العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ

النعيمي... علوه في تواضعه

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يظل عبدالرحمن بن محمد النعيمي بهامته الرفيعة وقامته المنتصبة أعلى وأكبر من أن ينال منه هؤلاء المتفيقهون الفاشلون، من أصحاب المصالح الانتخابية الرخيصة المتوسلين الطائفية والحمية المناطقية الزائفة، فهو من ناضل وتغرب عن الوطن، وهو من ضاق صدر وطنه عن احتضانه فهاجر في المنافي وكافح الظلم والاستبداد مع مختلف مناضلي الجبهة الشعبية في الوطن العربي.

لا يمكن أن ينال هؤلاء من ظل عبدالرحمن النعيمي الطويل. هؤلاء الصغار ما خلقوا إلا ليضلوا صغارا، تستهويهم الدنانير، ويعشقون خداع الناس بالكلمات الرنانة في المسيرات وتوزيع المانشيتات الصحافية يمنة ويسرة. على اليمين في النهار في المساجد وعلى اليسار في السهرات الليلية، وتغوص أنفسهم في أوحال الذل والخنوع التام للاستبداد، كما هم يتلذذون بلثم النعال والأيدي في السر والعلن.

كنت أعجب دائما ممن يهاجم النعيمي، فوجدت ان غالبية من ينهشون لحمه هم إما من المتخددين للسلطات التي ظل يقاومها النعيمي طوال رحلته النضالية، وإما من طالبي اللجوء لحضن الطائفة. النعيمي كان يطلب حضن الوطن، رجلا يرفض المال والشهرة، ويرفض الإغراءات المادية والإغواءات، ويرفض الاصطفاف في طوابير التزلف مع المتملقين.

ومن أجل ذلك سيبقى ظل النعيمي الطويل بعيدا عن هؤلاء، وأكبر من أن يناله "العليق" الذي ينبت مع الورد، وما الورد الوطني الذي ينثره النعيمي في ساحات النضال يشوهه منظر العليق "الشوك".

رجل في مثل هذه الطباع... من يا ترى يمقته ومن يحبه؟ من من هؤلاء يطيق رؤية النعيمي ووجوده على الساحة السياسية؟ فالنعيمي رجل لا يطاق من قبل الفاسدين والمرتشين وأصحاب المصالح الطائفية. النعيمي خلق لوطن كبير يحتضن أبناءه. ولقد تعلمنا من مواقفه النضالية الكثير والكثير. يبقى النعيمي الطاهر في زمن "..."، ويبقى "بوأمل" كما عرفته مذ سنين من خلال مقالاته التي يتم تسريبها لداخل الوطن، أستاذا في الوطنية وملهما لدروب الكفاح والنضال الشعبي، هذا النضال الذي يسقط فيه من يسقط، ويستمر من يستمر.

يبقى النعيمي يحلم كما يحلم جميع البحرينيين في وطن لا يرجف فيه الأمل، في دولة القانون والمؤسسات، دولة المواطنة الحقة، دولة تسود فيها العدالة الاجتماعية وعلى أرضها تحترم آدمية البشر.

عبدالرحمن النعيمي رجل قدم عصارة عمره للوطن، وذبلت زهرة شبابه في صحاري ظفار والشام حتى شاب مفرقه، ومع ذلك مازال بكامل حيويته السياسية يمارسها بكل صراحة ووضوح وتواضع.

عطني إذنك...

من المعيب علينا ككتاب أن لا نوفي أمثال النعيمي حقهم، فهم ممن قدموا زهرات شبابهم للوطن، من أجل مصلحة المواطنين جميعا. وهم من كافح الظلم وفضح بؤر الفساد. واهمون هؤلاء إن سمحوا لأنفسهم أن يلامسوا ظل النعيمي... الصادق في زمن الكذب، المتمسك بوطنيته في زمن الطائفة، القابض على مبادئه في زمن اللامبادئ والتراخي، الشامخ واقفا في زمن الركوع والانبطاح. هذا هو "بوأمل" وهذه مبادؤه، فما هي مبادؤهم؟... أليسوا يتاجرون بالطائفة ويبيعون الوعود الزائفة، وفتحوا دكاكين سياسية للمشاغبة... فليقفلوا دكاكينهم فما عادت تجدي نفعا عمليات السمسرة في مذاهب الناس وعقولهم. ويبقى النعيمي رجلا علوه في تواضعه

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً