العدد 1025 - الأحد 26 يونيو 2005م الموافق 19 جمادى الأولى 1426هـ

غوانتنامو... وفشل لا تخطؤه العين

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كتبت في هذه الزاوية قبل فترة موضوعا تحت عنوان: "الخارجية البحرينية والغبن الإداري"، تطرقت إلى ما يعانيه الموظفون في وزارة الخارجية من غبن إداري، كما يبدو لي من إطلالة بسيطة على أوضاعهم الإدارية، كما تناولت أيضا جانبا من القصور في الهيكل الإداري وعدم صلاحيته للوزارة وضرورة وجود قسم للعلاقات العامة والإعلام، والحمد لله تم إقرار الهيكل الإداري الجديد بما في ذلك وجود قسم للإعلام، إلى حد الآن لم يتم توظيف أي فرد في هذا القسم بحسب علمي، وفي ذلك مناسبة جيدة في توظيف أبناء الوطن من الخريجين سواء من جامعة البحرين أو غيرها من جامعات.

وفي يوم الأربعاء الماضي 22 يونيو/ حزيران 2005 قامت وزارة الخارجية ممثلة في قسم الإعلام "المستحدث بعد أن ظلت الوزارة منذ الاستقلال بلا قسم للإعلام!" بالرد على موضوع الزاوية المنشور بتاريخ 20 يونيو 2005 بعنوان: "الخارجية البحرينية والأداء السياسي"، وكان عن أبناء البحرين المعتقلين في غوانتنامو وأداء وزارة الخارجية، استندت فيه إلى حديث الوزير في مجلس النواب.

رد وزارة الخارجية لم يأت بجديد، بل زاد الطين بلة من عدة جهات كما سيأتي ذكره:

أولا: تحدث رئيس قسم الإعلام في وزارة الخارجية عن انحدار الكاتب، ولم يحدد لنا أين موقع الانحدار تحديدا، ولم يحدد أيضا أي العبارات المستخدمة "نابية وسطحية"، كما هي ردود أقسام الإعلام في الوزارات، إذ يتم تحديد العبارات وبعد ذلك يتم تفنيدها والرد عليها، أما والحال كذلك فإن رئيس قسم الإعلام في وزارة الخارجية هو من يلقي الاتهامات جزافا وليس كاتب السطور. وبشأن "عدم إلمام الكاتب بأبسط مبادئ الدبلوماسية وكيفية إدارة العلاقات بين الدول"، فإن كاتب السطور لم يطرح نفسه دبلوماسيا، بل كل ما في الأمر أني كتبت عما يعانيه المعتقلون هناك في غوانتنامو وفلذات أكبادهم في البحرين هنا. ثم إن الدبلوماسية هي علم يجب معرفته والإلمام به من قبل الدبلوماسيين في الخارجية البحرينية، وبالتالي عليهم استخدام وتسخير هذا العلم من أجل الإفراج عن أبناء الوطن المعتقلين في غوانتنامو.

ثانيا: بشأن الحقائق التي أوردها رئيس قسم الإعلام، فإن الحقائق والمعلومات التي يذكرها متضاربة لأبعد الحدود مع ما صرح به وزير الدولة للشئون الخارجية وزير الإعلام في مجلس النواب؛ إذ قال الوزير إن "القضية سياسية"، في حين يذكر "الرئيس" ان الجانب البحريني تفاوض مع الأميركان لـ "بحث القضية على أسس أمنية وقانونية"! ولا نعلم إلى حد الآن هل القضية أمنية وقانونية أم سياسية؟ نرجو من النواب طلب توضيح لذلك الأمر. المهم لا نريد الإطناب بشأن تلك التناقضات، إذ إن قضيتنا المركزية "الإفراج عن المواطنين المحتجزين في غوانتنامو".

ثالثا: ما يعرفه جميع الناس في البحرين هو أن المحتجزين البريطانيين وغيرهم تم الإفراج عنهم نظير الجهود التي قامت بها حكوماتهم، أما نحن فمازالت حكوماتنا العربية تراوح مكانها. بل وكل يوم تأتينا الأخبار بأن أبناء البحرين يعانون ويعذبون في غوانتنامو!

رابعا: إن الجهود التي بذلتها الوزارة جهود مشكورة؛ إلا أنها لم تحرك ساكنا في قضية المعتقلين الستة وهذا هو الواقع. وهذه هي الحقيقة المرة التي نتجرعها وأبناء المعتقلين وأهاليهم. والوزارة فشلت إلى حد الآن في الإفراج عن المعتقلين أو تحسين أوضاعهم، ورسائل جمعة الدوسري التي تقطر دما شاهدة على هذا الفشل، أم لدى الوزارة نتيجة أخرى؟ فليتحفنا بها رئيس قسم الإعلام.

خامسا: جميع البحرينيين - المسئولين والكتاب ومؤسسات المجتمع المدني وأفراد المجتمع - يعملون من أجل الإفراج عن المواطنين المحتجزين في غوانتنامو، ولا نشكك أبدا في جهود أحد إلا أن المهم هو النتائج، ونحن جميعا نضع أيدينا في أيدي الإخوة في الوزارة، أو أية جهة أخرى لتقديم أية مساعدة تصب في صالح الإفراج عن المحتجزين.

عطني إذنك...

تريدون صحافة حرة تباهون بها الأمم، فلماذا كلما انتقدنا أداء وزارة أو مؤسسة أو محافظة تعالت الأصوات لإسكاتنا؟ لن تسكتوا أصواتنا ولن تكسروا أقلامنا. ولن نسمح لأي مسئول أن يعود بنا إلى ما قبل عهد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - حفظه الله - قائد مسيرتنا الإصلاحية. وسنكتب إلى أن يتم الإفراج عن المعتقلين الستة، وسنكتب عن أي تقصير ومن أي وزير أو مسئول وفي أي موقع كان. وسنكتب عن أي مخالف للدستور والقانون وأسس "دولة المؤسسات"، وفي شتى المحافظات في المملكة... فالصحافة سلطة رابعة وليست تابعة... أليس كذلك؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1025 - الأحد 26 يونيو 2005م الموافق 19 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً