يبدو أن البعثات الدراسية في مملكة البحرين بحاجة ماسة إلى هيئة أو جهة حكومية - أهلية مشتركة تشرف عليها وتضع أولوياتها، فموضوع البعثات ليس مجرد إعطاء بعثة للمتفوق لدراسة تخصص ما في الجامعة وكفى، بل إن الأمر بحاجة إلى دراسة متأنية تراعي احتياجات سوق العمل البحرينية مع الأخذ في الاعتبار الأعداد المتزايدة للمتفوقين في كل عام وخصوصا المتفوقات منهم.
متفوقات هذا العام أبدين تخوفهن من عدم حصولهن على البعثات التي تتناسب مع ميولهن ورغباتهن، وعلى رغم تبديد وزارة التربية والتعليم هذه المخاوف منذ اليوم الأول للتسجيل من ان جميع المتفوقين سيحصلون على بعثات دراسية، غير أن هذه المخاوف لاتزال قائمة خشية عدم الحصول على التخصص المطلوب، وخصوصا أن عدد المتفوقين الحاصلين على معدلات 95 في المئة فما فوق بلغ نحو 506 متفوقين ومتفوقات في حين أن البعثات المطروحة في هذا العام بلغت 520 بعثة، ففي هذه الحال سيقع ظلم كبير على المتفوقين الحاصلين على معدلات 90 إلى 94,99 في المئة الذين لن يبق لهم سوى جزء بسيط من كعكة البعثات.
كل المعطيات الراهنة تؤكد ضرورة إيلاء البعثات الدراسية أهمية أكبر من جانب التخطيط لها من أجل الخروج بخطة بعثات تلبي احتياجات مختلف قطاعات سوق العمل خلال السنوات المقبلة، كما أن الملف التعليمي لابد أن يحظى باهتمام أكبر من المجتمع من أجل معالجة تزايد أعداد المتفوقات وتراجع أعداد المتفوقين
العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ