العدد 1026 - الإثنين 27 يونيو 2005م الموافق 20 جمادى الأولى 1426هـ

كنانة: الكتاب خارج العراق استهلكوا مفردات الحنين

"دولة قطر تتحول إلى عاصمة للثقافة"

الدوحة - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

مدير تحرير مجلة "الثقافة" الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة قطر الشاعر والناقد العراقي علي ناصر كنانة. هو أحد أبرز الوجوه الثقافية الفاعلة في المشهد الثقافي القطري. فهو العراقي المقيم في دولة قطر. وربما يكون في تلك الثنائية المدهشة التي يجمع فيها كنانة بين ثقافتين الأولى هي الثقافة العراقية - ان صح التعبير - ذات الامتدادات التاريخية والفكرية والفنية العريقة والثانية الثقافة القطرية الجديدة باعتبار دولة قطر دولة نفطية حديثة مساحة رحبة حاول فيها كنانة ولايزال التحرك من أجل رفد المشهدين العراقي والقطري بكل جديد.

ونحن في هذا اللقاء الذي أجريناه مع كنانة على هامش مهرجان الدوحة الثقافي الذي أقيم في الفترة من 22 مارس/ آذار وحتى 1 أبريل / نيسان الماضي في الدوحة. حاولنا الاقتراب من كلا المشهدين.

الثقافة بأرقى أنواعها

باعتبارك مدير تحرير مجلة "الثقافة"، هل تتحسس لونا جديدا للمشهد الثقافي في دولة قطر، وكيف برأيك ساهم مهرجان الدوحة الثقافي في ابراز صورة مغايرة لهذا المشهد؟

- ان مجلة الثقافة التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة قطر مجلة ذات حضور كبير ومؤثر. وليس أدل على ذلك من خروج هذه المجلة بحلتها القشيبة في عدد خاص احتفالا بمهرجان الدوحة. وهو الأمر الذي سيستمر مع كل دورة جديدة من المهرجان. ولكننا لا نريد للمجلة أن تتخذ طابعا واحدا وانما تنفتح على مجمل القضايا الثقافية. وذلك لا يقلل من أهمية مهرجان الدوحة الذي أراه أحد أبرز المهرجانات في الوطن العربي بسبب اهتمام المسئولين بالتنوع في فعالياته الى جانب حضور النخب الثقافية والفكرية والفنية التي تشكل ظاهرة ثقافية أو فكرية أو فنية. اذ إن الهدف من هذا المهرجان هو استحضار الثقافة بأرقى أشكالها من أجل أن يطلع الناس على ثقافات جديدة. من ناحية أخرى على الجانب الاعلامي فاعتقد أن الثقافة فضاء مهم للتسويق. فدولة قطر تعمل اليوم على اظهار وجهها الثقافي لأهميته حتى متى وصل الى العام 2010 أصبحت عاصمة للثقافة وعندها ستكون قطر مركزا عالميا لمسارح عالمية. فالدولة هنا تحرص على أن تعرض شيئا مشرفا لها.

أنت كاتب وشاعر وناقد عراقي مقيم في قطر اضطررت الى الخروج من العراق منذ عدة أعوام. ألا تجد أن الاستعادة الدائمة للوطن عبر الذاكرة من قبل الكاتب أو الشاعر العراقي خارج العراق تشكل تكرارا لأفقه الابداعي؟

- سبق وكتبت في العام 1989 أي قبل احتلال الكويت أن الكتاب العراقيين خارج العراق استهلكوا مفردات الحنين للوطن، فالذي يلاحظه المتابع أن هناك استعادة دائمة للوطن عبر الذاكرة. وهذا الحضور وصل الى حد الارهاق بالنسبة إلى المنجز الابداعي. وهو الأمر الذي دفع بالكتاب والشعراء خارج العراق الى مقاومة أو القفز فوق هذا الحنين الى فضاءات حية أخرى وأن يقدموا شيئا يتعلق بحياتهم التي يعيشونها وأن يقدموا رؤاهم بشكل جديد. وقد تجلى ذلك بالنسبة إلي في ديوان "فجاءة النيزك". لذلك أقول بكل موضوعية إن الأدب يصنعه الأدباء داخل العراق. لكن كما ينطلق النص عن وطن عراقي كذلك ينطلق النص من الخارج. فالأدب يصنعه الأدباء في العراق ولكننا نحن أيضا نستمد أصولنا أيضا من العراق ولكن كأفراد خارج العراق. فغالبية الذين خرجوا من العراق قبل العام 1979 لهم علاقتهم بالثقافة ولهم حضور ثقافي بارز.

استحضار لا غنى عنه

أقمت فترة طويلة في السويد. وقدمت ديوان "فجاءة النيزك" عن تجربتك هناك. فهل لايزال للشعر العراقي ممثلا في الجواهري والسياب مثلا أثره في صوغ رؤاك الابداعية؟

- ان ذهني الى الآن لاتزال تحضر فيه صورة الجواهري والسياب. كما هو شأن حضورهما الثقافي في الذاكرة الثقافية. وخصوصا بالنسبة إلينا نحن مثقفي الخارج. اذ إن لكلا الشاعرين حضورهم في المنفى. فعندما أستحضر مثلا قول السياب في قصيدة مطر "الشمس أجمل في بلادي" أقع في مشكلة فهذه البيت قد أغلق علينا القول نحن الشعراء





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً