اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب مناسبة لتأكيد التزامنا مجددا بالقضاء على التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، أيا كان الشكل الذي تتخفى وراءه أو الصورة التي تظهر بها. وهي مناسبة جديرة بالوقوف عندها وتذكر ضحايا التعذيب الذين قضوا نحبهم، والاستماع إلى قصص الذين لايزالون على قيد الحياة منهم، ودعم مطلبهم لإحقاق العدالة لضحايا التعذيب ولعائلاتهم، بما في ذلك عن طريق دعم صندوق الأمم المتحدة للتبرعات لضحايا التعذيب.
إن منع التعذيب والقضاء عليه هدف حيوي بالنسبة إلى الأمم المتحدة، التي أكد مؤسسوها مجددا إيمانهم بحقوق الإنسان الأساسية وكرامة الجنس البشري. وعمل المقرر الخاص المعني بالتعذيب على مدى عقدين من الزمن للمساعدة على تحقيق هذا الهدف. ويكتسي البروتوكول الاختياري لاتفاق مناهضة التعذيب، الذي أوجد إطارا يسمح بقيام هيئات دولية ووطنية بزيارة الأماكن التي يقبع فيها أشخاص محرومون من حريتهم، أهمية حيوية لفعالية عمل المقرر الخاص. وإني لأدعو مجددا جميع الدول إلى التصديق على هذا البروتوكول الاختياري.
ويجب علينا أيضا أن نذكر أنفسنا بأن الطبيعة المطلقة لحظر التعذيب ليست محل نقاش، وأنه لا يمكن تبرير التعذيب بأية حال من الأحوال. ويشمل ذلك الحظر المطلق، عملا بالمادة 3 من الاتفاق، لنقل أي شخص إلى جهة قضائية أخرى حيثما وجدت مسوغات معقولة تدعو للاعتقاد بأن الشخص سيكون معرضا للتعذيب.
والتعذيب، بجميع أشكاله وفي جميع السياقات، غير مقبول ولا يمكن السماح به. ودعونا في هذا اليوم نؤكد مجددا التزامنا بهذا المبدأ، ونعقد العزم على أن نسعى جاهدين لتخليص عالمنا من التعذيب.
رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، الموافق لـ 26 يونيو/ حزيران .200
العدد 1024 - السبت 25 يونيو 2005م الموافق 18 جمادى الأولى 1426هـ