كان يا مكان في هذا الزمان، ما كان هناك أناس يسرحون ويمرحون في أماكن كانت تعرف بالسواحل، هذه السواحل كانت عبارة عن رمال وبعض الحجارة المتناثرة هنا وهناك، ومياه البحر تضرب في الرمال والطيور تلهو وترفرف على رؤوس الزائرين.
وكأن شيئا ما كان، استيقظ هؤلاء الناس وتوجهوا كالعادة إلى هذه السواحل، وبينما هم كذلك اعترضتهم لافتات تدلهم على مدخل آخر غير الذي تعودوا عليه، أخذوا الأمر بكل برود وتوجهوا إلى المدخل الجديد ليجدوا بعض الآليات التي تحمل بعض الحجارة وتنقلها إلى مكان ليس ببعيد عن الساحل، قالوا في أنفسهم: ربما أن الدولة قررت أخيرا تطوير الساحل!
ومرت الأيام، وازدادت الآليات، وانتقل الناس إلى مدخل آخر، وأبعدوا عن الساحل الذي تعودوا عليه، ولكن كان بمقدورهم أن يصلوا للبحر وهو الأهم ما دامت الدولة تنوي تطوير الساحل!
بعد شهور، لم يعد بمقدور هؤلاء الرواد إلا أن يشموا نسيم البحر من على بعد أميال، فهذا الساحل تحول إلى مجموعة من المباني والفنادق والطرقات والجسور.
ولكن، هل رجع من دفنوا البحر إلى تطوير البنية الاقتصادية، أم أنهم استقوا فتواهم من مقولة "الحي أبقى من الميت". وهكذا، اختفت السواحل من على بقعة كانت تسمى أرخبيل جزر، فالرفاهية وتطوير الجوانب الاقتصادية التي تتمتع بها فئات تعد على الأصابع أهم من مصلحة شعب بأكمله
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1026 - الإثنين 27 يونيو 2005م الموافق 20 جمادى الأولى 1426هـ