بداية لابد من التنبيه إلى حديث هذا الأسبوع لا يهدف أبدا للإساءة إلى شخص أو مؤسسة بعينها، وإنما يتحدث إلى ظاهرة عامة ستكون واضحة للغاية في الصيف الجاري.

فخلال الأيام القليلة الماضية بدأت الجهات الرسمية وغير الرسمية بالإعلان عن تفاصيل برامجها الصيفية، والقارئ لمعظمها سيجد أن هناك اهتماما غير مسبوق ببرامج ودورات إعداد القادة عبر إكساب الشباب مجموعة من المهارات والقدرات لتكوين قيادات.

قد يكون الاهتمام الكبير بتكوين القيادات أمرا إيجابيا، ولكنه في الحقيقة سلبي إذا أدركنا أن معظم البرامج الموضوعة لإعداد القيادات، ما هي إلا برامج مؤقتة لن تستمر لأكثر من موعد انتهاء الإجازة الصيفية، وبذلك يكون نتاج البرامج الصيفية التي خصصت لإعداد القيادات قد ذهب أدراج الرياح، ولم يحقق الأهداف المرجوة منه.

مشروع إعداد القادة مهم للغاية، ولكن الأهم ألا تتم المتاجرة فيه، والاستفادة منه لتحقيق أغراض إعلامية تستهدف تحسين صور بعض المؤسسات والتنظيمات المعنية بقطاع الشباب، أو استغلاله لاستقطاب أعداد جديدة من الشباب للانضمام إلى الأنشطة الصيفية. ففكرة تكوين قيادات بحاجة إلى موارد كبيرة وجهود مستمرة تستغرق سنوات، ولا يمكن تحقيقها من خلال دورة تستمر عدة أيام أو أسابيع من غير المعلوم ماذا سيحل بمشروع القائد الذي تم إعداده فيه لاحقا.

ولذلك فيجب أن تكون هناك جهة أو مؤسسة معنية بتكوين القيادات، وقد يكون مشروع سمو ولي العهد لإعداد القادة هو الأنسب حاليا، ويجب أن تدرك الجهات الأخرى بأن هناك مشروعا قائما، ولا داعي للمبادرة لإعداد قادة عبر إضاعة الجهود والقدرات والأهم إضاعة الشباب