أقام مستوطنون يعارضون الانسحاب من قطاع غزة أمس، مستوطنة عشوائية فوق موقع كانت الشرطة الإسرائيلية هدمت المباني فيه أمس الأول.
ونصب المستوطنون أكواخا وتمركزوا في مبنيين بقيا سالمين من دون أن يعود الجيش إلى اخلائهما. وبعيد ذلك استولى عشرون مستوطنا على بيت فلسطيني من ثلاث طبقات لايزال قيد البناء في منطقة المواصي على الشاطئ. وعلق المستوطنون على المبنى لافتات بالعبرية وأشرطة برتقالية ترمز إلى رفض الانسحاب من قطاع غزة.
ووصل شرطة إسرائيليون إلى المكان وطلبوا من المستوطنين مغادرة المبنى مهددين بإخلائه بالقوة. لكن رجال الشرطة غادروا المكان من دون اتخاذ أي إجراء وشوهد مستوطنون آخرون يأتون إلى المنزل ويتحصنون فيه بعد أنباء عن إخلاء وشيك ستقوم به الشرطة.
كان الهدف من هدم المباني الأحد عشر منع اليهود المتطرفين من التحصن فيها والبقاء حتى تبدأ عملية إخلاء المستوطنات وبذلك تواجه حكومة الاحتلال مشكلة معهم. وعاد اليهود وتحصنوا في هذه المباني واحتلوا أيضا منزلا لمواطنين فلسطينيين.
الحكومة الإسرائيلية جيشا وشرطة وحرس حدود يتحدثون منذ أشهر من الآن عن سيناريوهات وخطط إخلاء بعض المستوطنات في غزة والضفة، وأجروا ترتيبات مالية وسياسية في هذا الخصوص مع قيادات المستوطنين، ووضعوا خططا عسكرية لمواجهة احتمالات الدخول في معارك مع المستوطنين. ويعتزم اليهود من جميع أنحاء "إسرائيل" تنظيم مسيرات احتجاجية والتجمع عند مجمع مستوطنات "غوش قطيف" لمساندة الرافضين للإخلاء.
أرى أن موقف المتطرفين اليوم إشارة واضحة إلى أن عملية الإخلاء لن تكون كما خطط لها حتى وإن تم تعويض أولئك الذين سيتم إجلاؤهم من المستوطنات
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1026 - الإثنين 27 يونيو 2005م الموافق 20 جمادى الأولى 1426هـ