أجمع نواب البرلمان العراقي على ضرورة تحريك ملفات الفساد الإداري والمالي، معتبرين أن الفساد يمثل الخطر الثاني الذي يفتك بمفاصل الدولة بعد الإرهاب.
وخصصت الجمعية الوطنية أمس الكثير من الوقت لبحث ملف الفسادين المالي والإداري. وقال رئيس اللجنة المكلفة مكافحة الفساد هادي العامري أمام النواب: إن "سيلا من المعلومات يصلنا الآن عن بعض الوزراء من المفتشين ومن ديوان الرقابة المالية ومن المفوضية العليا للنزاهة لكن إلى أين نأخذها؟".
وأضاف أن "غالبية الفساد الإداري والمالي في العقود "..." فالكثير من عقود الدولة مؤلمة ومحزنة وبعيدة عن أبسط التعليمات". وأوضح أن في الكثير من الحالات تدفع قيمة العقد قبل أن يصل أي شيء "إلى العراق". وقال: إن "الكثير من المواد تأتي إلى المخازن ثم تخرج من المخازن لكن إلى أين تذهب وهل يتم توزيعها أم لا. كل هذه أمور مبهمة ولا أحد يدري بها".
من جانبه أكد ممثل المرجع الديني السيدعلي السيستاني النائب الشيخ أحمد الصافي أن "مفاصل الدولة أصبحت تئن من الفساد الإداري وكل الشعب يعرف أن هناك فسادا إداريا". ونوه إلى أن "أعضاء الجمعية اتخذوا قبل أسبوعين قرارا يقضي باستدعاء أحد الوزراء في كل أسبوع ليبين المعوقات التي تجتاح عمله "في هذا المجال" ولكن مع الأسف فإن هذا لم يحصل".
من جهته، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن اجتماعا لوزراء خارجية دول الجوار العراقي سيعقد اليوم في صنعاء على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وأضاف أن الاجتماع سيخصص لبحث التطورات الجارية في العراق.
وتابع أن هناك مشروع قرار بشأن الأوضاع في العراق، معروضا على الاجتماع الإسلامي منتقدا في الوقت نفسه ما وصفه "لامبالاة" الدول الإسلامية إزاء ما يجري في العراق.
وشدد مشاركون في منتدى دولي بشأن إعادة إعمار العراق بدأ أعماله أمس في عمان ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة وزراء عراقيين على أن الأمن يشكل أبرز العوائق أمام الشركات العاملة في مجال إعادة الإعمار هناك.
وقال وزير الموارد المائية العراقي لطيف رشيد في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية إن "مشكلتي الأمن والإرهاب في العراق مازالتا تتصدران سلم العوائق أمام عمل شركات الإعمار والمقاولات". في غضون ذلك، سيقوم رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري بزيارة لدمشق اليوم في حين ذكرت مصادر سورية رسمية أن وفدا دبلوماسيا وأمنيا سوريا توجه أمس إلى بغداد للعمل على إعادة فتح السفارة السورية. وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قال الخميس الماضي: "نحن منفتحون جدا على علاقات أخوية وحسن جوار مع العراق لإزالة كل لبس وكل اتهام "بشأن التسلل" بالأدلة والوقائع".
كما نقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الري السوري نادر البني قوله: "إن بلاده زادت منسوب نهر الفرات في اتجاه العراق اعتبارا من منتصف يونيو/ حزيران على أن تستمر في ذلك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة"
العدد 1027 - الثلثاء 28 يونيو 2005م الموافق 21 جمادى الأولى 1426هـ