أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس، أن "فك الارتباط" ناجم عن الاعتراف بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق من خلال السيطرة على قطاع غزة، داعيا إلى كبح جماح سوائب المستوطنين التي وصفها بأقلية ضئيلة تحاول التأثير على قرارات الحكومة والكنيست.
وقال شارون في خطاب ألقاه صباحا أمام مؤتمر للوكالة اليهودية في القدس، إن الانسحاب من غزة صعب ومؤلم لنا جميعا ولذلك من المهم اجتياز هذه العملية موحدين وأنا أحذر الجميع من الأقلية الصغيرة والمشاغبة التي تستخدم القوة ضد جنود الجيش وسلطات القانون، كما شاهدنا أخيرا في فندق معوز هيام.
واعتبر شارون رفض تنفيذ الأوامر وخرق النظام العام يشكلان خطرا على "إسرائيل" وأمن الإسرائيليين، داعيا إلى معارضة ذلك لكن شارون لم يتطرق إلى الأعمال العدوانية التي قامت بها هذه السوائب ضد الفلسطينيين في منطقة "غوش قطيف" وآخرها إطلاق النار على أحد الفلسطينيين وإصابته بجروح خطيرة.
وأضاف شارون في تطرقه إلى خطة "فك الارتباط" أن الخطة ناجمة عن الاعتراف بحقيقة أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق مستقبلي من خلال السيطرة على قطاع غزة. ومن الواضح لنا أنه لا يمكننا ضمان غالبية يهودية في كل أنحاء البلاد ورعاية ملايين السكان الفلسطينيين.
وكانت لجنة الداخلية التابعة للكنيست عقدت أمس جلسة أولى لمناقشة قانون المواطنة العنصري الذي يمنع منح الجنسية الإسرائيلية لعرب فلسطينيين تزوجوا من عرب مواطني "إسرائيل" والذي تم تقديمه ببعض الاستثناءات.
وفلسطينيا، قالت مصادر فلسطينية أمس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من رئاسة المجلس التشريعي إجراء تعديلات على القانون الأساسي لتعيين نائب له "على وجه السرعة". وقدم عباس هذا الطلب خلال لقاء عقد الليلة قبل الماضية مع رئيس المجلس التشريعي روحي فتوح وهيئة رئاسة ورؤساء اللجان في المجلس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الاجتماع "ركز على موضوع تعيين نائب لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والإجراءات الواجب اتخاذها لتحقيق ذلك خدمة للمصلحة الوطنية العليا". ونقلت مصادر برلمانية عن عباس قوله إنه لا يريد أن تسير الأمور في مهب الريح في حال حدوث أي طارئ له. واجتمع ممثلو القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بالرئيس الفلسطيني في مقر المقاطعة بمدينة رام الله. وقال القيادي في حركة "حماس" الشيخ حسن يوسف: "إن الاجتماع مع عباس تناول مختلف القضايا والتحديات التي يواجهها شعبنا الفلسطيني وأن ممثلي القوى الفلسطينية أثاروا خلال الاجتماع مسألة الفلتان الأمني والفوضى التي تنعكس سلبا على شعبنا الفلسطيني، وتدارس كيفية الخروج من هذا الواقع. ودعا يوسف خلال اللقاء إلى تشكيل لجنة عليا من كل الفصائل الفلسطينية لمتابعة المخاطر المحدقة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك".
من جانبه، قدم وزير الشئون المدنية الفلسطيني، محمد دحلان، خلال اجتماع اللجنة الوزارية الفلسطينية المختصة بمتابعة "فك الارتباط"، تقريرا مفصلا بشأن الاستعدادات الفلسطينية للانسحاب من غزة والخطط التي أعدتها اللجنة الوزارية.
وقال دحلان للصحافيين إن السلطة الفلسطينية مستعدة لإدارة المناطق المقرر الانسحاب منها في حين ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن صدمة تسود الأوساط الإسرائيلية المسئولة عن الانفصال بعد رفض دحلان أن تقوم السلطة بنقل ركام منازل المستوطنين أو دفنه في غزة. وقالت الصحيفة إن دحلان أبلغ الوزير رامون ومساعدي نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز بأن السلطة لن تقوم بإزالة الركام، موضحا أن غزة لا يوجد بها مكان لدفن الحطام ولا توجد بها آليات ضخمة للقيام بتلك المهمات وأن دحلان أبلغ رامون بأن على "إسرائيل" أن تدفن الركام في منطقة النقب. من جهته قال رامون إن "إسرائيل" لن تقوم بأية عملية هدم للمنازل وإزالة الركام من دون تنسيق كامل مع الفلسطينيين متخوفا من عدم قدرة الفلسطينيين على فعل ذلك وأن هناك الكثير من المشكلات المعقدة في تلك العمليات حتى جيش الاحتلال نفسه لا يعرف كيف يقوم بتنفيذها.
وميدانيا، أعلنت قيادة المستوطنين أن التحضيرات جارية للتظاهر، اليوم، على مفارق الطرق الرئيسية في "إسرائيل"، في إطار النشاطات الاحتجاجية ضد "فك الارتباط". وقالت شرطة "إسرائيل" أمس إنها عثرت على عدد كبير من إطارات السيارات في موقعين مختلفين في منطقة رعنانا، يعتقد بأن أطرافا يمينية أعدتها لاستخدامها في عمليات سد الطرق اليوم.
رام الله - أ ش أ
تدرس الولايات المتحدة منح "إسرائيل" مليار دولار كمساعدة بعد تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة لتنمية وتطوير صحراء النقب ومنطقة الجليل.
كشف عن ذلك مصادر أميركية وثيقة الصلة بملف المساعدات في تصريحات خاصة لصحيفة "جيرازوليم بوست" الإسرائيلية بثتها بطبعتها الالكترونية على الانترنت أمس. وأفاد التقرير الذي نشرته الصحيفة بأن عملية تحديد المشروعات والرقم المقرر للمكافأة على وجه التحديد في حاجة إلى مزيد من الدراسة من جانب الفريق الأميركي الإسرائيلي المشترك الذي أعلن تشكيله رسميا أثناء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس لـ "إسرائيل" الأسبوع الماضي
العدد 1027 - الثلثاء 28 يونيو 2005م الموافق 21 جمادى الأولى 1426هـ