تمكنت قوات الأمن السعودية أمس الأول من قتل منفذي جريمة قتل الضابط مبارك السواط بعد مطاردة ومعركة استمرتا ثماني ساعات على الطريق البري بين مكة المكرمة وجدة، وبذلك أغلقت ملف هذه الجريمة من ناحية التعرف على هوية المجرمين والقضاء عليهم وفي وقت قياسي نوعا ما "72 ساعة بعد الجريمة". ولكن يبقى الملف مفتوحا على مصراعيه من ناحية أخرى، وهي الطريقة التي اتبعها المجرمان وهما من أتباع تنظيم "القاعدة" لتنفيذ العملية. فقد ضبطت الأجهزة الأمنية موادا كان القتلة قد أخفوها في سطح منزل المقدم السواط تدل على أنهم كانوا ينوون خطفه عند خروجه من منزله، وتشتمل هذه المواد على حبال ولواصق بلاستيكية إضافة إلى كاميرا فيديو وساطور، إلا أن مقاومة السواط أثناء محاولة خطفه إضافة إلى الصيحات التي بدأت تعلو داخل المنزل تسببت في تغيير الخطة والإقدام على قتله بإطلاق عدد من الأعيرة النارية عليه وتشويه جثته بالساطور، والفرار قبل وصول الأجهزة الأمنية للموقع.
فالعملية كان مخططا لها سابقا وتركز على اختطاف رجال الشرطة الذين كان لهم دور بارز وشجاع في القضاء على عناصر"القاعدة" في السعودية، وهو أسلوب جديد يهدف إلى أمرين اثنين: أولا، القضاء على من يعتبرهم أتباع التنظيم أعداء لهم وفي مقدمتهم رجال الأمن الذين أظهروا شجاعة متميزة في العمليات المتتالية التي أدت إلى القضاء على الكثير من إرهابيي التنظيم وقادته. ثانيا، إيصال رسالة تهديد إلى الشرطة بأن هذا الأسلوب "الخطف" لن يكون مستبعدا عن كل من يحاول محاربة "القاعدة" وأتباعه، وإثبات قدرة على ابتكار تكتيكات جديدة في الحرب الدائرة بين الخير والشر.
إذا على الجهات المعنية في المملكة وكذلك المواطنين الانتباه جيدا إلى هذه العملية وإدراك أنها أسلوب جديد لـ "القاعدة" قد يمتد إلى اختطاف مدنيين وليس رجال أمن وأجانب فقط
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ