قال رسول الله "ص" لأبي ذر: "يا أبا ذر، إياك وهجران أخيك فإن العمل لا يقبل مع الهجران".
كم هي رائعة وخلاقة تعاليم الاسلام، والتي لو أعطيناها بعض الحضور في حياتنا لأنتجت الكثير الكثير من الخير والبركة والسعادة والأمن والاستقرار، ولأنتجت "مجتمع المحبة والأخوة". قال الله تعالى: " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا" "الجن: 16".
لو عاش الناس الشريعة كما أرادها الله فيما صاغته من حقوق وواجبات ومناهج وتوجيهات وارشادات لتحولت الحياة الى رخاء وسعة والى جنة الله على الأرض.
الا ان الناس عاشوا التجافي والابتعاد عن تعاليم الله سبحانه وتعالى، ما حول الحياة الى حياة مثقلة بالبؤس والشقاء والاتعاب والمشكلات والازمات.
قال الله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" "طه 124 - 127".
ان من تعاليم الاسلام في صنع مجتمع المحبة والأخوة التواصل والتقارب وعدم التهاجر والتدابر.
وفي هذا السياق أكد الاسلام مجموعة توجيهات:
1- إفشاء التحية والسلام، وكم لهذا الخلق الاسلامي من أثر كبير في مواصلة القلوب، وفي مقاربة الارواح، وفي اشاعة الاطمئنان والأمن والسلام، وفي زرع المحبة والمودة والصفاء.
قال الله تعالى: "واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها..." "النساء: 86" .
وقال النبي "ص" "يا أنس، سلم على من لقيت يزيد الله في حسناتك، وسلم في بيتك يزيد الله في بركاتك"، وقال "ص": "ان أبخل الناس من بخل بالسلام". وقال "ص": "أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام".
وقال "يا فضل، هل تدري ما تفسير السلام عليكم؟ اذا قال الرجل للرجل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معناه علي عهد الله وميثاقه ألا أغتابك، ولا أعيب عليك مقالتك، ولا أريد زلتك، فاذا رد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يقول لك علي مثل الذي عليك، والله شهيد على ما يقولون".
هذا الحديث يعطي للسلام معنى العهد والميثاق مع الله سبحانه وهو معنى خطير جدا، فسلامك على أخيك هو عهدك وميثاقك مع الله ألا تخون أخاك، ألا تدبر له المكائد، ألا تسيء الى شخصيته، ألا تسقط مروءته، ألا تتعدى على كرامته.
وقال أمير المؤمنين "ع": "أفشوا السلام، وأطيبوا الكلام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
وقال عليه السلام: "للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد". وقال الامام الباقر "ع": "اذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه أحد يسلم عليهم، وان لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربنا".
2- التصافح، ان يلتقي المسلم أخاه فيصافحه بحرارة وحب، ويشد على يده بكل طهر وصفاء، وخلق إيماني رفيع وأدب اسلامي سام، له معطياته الكبيرة في تذويب كل الحساسيات وفي اقتلاع كل الضغائن وفي خلق التجاذب والتواصل والتقارب.
وقد أكدت هذا الخلق عدة من الروايات: قال النبي "ص": "اذا تلاقيتم فتلاقوا بالسلام والتصافح، واذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار".
وقال "ص": "اذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه وليصافحه فإن الله عز وجل أكرم بذلك الملائكة، فاصنعوا صنيع الملائكة" وقال الامام الصادق "ع": "مصافحة المؤمن افضل من مصافحة الملائكة"، وقال "ع": "مصافحة المؤمن بألف حسنة"، وفي الحديث: "اذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم اجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب لتتحات فيما بينهما حتى لا يبقى ذنب".
3- التزاور في الله، ان تتحرك قاصدا زيارة أخيك طمعا فيما عند الله من الأجر والثواب، فإنك بذلك تجدد حالة التماسك الاجتماعي، وتمتن الاواصر والعلاقات، وتخفف من اسباب القطيعة والابتعاد، فمن كلمات النبي "ص": "من زار أخاه الى منزله لا حاجة منه اليه كتب من زوار الله، وكان حقيقا على الله ان يكرم زائره". ومن كلماته "ص": "من زار أخاه في بيته قال الله عزوجل له: أنت ضيفي وزائري، علي قراك وقد أوجبت لك الجنة بحبك إياه".
ومن كلمات أمير المؤمنين "ع": "زوروا في الله، وجالسوا في الله، واعطوا في الله، وامنعوا في الله، زايلوا أعداء الله، وواصلوا أولياء الله".
ومن كلمات الامام الصادق "ع": "من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله وتنجز ما عند الله وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنة".
ومن كلماته "ع" "ان العبد ليخرج الى أخيه في الله ليزوره فما يرجع حتى يغفر له ذنوبه، وتقضى له حوائج الدنيا والآخرة".
4- التحذير من التهاجر والتدابر والتقاطع، ولا أشد خطرا على وحدة المجتمع، وتماسكه وتلاحمه من التهاجر والتدابر والتقاطع، وهكذا تتمزق أواصر الاخوة، وتتهدم مكونات التآلف، وتتشتت القدرات والطاقات، وتضعف الهمم والعزائم، وتنهزم المواقف والارادات.
وجاءت الروايات محذرة كل التحذير من هذه الظاهرة المدمرة، فعن رسول الله "ص" قال: "لا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، والسابق يسبق الى الجنة". وعن الامام الصادق "ع" قال: "لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب احدهما البراءة واللعنة، وربما استحق ذلك كلاهما، فقال له معتب: جعلني الله فداك، هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال "ع": لانه لا يدعو أخاه الى صلته، ولا يتغامس "أي يتغافل" له عن كلامه الآخر، فليرجع المظلوم الى صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخي أنا الظالم، حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه؛ فإن الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم".
وللايضاح لا يعني هذا الاستسلام والخنوع لحالات الظلم والاعتداء على الحقوق، المسألة هنا تتحرك في دائرة القضايا الشخصية، أما الظلم الاجتماعي والظلم السياسي فيجب على الناس ان يتصدوا له ويواجهوه بالاساليب الممنكة والمشروعة، وإلا كان في ذلك اغراء للظلمة والعابثين بمقدرات الناس، والمتلاعبين بالحقوق والكرامات.
وفي الحديث: "أيما مسلمين تهاجرا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا خارجين من الاسلام، ولم يكن بينهما ولاية، وايهما سبق الى كلام اخيه كان السابق الى الجنة يوم الحساب".
ماذا يعني التهاجر؟ ان تتجمد كل اشكال العلاقة بين الاخوين المؤمنين، فلا يزور احدهما الآخر، ولا يتكلم احدهما مع الآخر، ولا يسلم عليه ولا يصافحه، ولا يعوده اذا مرض، ولا يشاركه في أفراحه وأحزانه، ولا يسأل عنه اذا غاب، ولا يتفقد أوضاعه وأحواله وحاجاته، وهنا أنبه الى مسألة وهي: ان المقاطعة قد تكون من أجل الله تعالى، اذا كانت تعبر عن احدى صيغ المواجهة والتصدي للواقع الفاسد والواقع المنحرف، وكانت الخيار الافضل لتغيير وتصحيح هذا الواقع، وفي هذا الظرف تتحول المقاطعة الى مسئولية شرعية في سياق الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
في ذكرى الصديقة الزهراء "ع"
في هذه الذكرى نلتقي أعظم امرأة لم تشهد دنيا المرأة أعظم منها، فكانت حقا كما قال أبوها المصطفى انها "سيدة نساء العالمين" و"سيدة نساء أهل الجنة"، وقد تكثرت كلمات النبي "ص" تعريفا بالزهراء "ع": "فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، ومن أحبها فقد أحبني" "صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق"، و"ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها" هذا الحديث يعبر عن عصمتها، وانها لا تغضب الا لله. ولا ترضى الا لله". "أورد الحديث - مستدرك الصحيحين 3: ،153 وكنز العمال 6: ،219 وميزان الاعتدال 3:72".
"فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبي" "أورده فرائد السمطين 2:66".
"انما فاطمة شجنة مني، يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها...". "الشجنة: كالغصن من الشجرة"، وأود الحديث: مستدرك الصحيحين "3: 154" وكنز العمال "2: 111 حديث 3424".
هذه بعض كلمات صادرة عمن لا ينطق عن الهوى، ان هو إلا وحي يوحى، وهي الشهادة المعصومة في حق الزهراء "ع".
وقبلها جاءت شهادة الله تعالى إذ قال: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" "الاحزاب: 33".
جاء في صحيح مسلم "4: 1883 حديث 2424": بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبي "ص" غداة وعليه مرط "كساء" مرحل "ضرب من برود اليمن" من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
وجاء في صحيح الترمذي "5: 351 حديث 3205"، بالإسناد إلى عمر بن أبي سلمة ربيب النبي "ص" قال: لما نزلت هذه الآية على النبي "ص" "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" في بيت أم سلمة، فدعا فاطمة وحسنا وحسينا، وعلي خلف ظهره، فجللهم بكساء ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا"، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال "ص": "أنت على مكانك وأنت على خير".
وذكر هذا الحديث في كثير من المصادر: مستند أحمد بن حنبل "6: 292"، والمستدرك على الصحيحين "3: 146"، وشواهد التنزيل "2: 12"، وأحكام القرآن للجصاص "3: 360"، والاتقان للسيوطي "2: 563"، وعشرات المصادر الأخرى... "راجع كتابنا: التشيع... نشوؤه مراحله مقوماته ص 200 - 210".
واقعنا والصديقة الزهراء
في عصر الضياع والتغريب للمرأة المسلمة ما أحوج واقعنا إلى استحضار الصديقة فاطمة الزهراء، النموذج الأرقى في حياة المرأة. ومن المؤسف أن يفتش نساء هذه الأمة في هذا العصر عن "نماذج" مستعارة من هنا وهناك بما تحمله هذه النماذج من صور شوهاء ممسوخة. إنه الانبهار المحجوج، والافتتان الخاوي، واللهث وراء حضارة العبث، والسقوط في أحضان القيم الهابطة.
إن أي مشروع للنهوض بالمرأة يصر على إلغاء "مكونات الأصالة والهوية والانتماء" هو مشروع يتناقض كل التناقض مع دين هذه الأمة وقيمها وأخلاقها وثوابتها الإيمانية والروحية.
إننا لا نرفض الجديد الصالح الوافد من هنا أو هناك مادام لا يتنافى مع ديننا وقيمنا وثوابتنا، ومادام لا يصادر أصالتنا وهويتنا وانتماءنا.
إذا قرأنا مجمل المشروعات المتحركة في الساحة التي تحمل شعارات الدفاع عن قضايا المرأة، فالواضح في غالبيتها أنها تقلل من قيمة المعايير الدينية والروحية، إن لم ندع أنها تصادرها وترفضها.
ومهما حاولت هذه المشروعات أن تتبرأ من تهمة المصادمة مع القيم الدينية والروحية، فإن الواقع يبرهن ومن خلال الكثير من العناوين المطروحة أنها على غير وفاق مع هذه القيم أو على الأقل ليست معيارها الأساس وإن تناغمت معها بعض الأحيان مجاملة للشارع الديني الذي بات يقرأ جيدا كل الشعارات، وبات صريحا مع كل الانتماءات التي تتنافى مع هويته الإيمانية، ومع قيمة الدينية والروحية.
إننا ونحن نعيش ذكرى أعظم امرأة في تاريخ البشرية ندعو كل الناشطات من أجل النهوض بواقع المرأة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى أن ينفتحن على شيء من حياة الزهراء بما تحمله هذه الحياة من غنى فكري وروحي واجتماعي وسياسي، لو حركنا بعضه في واقعنا المعاصر لاستطاع أن يعطي للمرأة في هذا العصر كل الخير والسعادة، وأن يمنحها كل الإحساس بإنسانيتها وكرامتها ووجودها، وأن يحقق لها كل الطموحات النظيفة، وكل المطالب العادلة، وأن ينهض بها النهوض الأصيل وليس النهوض الموهوم المزيف.
مخاضات المرحلة السياسية الراهنة
المرحلة السياسية الراهنة بكل تحدياتها تحمل مخاضات صعبة، وإذا كان قدر هذا البلد أن يحتضن مشروعا يحمل عنوان "الإصلاح"، فهذا يفرض استحقاقات كثيرة وعسيرة، ومسئولية كل الأطراف أن تكون في مستوى هذه الاستحقاقات، وإلا كنا في وهم وسراب، ولا قيمة للشعارات، ولا قيمة للخطابات، فما أكثر ما خدرتنا الشعارات والخطابات شعوبا كنا أو حكومات، أفرادا عاديين كنا أو قيادات، المسألة كل المسألة كم نحن صادقون مع الأهداف والشعارات والعناوين، ولكي نكون صادقين يجب أن نواجه المرحلة بكل مخاضاتها الصعبة. هذه المخاضات قد لا تريح السلطة الحاكمة، وقد لا تريح مؤسسات السلطة، وقد لا تريح القوى السياسية، أو النخب الاجتماعية أو الثقافية، أو جماهير الشارع، ولكن لا خيار أمام الجميع إلا مواجهة هذه المخاضات الصعبة بوعي وبصيرة وصدق وإخلاص، وجدية وإصرار، وصبر وثبات.
ولكي نكون أكثر وضوحا، فإن الإصلاح لن يكون مشروعا حقيقيا، ولن يكون واقعا ناجزا إلا إذا قبلنا جميعا تحديات المرحلة، قد يكلفنا ذلك حراكا سياسيا صعبا، وحراكا ثقافيا صعبا، وحراكا اجتماعيا صعبا، فيجب ألا نضيق بهذه الحراكات السياسية والثقافية والاجتماعية، ويجب على السلطة الحاكمة ألا تضيق بهذه الحراكات، ولا يعني هذا أننا ندفع في اتجاه الانفلات الأمني أو السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، فهذا مرفوض بكل تأكيد، إلا أن دعوى الانفلات أو الانضباط يجب ألا تكون خاضعة لمزاجية هذا الطرف أو ذاك الطرف، فقد تتجه السلطة إلى اتهام حراك أو موقف أو ممارسة بالانفلات انطلاقا من مزاجية المسئولين في السلطة، وقد يتجه الناس المتحركون إلى اعتبار هذه الممارسة أو هذا الموقف سلوكا منضبطا، وبدافع من مزاجية أيضا، يجب أن تكون الضوابط والمعايير واضحة وصريحة وعادلة، وإلا فقد تعتبر السلطة خطابا أو موقفا أو مسيرة أو اعتصاما أمرا يتحرك في خانة الانفلات في حين يعتبر القائمون أنه يعبر عن الانضباط كل الانضباط.
قد يقال ان المسألة تحسمها القوانين والأنظمة، هذا الكلام صحيح إذا كانت هذه القوانين والأنظمة عادلة ومحل وفاق بين الأطراف، فإذا اعتبرت السلطة قانونا هو الذي يجب أن يحكم هذا الواقع أو ذاك، فإن أطرافا أخرى في الساحة اعتبرت هذا القانون قانونا ظالما أو جائزا أو فاقدا للشرعية، فسيبقى الأمر في دائرة الجدل والخلاف وستبقى مسألة الانضباط والانفلات غير محسومة.
قد يقال: إن "أمن البلد واستقراره" من الثوابت التي لا يختلف عليها أحد، فيجب أن يكون هذا معيارا لكل حراك أو سلوك أو ممارسة. هذا صحيح بلا خلاف، غير أن مساحة الأمن والاستقرار قد تبقى محل جدل واختلاف، فطالما اتهمت السلطة عملا بأنه مخل بالأمن والاستقرار، بينما لا يعتبره القائمون كذلك.
المطلوب من كل الأطراف الرسمية وغير الرسمية أن تكون على درجة كبيرة من المسئولية في التعاطي مع كل الحراكات السياسية والاجتماعية والثقافية، إذ إن التشنج الرسمي له مردوداته الخطيرة جدا على نجاح المشروع الإصلاحي، كما أن الانفعالات الشعبية غير المدروسة لها أيضا مردوداتها الصعبة.
هذا الكلام ليس محاولة لترضية الأطراف فإن الترضية التي لا تعتمد أسسا واقعية وعادلة لا تخرجنا من المآزق والأزمات. ما يهدف اليه هذا الحديث هو العمل على تخفيف التوترات والتعاطي بعقلانية وموضوعية مع قضايا الساحة بعيدا عن الانفعالات والتشنجات سواء صدرت من السلطة أو من الأطراف الأخرى... وهذا لا يعني السكوت أمام تجاوزات السلطة أو تجاوزات الأطراف الأخرى... فإن هذا السكوت يقود البلد إلى مزيد من الاحتقان والتأزم والفوضى، إن الحوار الهادف، الجاد، الصادق هو خيار هذه المرحلة، ومتى أوصدت الأبواب أمام هذا الحوار فالنتائج وخيمة ومدمرة ومرعبة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إقرأ أيضا لـ "السيد عبدالله الغريفي"العدد 1022 - الخميس 23 يونيو 2005م الموافق 16 جمادى الأولى 1426هـ