يبدو أن أقصى طموح النواب المحترمين أن يوفروا للبحريني وظيفة "عامل سلندرات" وأقصى خدمة يمكن أن يقدمها النائب لناخبيه الذين أوصلوه إلى مقعده الوفير هي أن يوفر لهم الشواغر التي تأتي بالأجل قبل أوانه، وتخمد النفس قبل يومها.

عندما كان يناقش مجلس النواب في جلسته أمس موضوع إمداد جميع المنازل بشبكة الغاز الطبيعي بدلا من شراء الأسطوانات كان وجه اعتراض هذا النائب هو "إذا قمنا بمد شبكات الغاز فسنخسر بعض الوظائف التي يتقلدها البحرينيون" هذا هو منطق أحد نوابنا الذين نعقد عليهم الأمل في استخراج البلاد من وحل البطالة!

لست أعيب امتهان حمل "السلندرات" فهي مهنة شريفة أشرف من امتهان مهنة باسم الدفاع عن حقوق الناس، وهي مهنة لسلخ جلود الناس فمهنة "السلندرات" يمكن أن تحفظ للإنسان كرامته وتنشله من ذل السؤال، ولكن هل هذه الوظيفة ومثيلاتها هي التي ينتظرها البحريني من مجلس النواب الذي ملأ غالبية أعضائه دعاياتهم الانتخابية بأحلام لا تتحقق حتى في النوم فضلا عن اليقظة؟ ثم هل يقبل هذا النائب أن يمتهن هذه المهنة أحد أولاده، أو هو نفسه بعد أن ينتهي الفصل التشريعي الحالي لأنه سيلتحق بركب العاطلين ولن يفوز في الفصل التشريعي المقبل مادام يحمل داخل رأسه هذه الحلول السحرية للبطالة!

أتمنى أن يكون نائبنا العبقري الفذ أحد قراء هذه الزاوية حتى يفهم جيدا أن مشكلة البطالة ليست مشكلة عدم وجود فرص عمل، وإنما هي مشكلة رواتب متدنية لا تكفي لأمواس الحلاقة، إضافة إلى مشكلة عدم المساواة في توزيع فرص العمل