العدد 1025 - الأحد 26 يونيو 2005م الموافق 19 جمادى الأولى 1426هـ

العالم وصل المريخ... ونحن نناقش قيادة المرأة السعودية للسيارة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا أخفيكم أني سعدت لتقلد معصومة المبارك منصب وزارة التخطيط في الكويت وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكني تعجبت من تلك الفزعات المؤدلجة التي أشعلت الساحة السياسية في الكويت؛ حرائق مناشير وكتابات رافضة تقلد المرأة دورا قياديا. بقيت سنين طويلة محاولا التنقيب في التراث لأرى السر في فراغات القوم من رفض المرأة تقلد المناصب فلم ار لا حديثا ولا آية صريحة تمنع من ذلك. طبعا ليس لي أن أفرض قراءتي على أحد ولكن أيضا ليس لاحد ان يفرض رأيه على المجتمع ومن ثم إدخالها في آليات الفرز المجتمعية، وربما تصل إلى إلغاء كل امرأة تشارك في العمل الإداري أو السياسي ولو كانت محجبة. قد يصرخ البعض بدعوى الاحتياط! له ذلك، ولكن فليحتفظ باحتياطاته لنفسه. عضو مجلس الشورى السعودي فجر قنبلة في مجلس الشورى تنادي بمناقشة موضوع المرأة السعودية لقيادة السيارة فأقيمت الدنيا ولم تقعد عليه. معقولة تقام الدنيا على قيادة امرأة للسيارة ولو كانت وفق ضوابط فقهية؟ السؤال ما المانع من ان تقود المرأة السيارة؟ وسؤال وجيه يطرحه كثير من السعوديين أيضا أيهما أفضل ان تقود المرأة السعودية السيارة لنفسها أو يأتى بسائق غريب يقود لها السيارة وللعائلة وعادة لا تخلو المسألة من مشكلات؟

السؤال: هل مثل هذه الموضوعات تستحق كل هذا الضجيج وكل هذا الانفعال، ثم ما المانع الفقهي من ذلك؟ ولنفترض ان هناك من يحرم ذلك، فليحرمه ولكن يجب ألا يفسق الآخرين أو يكفرهم بحججه واجتهاداته، لأن هناك من يفتي بآراء أخرى وله وجهات فقهية متينة يستند عليها.

كاتب سعودي كتب مقالا انه كم يتمنى لو يرجع إلى المطار ذات يوم فيجد زوجته تصطحبه بالسيارة إلى المنزل. أما نحن فنقول له - واتكلم بصفة شخصية على الأقل - إني سعيد منذ أمد أن تأتي زوجتي إلى المطار وتصطحبني بالسيارة إلى المنزل. طبعا أقيمت الدنيا ولم تقعد على الكاتب وهذه من سخريات القدر أن تخلق في عقلية الجمهور عادات ليست صحيحة... وكم عادة تحولت إلى عبادة... والمسألة لو ناقشناها عمليا فضلا من منطلق إسلامي لوجدناها في غاية الأهمية... ماذا تفعل هذه الزوجة الفقيرة إذا سافر زوجها إلى الخارج؟ عندما تحتاج إلى توصيل الأبناء إلى المدرسة أو إلى علاج طارئ أو شراء مشتريات أو ... حتى بالنسبة إلى العمل، كثير من النساء اللاتي لا يعملن يصبحن أسيرات لازواجهن، وإذا طلقن يلقين في الشارع، لذلك العمل هو سلاح للمرأة يجب ألا تتنازل عنه. المرأة التي تتسلم راتبا شهريا بإمكانها أن تعيش استقلالا في بعض آرائها واذهبوا إلى المحاكم واقرأوا القصص المأسوية عن النفقة ما بعد الطلاق وعن آلام النساء وعن ظلم بعض الأزواج، المرأة من حقها أن تعيش حياتها الطبيعية، أن تمتلك سيارة... أن تمتلك رصيدا في المصرف، ان تنفق على نفسها وتشعر بوجودها وبشخصيتها ككيان يستحق الخلافة على الأرض، والسؤال: لماذا السيدة خديجة كانت امرأة ثرية وتمتلك مئات وربما آلافا من الإبل؟ بل أموالها أسعفت الرسول "ص" وساعدته على الدعوة. أنا أركز على أهمية التعليم للمرأة وضرورة حصولها على سلاح الشهادة والعمل لتبقيه ولو على الرف لأي يوم أسود لا سمح الله وإلا فلربما لو أعرضت الدنيا عنها فحتى الأهل يضيقون ببناتهم وتارة يرحبون بهن ولكن قلة الحيلة والفقر تحول دون ذلك.

على ذكر أن تكون المرأة وزيرة أتمنى ان نسمع عن وزيرة الشئون الاجتماعية فاطمة البلوشي اخبارا سارة عن أدائها في الوزارة في سواسية المواطنين في العمل والدعم والكفاءة، والصحافة والبرلمان يراقبان الأداء واتمنى من أي موظف ان يراسل الصحافة بالإيميل لنرى الأداء. قيادة المرأة السعودية للسيارة مسألة مقبلة. القضية مسألة وقت وليترك الأمر وفق التشخيص الشخصي ومبروك للوزيرات الكويتيات

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1025 - الأحد 26 يونيو 2005م الموافق 19 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً