جاشتكى الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني قبل أيام بعد تسلمه أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول، مثل با
تركيا ستستفيد حتما من الاستثمارات، بل هي ربما ستكون صاحبة حصة الأسد في هذه الاستثمارات إذ تعمل شركاتها في كردستان وعموم العراق. قد لا نخطأ حينما نرى أن البراغماتية التي تتحلى بها تركيا يفتقر إليها العرب، فقد رأينا موقفها من الأكراد قبل أيام، إذ أذاعت وسائل إعلامها أن "انتخاب بارزاني لا معنى لها"، ورأينا كيف أن سفيرها في بغداد لم تفته فرصة لزيارة مسعود بارازاني "رئيس إقليم كردستان" وتقديم تهاني بلده إليه.
نعم... إن تركيا اليوم تتعامل مع العراق ومع الاكراد بنفس أخرى تختلف عن السابق، فهي التي انتقدت سياساتها بخصوص التركمان واكتفت بتحديد سقف مطالب التركمان بمساواة حقوقهم مع الحقوق التي حصل عليها التركمان في بلغاريا. وفضلا عن ذلك، عندما أصبح طالباني رئيسا كانت تركيا سباقة في إرسال التهاني إلى مام جلال طالباني واعتبرته "الرجل القدير وصاحب الخبرة". وهذا يعني أن ما يربط العراق بتركيا الكثير، وهو ما يفتح آفاقا جديدة ويؤسس لمرحلة جديدة. وهي المرحلة التي من المتوقع أن تشهد تطورا إيجابيا طبعا، خصوصا إذا ما حافظت تركيا على مواقفها هذه تجاه الأكراد والعراق ولم ترجع إلى "طورانيتها" وبالتالي تدخلها في شئون العراق الداخلية فـ "ترجع حليمة إلى عادتها القديمة".
المهم أن تركيا يبدو أنها أذكى من العرب. بدا أن العرب لا يعرفون شيئا في العراق غير وجود الأميركيين، ولا مصلحة لهم غير زوال الاحتلال، أما مؤسسات العراق ومسألة الاستثمار وإعادة الاستثمار فلا تخصهم في شيء، وليس للعرب مصالح وطنية ولا قومية.
قد يخطأ من يقول إن للعرب أية مصلحة في العراق، إذ يبدو أنه لا يوجد شيء يسيل لعاب العرب في العراق غير صور الدمار والخراب، ولا يهمهم مستقبل العراق وعافية العراق ومستقبلهم أيضا، ولم يعودوا يفكرون باستثمار ما يملكون من الإمكانات والطاقات لا لأنفسهم ولا للعراقيين. حتى إجراء الانتخابات لم يغرهم أو يطمئنهم، ولا وحدة العراق الوطني أهمتهم... أليس غريبا أمر العرب وموقفهم تجاه العراق الجديد؟
إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ