العدد 1024 - السبت 25 يونيو 2005م الموافق 18 جمادى الأولى 1426هـ

حوار آسيا والشرق الأوسط

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

بعد أن عانت منطقة الشرق الأوسط كثيرا من المبادرات الأميركية للإصلاح السياسي والاقتصادي، ثم مبادرات مجموعة الثماني الشهيرة، بالإضافة إلى المبادرات الأميركية لتحقيق السلام في المنطقة وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك المبادرات الأوروبية للسلام جاءت مبادرة جديدة من نوع خاص. فقد قامت الحكومة السنغافورية الأسبوع الماضي بتدشين مبادرة جديدة لإقامة شراكة بين البلدان الآسيوية وبلدان الشرق الأوسط، وعقدت حوار آسيا والشرق الأوسط ليكون أول ملتقى تاريخي يجمع بلدان المنطقتين بشكل جماعي لبحث المصالح المشتركة، وتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن الكثير من القضايا التي تهم المنطقتين.

فخلال الفترة من 20 22 من الشهر الجاري استضافت العاصمة السنغافورية أعمال الحوار بمشاركة 40 بلدا وحكومة من بلدان المنطقتين، إذ وجهت الدعوة للمشاركة في فعاليات الحوار إلى 25 بلدا آسيويا، شارك منه 23 بلدا، أما من الشرق الأوسط فقد تم توجيه الدعوة إلى 23 بلدا شارك منها 18 بلدا بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية. وبحسب القائمين على مشروع حوار آسيا والشرق الأوسط فإن الهدف من إقامته هو تحقيق أربعة أهداف:

- زيادة وتعميق التفاهم بين حكومات وشعوب آسيا والشرق الأوسط.

- تعظيم نتائج التعاون المشترك بين بلدان المنطقتين.

- تفعيل التوجهات المعتدلة.

- توطيد التسامح والتفاهم والتعايش المشترك بين دول وشعوب المنطقتين.

وتم تشكيل لجنة توجيهية لمتابعة نتائج الحوار تضم عشر بلدان، النصف الأول من بلدان آسيا، والنصف الآخر من بلدان الشرق الأوسط. وشهد الحوار نقاشات مكثفة عن الكثير من القضايا تشمل: السياسة، الاقتصاد، الأمن، الدين، العلوم، التكنولوجيا، الثقافة، الفكر، وذلك من قبل المشاركين الذين قدموا مجموعة ثرية من أوراق العمل. أما المشاركة البحرينية في الحوار فقد كانت لافتة، إذ قدمت أربعة أوراق عمل عن دور الدين والثقافة في السياسة، والإصلاح السياسي، ومفهوم الأصالة والمعاصرة، ودور قطاع الصيرفة الإسلامية.

ما يهمنا في موضوع حوار آسيا والشرق الأوسط، هو أهميته في ظل غياب أي ترابط سياسي أو اقتصادي مؤسس بين بلدان آسيا وبلدان الشرق الأوسط مع وجود الكثير من التحديات المشتركة، فهناك اهتمام غربي بتسويق المنتجات الغربية في المنطقتين لما تحويانه من كثافة ديموغرافية عالية تمتلك قدرات شرائية كبيرة، وأيضا المساعي الغربية للسيطرة على المنطقتين لما تشكلانه من أبعاد استراتيجية دفعت القوات العسكرية الغربية للانتشار في أرجاء مختلفة منهما عبر إنشاء القواعد العسكرية أو الحصول على تسهيلات عسكرية من بلدانها، بالإضافة إلى المعاناة المزمنة للإقليمين من تهمة الإرهاب ودعمهما له.

من هنا تأتي أهمية حوار آسيا والشرق الأوسط ليبني قنوات جديدة من العلاقات الإقليمية للبلدان الخليجية والعربية تحديدا تستهدف أبعاد متعددة منها السياسي والاقتصادي، إذ توجد قواسم واحتياجات مشتركة تحتم على بلدان المنطقتين تعزيز العلاقات لكي تستفيد بلدان الشرق الأوسط من الاستثمارات الآسيوية المتفوقة، وبالمقابل تستفيد بلدان آسيا من الموارد الخام التي توجد بكثافة في الشرق الأوسط.

في النهاية فإن حوار آسيا والشرق الأوسط لا يبدو أنه بدأ ليتوقف فهناك حماس عربي وآسيوي لافت لاستكمال الحوار خلال السنوات المقبلة، بحيث يعقد كل عامين، وتقرر إقامة الحوار الثاني في العام 2007 في مصر، والحوار الثالث في تايلند في العام ،2009 لتستضيف السعودية بعد ذلك الحوار الرابع في العام .2011 كما أبدت البحرين استعدادها لاستضافة الحوار، ومن المتوقع أن يكون خلال العام 2013 أو بعد ذلك بسنوات قليلة طبقا للظروف

العدد 1024 - السبت 25 يونيو 2005م الموافق 18 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً