ورشة العمل عن تجارب المجالس الوطنية للتنافسية التي عقدت أمس في فندق الخليج تعتبر نوعية من عدة جوانب. فالورشة هي أول نشاط للمجلس الوطني للتنافسية الذي يرأسه الاستشاري جواد حبيب، واشترك في تنظيمها مجلس الأعمال العربي برعاية المنتدى الاقتصادي العالمي "منتدى دافوس"، وشارك في حواراتها نحو خمسين خبيرا ومسئولا من عدة دول عربية وخليجية حضروا للاطلاع على أفضل التجارب الدولية والإقليمية المتعلقة بقياس القدرة التنافسية.
ورشة العمل حضرها أيضا الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، استمع خلال وجوده إلى وجهات نظر تحدثت عن أهمية مجالس التنافسية في تنوير الرأي العام بشأن مفاهيم الإصلاح الاقتصادي من خلال المقارنة بأفضل الممارسات والمستويات الدولية، ودور هذه المجالس في إبراز صورة أكثر شفافية عن الوضع الاقتصادي، بحيث يستفيد متخذو القرار من التقارير التي تنشرها. وقد أشار عدد من المشاركين من الأردن ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر إلى سعيهم الحثيث لتعزيز أو تأسيس مجالس وطنية لقياس القدرة التنافسية بحسب المواصفات التي يطرحها منتدى دافوس. وأشار أعضاء المجلس المصري للتنافسية إلى تمكن المجلس - ومنذ تأسيسه قبل عامين - من التأثير على السياسة الرسمية، وشرحوا كيف ساهم المجلس في تحديد الأولويات والبرامج، وتوجيه القطاعات الاقتصادية لمواجهة الضغوط المتزايدة على الاقتصاد المصري الذي يحتاج إلى توظيف أكثر من مليون شخص سنويا، بينما قدرته الحالية لا تتعدى 300 ألف شخص.
الخليجيون استفسروا عن أساليب قياس التنافسية وكيف يمكن قياس القدرة الاقتصادية في دول الخليج التي تعتمد في قوتها على النفط. وكان جواب خبراء منتدى دافوس أن دول الخليج مازالت حالات استثنائية على المستوى العالمي، ولذلك فإن دور المجالس الوطنية للتنافسية في البحرين وبقية دول الخليج سيزداد أهمية لأنها صاحبة الشأن وتستطيع تحديد العقبات الرئيسية أمام الصعود بالمستوى الاقتصادي، كما تستطيع إعادة قراءة الأرقام آخذة في الاعتبار خصوصية الوضع الخليجي.
الشيخ خالد بن زايد صقر آل نهيان أشار في مداخلته إلى أن أهمية مجالس التنافسية ليست في تأكيد أو نشر الأرقام عن المستوى الذي تصل إليه هذه الدولة أو تلك بقدر ما هو المحتوى والمضمون وتحديد الأجندة الوطنية للاقتصاد.
الخبيرة جينيفر بلانك "من منتدى دافوس" أشارت إلى أن المنتدى انتهج حتي العام الماضي أسلوبين لقياس التنافسية، أحدهما ابتكره أستاذ الاقتصاد الأميركي مايكل بورتر، والثاني ابتكره جيفري ساكس. ولكن في العام الماضي بدأ المنتدى بتطوير أسلوب ثالث يجمع بين الأسلوبين، ويضيف إليهما تطويرا مهما لقياس التنافسية، وهذا الأسلوب يشرف عليه أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا الأميركية خافيير ساليه مارتن، الذي طرح عشرة مؤشرات لقياس القدرة، ومن ثم وزعها على أساس ثلاثة مستويات متداخلة. وعليه، فإن منتدى دافوس سيعتمد الأساليب الثلاثة خلال الفترة المقبلة، ولكنه مستقبلا سيعتمد الأسلوب المطور فقط. وعند مقارنة المستوى التنافسي للبحرين "عالميا"، فان النتيجة هي ان البحرين تحتل المرتبة الاربعين "بحسب طريقة مايكل بورتر"، والمرتبة الثامنة والعشرين "بحسب طريقة جيفري ساكس"، والمرتبة الخامسة والعشرين "بحسب طريقة خافيير ساليه مارتن".
المشاركون استمعوا إلى خبرات نوعية من الدرجة الأولى أمس، وخرج البحرينيون بتصور عن أهمية الدور الذي من الممكن أن يلعبه المجلس الوطني للتنافسية، وكيف سيوظف الإمكانات الدولية "منتدى دافوس" والإقليمية لكي يلعب دوره بحرينيا. والأمل في أن يستفيد القائمون على مجلس التنافسية من ورشة الأمس، ويباشروا العمل بهدف إصدار أول تقرير وطني عن التنافسية البحرينية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1020 - الثلثاء 21 يونيو 2005م الموافق 14 جمادى الأولى 1426هـ