في كل عام واعتبارا من الشهر الخامس الميلادي تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع في منطقة الخليج العربي عموما. .. أما في مملكة البحرين بالخصوص فيضاف إليها وبكل تأكيد الرطوبة العالية واللزق والرياح العاتية الشديدة السخونة والمحملة بالأتربة... الرطوبة العالية عندنا عدا عن أنها تسبب الكثير من أمراض المفاصل في عموم الجسم البشري فإنها تسيح كل الزوائد والإضافات في أجسام الذكور والإناث وتمططه وتمغطه حتى يصبح أو تصبح عبئا ثقيلا على من يحمله ويكون مشكلة عويصة تضاف إلى مشكلات الحياة الأخرى والكثيرة بالنسبة إلى السكان البحرينيين... والحلول لمشكلات الرطوبة عندنا كثيرة، ولكنها تتطلب التفكير العميق في نوعية اللباس الذي نستخدمه ونسميه اللباس العربي الأصيل وهل من الممكن تغييره إلى لباس آخر يناسب الطقس البحريني وتقلباته؟... والرياح الصيفية الشديدة والمحملة بالكثير من الأتربة التي تهب علينا في هذه الأيام "رياح البارح" هي أيضا تسبب الكثير من المشكلات لسكان البحرين وخصوصا عند المصابين بأمراض الحساسية المختلفة، فتزيد عندهم مشكلة المعاطس والمفاطس واحمرار الوجه والأنف والعينين... ومشكلة الرياح القوية في البحرين أيضا ولكل من يلبس اللباس العربي البحريني من الجنسين أنها تفضح التفصيلات الدقيقة لعموم الجسم وخصوصا إذا كانت الرياح شمالية "كالعادة" والمرأة ماشية ومتجهة إلى جهة الجنوب أو الرجل ماشي ومتجه إلى جهة الشمال... في الصيف الحار الرطب والرجل البحريني يلبس الثوب الأبيض وفوق رأسه القحفية والغترة والعقال ويريد أن يستخدم مخه للتفكير وحل المشكلات الحياتية والعملية، مع أن التهوية الصحية المطلوبة للمخ مفقودة... كيف يتمكن من التفكير ووضع الحلول؟... لا أعلم... قحفية تمنع التنفس للرأس وفوقها غترة نايلون وعليها عقال بحجم الكيك العقيلي ويريد أن يحتفظ بشعر رأسه المسبسب... وإذا خسر شعر الرأس بسبب هاللباس الضاغط على الرأس وأصبح "أصلع" يقول لك بأن الصلعة عنوان الذكاء... من أين يأتون بهذا الكلام؟ لا أدري... وفي الصيف الحار الرطب والشمس في كبد السماء تلبس المرأة البحرينية الدفة السوداء وفوقها الحطة أو الملفع أو الشيلة أو الحجاب وجميعها باللون الأسود وتتعطر بأفخم وأقوى أنواع العطور... يعني السؤال الذي من المفروض أن يطرح هنا هو: هل تنفع هذه العطور في إزالة ريحة العرق المختزن في جميع أجزاء الجسم؟... أصلا اللون الأسود معروف عنه بأنه يسحب ويخزن الكثير من أشعة الشمس والحرارة والتي تنعكس بدورها على الجسم مسببة الكثير من القرف والرطوبة والحكة التي لا ينفع معها لا عطور ولا خناين وتحتاج إلى مكيف هوائي داخلي.
أعتقد بأن مشكلة سكان البحرين هي في الأساس نوعية اللباس الذي فرضته عليهم التقاليد منذ زمن ليس بالبعيد وسمي باللباس العربي الأصيل... وإلا المفروض حاليا أن يكون لباسنا مثل اللباس العربي القديم جدا وهو الذي يناسب الجو البحريني الحار والرطب ويناسب أيضا الرياح الشديدة الموسمية... اللباس العربي القديم المناسب لنا هو تقريبا لباس البتان نفسه أو شعب بلاد الأفغان... لباس حلو وفضفاض ومريح وملون... للرجل السروال الكبير والواسع الذي يدخل ويخرج منه الهواء من كل مكان ومعه القميص الكبير الواسع والذي يصل طوله حتى الركب وبه الكثير من الجيوب التى تحمل كل مستلزماته... ومن الممكن أن يستخدم هذا القميص بدلا عن البيجامة أثناء النوم... وعلى الرأس نستخدم العمة الكبيرة التي ممكن أن تغطي الوجه والأنف في حالة الغبار، وأيضا من الممكن أن تستخدم كلحاف في حالة النوم... وللمرأة فإن اللباس الأفغاني مناسب لها لأنه يأتي في عدة ألوان ويوجد معه ستار الرأس المكيف الذي يحتوي على مشبك للوجه يحميها من الأتربة والحجارة المتطايرة... هذه هي أحسن الأفكار التي حصلت عليها لتبديل اللبس البحريني لمقاومة مشكلة الصيف الحارق عندنا... أفكار حشاش
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1024 - السبت 25 يونيو 2005م الموافق 18 جمادى الأولى 1426هـ