استبقت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أمس خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش. وقالت قبل ساعات من بثه، إنه سيبلغ الشعب الأميركي بأهمية الإبقاء على الالتزام بـ "المهمة" في العراق.
وقالت رايس في برنامج على قناة ايه. بي. سي: "هذا الرئيس ينفذ قناعاته وقيمه دائما وليس حسبما يراه في استطلاعات الرأي. سيذهب إلى الشعب الذي انتخبه ويقول له مجددا: لماذا من المهم أن ننتهي من المهمة في العراق؟". أمنيا، أعلنت مصادر الجيش والشرطة مقتل 28 شخصا وإصابة العشرات في هجمات انتحارية وأخرى بأسلحة خفيفة في مناطق متفرقة. في حين أعلنت المصادر بدء عملية "السيف" في منطقة الأنبار. وأثار اغتيال النائب الشيخ ضاري الفياض بانفجار سيارة مفخخة، غضب واستياء أعضاء الجمعية الوطنية. إلى ذلك سيقوم رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري بزيارة لدمشق اليوم.
عواصم - وكالات
قتل أكبر الأعضاء سنا في الجمعية الوطنية العراقية النائب الشيخ ضاري الفياض "87 عاما" أمس مع ابنه وثلاثة من حراسه في انفجار سيارة كان يقودها انتحاري شمال بغداد، كما قتل نحو 14 شخصا وجرح العشرات في حوادث أخرى. وأعلن مصدر في وزارة الداخلية ان "ضاري الفياض قتل مع ابنه وثلاثة من حراسه عندما انفجرت سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري قرب موكبه الذي كان يضم سيارتين في حي الراشدية" شمال بغداد. وكان الفياض ترأس الجلسة الأولى للجمعية الوطنية. وهو شيخ عشيرة البوعامر التي تنتشر في عدد من ضواحي بغداد وعضو في الائتلاف الموحد.
كما قال شهود من "رويترز" وعاملون في مستشفيات إن الشرطة فتحت النار على حشد من المتظاهرين في السماوة ما أدى إلى إصابة سبعة متظاهرين من العاطلين من بينهم رجل أصيب في رأسه. وذكر أطباء أن أربعة من رجال الشرطة أصيبوا أيضا.
وفي حوادث عنف أخرى قتل ثلاثة من مغاوير الشرطة وجرح خمسة آخرون في سامراء عندما انفجرت قنبلة يدوية الصنع في دوريتهم. وقتل جنديان وجرح آخر عندما أطلق مسلحون صاروخا عليهم جنوب سامراء طبقا للرائد جمعة محمد من الجيش العراقي الذي أضاف أن "دورية تابعة لإفراد حماية الطرقات التابعة للجيش تعرضت إلى هجوم بقذائف أطلقت من أربع سيارات ما أسفر عن مقتل اثنين من أفرادها وجرح أربعة آخرين".
وقتل اثنان من الشرطة وجرح اثنان آخران في هجوم شنه نحو 70 مسلحا على مركز قوة حفظ النظام في سامراء، بحسب الرائد لطيف شهاب. وقتل رجل شرطة وجرح 17 آخرون عندما هاجم انتحاري بسيارة ملغمة مستشفى في المسيب جنوب بغداد وفجر نفسه فيها، طبقا لمصادر طبية وأمنية. وأعلن مصدر في الشرطة أن مدنيا قتل وجرح ثلاثة من حراس مدير المرور.
وأعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل خمسة رجال شرطة وجرح ثلاثة آخرين واغتيال عضو مجلس بلدي في هجمات متفرقة في بغداد. وقال إن "عنصرا في الشرطة لقي مصرعه وأصيب اثنان آخران حينما فتح مسلحون النار عليهما في منطقة الدولعي غربي بغداد". وأضاف أن "أربعة آخرين قتلوا وجرح أخر في هجومين منفصلين شمال ووسط بغداد".
من جانب آخر، أعلن المصدر ذاته مقتل عضو مجلس بلدي في حي الخضراء غربي بغداد بنيران مسلحين في حي الجامعة. وقالت مصادر في الشرطة وأخرى طبية إن عراقيا قتل وأصيب سبعة آخرون بانفجار سيارتين مفخختين كانتا متوقفتين عند إحدى الطرقات في بعقوبة. ومن ناحيته، أعلن الجيش الأميركي مقتل جندي أميركي في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في بلد.
كما أكد الجيش الأميركي أن المجندتين الأميركيتين اللتين اعتبرتا مفقودتين بعد هجوم الخميس الماضي في الفلوجة وجدتا مقتولتين ما يرفع حصيلة القتلى من المجندات في الهجوم إلى ثلاث و11 جريحة، وهو أعلى عدد في هجوم واحد في العراق. وفي غضون ذلك، شن نحو مئة من الجنود العراقيين وألف من القوات الأميركية هجوما جديدا ضد المتمردين في محافظة الانبار غرب بغداد، طبقا للجيش الأميركي. وأفاد بيان أن "العملية التي أطلق عليها اسم "السيف" تهدف لاقتلاع الإرهابيين الأجانب الذين يتخذون من المنطقة المحاذية لنهر الفرات بين مدينتي حديثة وهيت مقرا لهم". وأعلنت وزارة الدفاع أن قوة من الجيش اعتقلت ثلاثة سوريين في إطار حملة مداهمات شنتها على بلدة حديثة.
وفي مواجهة أعمال العنف المتصاعدة، أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد وجود اتصالات مبدئية مع المسلحين إلا انه حذر من أن التمرد قد يستمر لعدة سنوات. إلا أنه نفى وجود اتصال بين أميركيين وأبومصعب الزرقاوي. غير أن الجماعات الإسلامية ومن بينها تنظيم الزرقاوي و"أنصار السنة" نفت في بيانات إجراء أي اتصالات مع مسئولين أميركيين.
وفي الإطار ذاته، نفى الرئيس العراقي جلال الطالباني في مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى الأولى لانتقال السلطة وجود أية محادثات بين حكومته وزعماء المسلحين، وأكد أن مثل تلك المحادثات هي شأن أميركي وقال إن العراق مازال بحاجة إلى وجود القوات المتعددة الجنسيات.
من جهتها، استبقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس الثلثاء الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي جورج بوش قائلة إن المتمردين "يخسرون دعم الشعب العراقي" كلما تقدمت العملية السياسية مؤكدة أن على الأميركيين "إنهاء عملهم" في هذا البلد.
واضافت أن بوش "سيقول للأميركيين الذين انتخبوه قبل ستة أشهر انه من المهم أن ننهي عملنا" في العراق. وأفاد استطلاع للرأي نشرته شبكة "اي بي سي" وصحيفة "واشنطن بوست" أن غالبية من الأميركيين يرون أن بوش "خدعهم عمدا" بشأن العراق لكنهم لا يؤيدون انسحابا من هذا البلد قبل إعادة النظام إليه
العدد 1027 - الثلثاء 28 يونيو 2005م الموافق 21 جمادى الأولى 1426هـ