المتعة من خلال مهرجان الصويرة لفن غناوة الذي أخرج مدينة الصويرة الصغيرة من رتابتها إلى العالمية من خلال الجماهير والسياح التي حجت لمواكبة المهرجان، بالإضافة إلى كبريات وسائل الإعلام العالمية من شبكات تلفزيونية ومحطات إذاعية ومجلات وصحف ومواقع إلكترونية.

افتتاح المهرجان

افتتحت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الصويرة لفن "غناوة وموسيقى العالم" بكلمة لوزير الثقافة المغربي الشاعر محمد الأشعري الذي اعتبر أن هذه التظاهرة "تعطي كل سنة دليلا ملموسا على أهمية البعد الثقافي في حياتنا اليومية".

وأضاف الأشعري أن ذلك "ليس فقط بما يمكن أن يتضمنه من اندفاع تنموي، بل يتعلق بالأساس بالمعنى الذي نعطيه لحياتنا في عالم تهزه في كل يوم تصدعات اجتماعية وثقافية جديدة"، مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق باستقرارنا الوجداني والروحي وباستعادة الثقة في أنفسنا وفي إمكاناتنا وفي قدرتنا على بناء مجتمع مختلف، ولكن على قدر كبير من الإقناع والجاذبية".

من جهته أوضح رئيس المهرجان ومستشار العاهل المغربي للشئون الاقتصادية أندري أزولاي "أنه يحق للصويرة أن تفتخر بتراثها الكناوي وموسيقى العالم الذي يحج الموسيقيون من كل أرجاء الكون للتعرف عليه".

"معلمو غناوة" برفقة موسيقيين عالميين

خلال أيام مهرجان الصويرة كانت المدينة التي تستيقظ عادة على صيحات طيور النورس، يستمر استيقاظها إلى الهزع الأخير من الليل على أنغام قراقيب معلمي غناوة وآلات الكنبري برفقة موسيقيين مرموقين من كل أرجاء العالم.

فطيلة أيام المهرجان حج آلاف الأشخاص من المغاربة والأجانب، المتيمين بالتراث الكناوي، إلى المنصات التسعة التي أقيمت خصيصا لهذه المناسبة، للاستمتاع بهذا التزاوج الروحاني الأصيل والمتجدد في الوقت ذاته بين إيقاعات "غناوية"، وأخرى غربية عصرية قدمتها مجموعة "ريف غناوة" من تطوان من أقصى شمال المغرب، و"المعلم" عبدالنبي من الدار البيضاء رفقة الفرنسي ماجك مالك والأميركي أوطو طونسبوباسيان، والمعلم حميد القصري من الرباط رفقة مجموعة خاليو الفرنسية - الإسبانية.

وبساحة باب مراكش كان جمهور مهرجان "غناوة وموسيقى العالم" على موعد مع مجموعة "جوالة" من مدينة أغادير بقيادة الفنان بوجمعة باسي، قبل حفل تكريم فنان جيل جيلالة عبدالرحمن باكو بمشاركة "مجموعة باكا" ومحمد الدرهم وعمر السيد والسوسدي.

وتواصلت باقي الأمسيات مع "المعلم" عادل أميمي ابن مدينة الصويرة، رفقة عزيز السمحاوي ومصطفى ماتاوي وسامي شيبوب وماني لو - ويزيك، ومجموعة تواليغ الفرنسية - الجزائرية التي تجمع بين الموسيقى المغاربية والسلتية.

وفي إطار الحفلات الموازية للبرنامج الرسمي للمهرجان المنظمة بكل من "ساحة الخيمة" و"رحبة الزرع" و"صقالة المدينة" قدمت فرق حمادشة من الصويرة و"لونسة" من أغادير و"الحسانين" من تارودانت ونات نيو وأولاد موغادور لوحات من التراث الشعبي المغربي الأصيل، فيما قدم "دجي يوسيف" والشاب "إي صباح" جديد إبداعاتهم، وذلك في إطار منصات الموسيقى الإلكترونية على شاطئ المحيط الأطلسي، فضلا عن الحفلات الخاصة المقامة بهذه المناسبة في عدد من فضاءات المدينة كـ "دار الصويري".

السينما كانت حاضرة

كان الفن السابع حاضرا في مهرجان غناوة بالصويرة المغربية من خلال فيلم "الألوان السبعة للكون - درس علمي عن البشرية" لجاك فيلمونت وفيفيانا باك.

ويحكي الفيلم الذي استمد إيقاعاته الموسيقية من الموسوعة التقليدية الكناوية، ويقدمها المعلم عبدالكبير مرشان والمعلم أحمد باقبو ورفاقهم، عن مراسلة فبفانا باك لـ "الكناوي العياشي" لمدة عشرين عاما، في حوار نادر عن تحويل المعرفة عبر الأجيال، والطريقة التي تم بها هذا التحويل بين شعوب تقليدية مختلفة، إلى حركة مستمرة بين الانغلاق والحياة اليومية.

ويشارك في هذه التظاهرة فنانون عالميون مميزون منهم على الخصوص عازف البيانو والملحن المصري فتحي سلامة المتخصص في موسيقى "البوب العربية"، والفنان السينغالي يوسو ندور رفقة مجموعته "النجم العظيم لدكار"، والشاعر والموسيقي دانييل وارو من جزيرة لارينيون، والثنائي السينغالي السويدي إليكا وصولو، والفنان نانتها كومار من سنغافورة، وإتيان مبابي من غوادلوب.

ليلة الختام

استمتع أزيد من 450 ألف متفرج في الليلة الختامية من "مهرجان الصويرة لفن غناوة وموسيقى العالم" بساحة "باب مراكش" بموسيقى "عندليب دكار" يوسوندو ديور، الذي تغنى بإفريقيا السلم والسلام.

ورقص آلاف المتيمين بموسيقى غناوة القادمة من العمق الإفريقي، خلال حفل الاختتام على موسيقى النجم الإفريقي يوسوندور ندور، الذي قد تستحق موسيقاه تسمية "موسيقى عالمية"، لكونها تشكل صلة وصل بين الشمال والجنوب، عبر المزج بين ما هو إفريقي وما هو غربي، من خلال موسيقى "البوب الإفريقية" التي حظيت مقطوعاتها بإعجاب جمهور من مختلف الشرائح والأعمار جمعت بينها تلك الأذن السميعة المتذوقة للإبداع الراقي والمرهف. وقدم هذا الفنان خلال هذا الحفل مجموعة من أغانيه، التي لقيت نجاحا كبيرا عبر العالم، وتحكي عن الواقع الإفريقي من مديونية وفقر وأوبئة، ولكن أيضا عن الحب والقيم الثقافية الإفريقية، على إيقاعات موسيقى "الجاز"، و"السول ميوزيك"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً