العدد 1020 - الثلثاء 21 يونيو 2005م الموافق 14 جمادى الأولى 1426هـ

رئيس "الجامعيين": المطلوب من "التربية" زيادة عدد البعثات

بسبب ارتفاع عدد الخريجين المتفوقين

الوسط - محرر الشئون المحلية 

21 يونيو 2005

كان يوم أمس هو آخر يوم في التسجيل على البعثات، إذ بلغ العدد الاجمالي للمسجلين 1472 طالبا وطالبة من ضمنهم الذين حصلوا على معدل 90 بالمئة فما فوق.

وفي هذا اللقاء مع رئيس الجمعية البحرينية للجامعيين عبدالجليل خليل حاولت "الوسط" التعرف على بعض الجوانب المتعلقة باختيار التخصص وحاجة سوق العمل إليه.

يطرح الطالب الخريج اسئلة تتكرر في كل سنة، منها: أية جامعة وأي تخصص اختار؟ هل يمكن مشاركة الاسرة في هذا القرار؟

- في الحقيقة لا يمكن اعتبار هذه السؤال خاصا بالطالب أو الطالبة ولا هو مستقل معزول عن البيئة والأجواء التي يترعرع فيها الطالب بل واعتبر ان الحيرة والضياع التي يعيشها الطلبة هذه الأيام هي نتيجة طبيعية لاهمال المجتمع بكل مكوناته لهذا الملف المهم واقصد الملف التعليمي.

كيف نطالب الطالب او الطالبة ببدل المزيد من الاهتمام بالدراسة والبيئة تخلو من ذلك تماما؟

كيف نتوقع أن يكونوا ناضجين واثقين ولديهم القدرة على الاختيار والبيئة تخلو من ذلك تماما وهناك فراغ كبير بين المدرسة والجامعة أو سوق العمل التي يتوجهون اليها!

كذلك لابد أن اشير الى حال الاحباط عند الطلبة الأولاد، إذ بدأت اعدادهم في تناقص مخيف كما نلاحظ في هذا العام مثلا عدد الناجحين 5312 ونسبة الطلبة الاولاد 35 في المئة أي ما يقارب نصف الطالبات الناجحات الإناث 65 في المئة أما عدد المتفوقين الذي يزيد معدلهم عن 95 في المئة فهو 469 منهم 94 فقط للأولاد والباقي بنات!

هذه مسئولية المجتمع أن يتحرك والا فلن يكون ولد ضمن قائمة المتفوقين.

تتحدثون عن البعثات وتطالبون بالتخطيط المبكر لها، ماذا تقصدون؟

- نعم أقول إن الطلبة يحتاجون لشراكة واعية من الوالدين واستشارة من المختصين في تحديد واختيار البعثات. فالوضع الحالي يختلف عن السابق فالطالب حتى يحصل على مستقبل ناجح بعيدا عن البطالة فلابد هنا أن يلتفت لهذه المعادلة الذهبية:

معدل تراكمي على الاقل فوق 90 في المئة اختيار بعثة مناسبة لرغباته ومؤهلاته وتتماشى مع حاجات سوق العمل امكانات ذاتية من ثقة وطموح ولغة!

من أين وكيف يبدأ الطالب؟

- البعض يتصور أن التركيز على المعدل التركمي يكون فقط في السنة الأخيرة ولا يعتني بـ "التراكم" الذي يبدأ من الأول ثانوي والاصح هو التخطيط الذي يبدأ مع بداية دخول الطالب للمدرسة.

فاليوم لم يعد مقبولا أن يقتصر اهتمام الأسرة فقط بالمصاريف أو المتابعة اليومية وانما ينبغي أن يشمل التخطيط المستقبلي بما في ذلك التامين للدراسة المستقبلية على الأبناء ومعرفة نقاط ضعفهم وقوتهم في المواد الدراسية استعدادا لاختيار نوع التخصص المناسب.

والطالب لن يتمكن من الحصول على بعثة حكومية الا إذا كان معدله على الأقل 90 في المئة "لاحظ اعداد الناجحين هذا العام"، ولكن هذا لا يعني أنه فاشل وليس له مستقبل فالبعض قد يمر بظروف وانما عليه أن يجد ويتعب ويبحث عن بدائل ومصادر أخرى.

لماذا كثر الحديث عن قلة البعثات وشدة التنافس؟

- مع تزايد اعداد الخريجين الناجحين لابد من إعادة النظر في عدد البعثات وموازنتها فلا يمكن أن يبقى العدد كما هو وعدد الناجحين في هذا العام يزيد عن العام الماضي 466 وان عدد المتفوقين في هذا العام والذي يزيد معدلهم أو يساوي 95 في المئة هو 469 بينما عدد البعثات للمدارس الحكومية هو 520 أي أن يبقى فقط 51 بعثة لاصحاب المعدلات من 94,9 في المئة إلى 90 في المئة. الا تكون المطالبة بزيادة عدد البعثات وموازنتها امرا منطقيا؟!

كما أن هناك بعض الملاحظات على بعثات هذا العام:

1- تم تعديل نسبة أو حصة وزارة التربية والتعليم من البعثات إلى الثلث وهي نسبة معقولة لحجم الوزارة.

2- البعثات للمدارس الحكومية قل عددها عن العام الماضي "526" وكذلك المنح "74" على رغم أن عدد الخريجين ارتفع بنسبة 15 في المئة فلا مناص من زيادة موازنة البعثات.

3- المنح المالية تعطى للطلبة فوق 90 في المئة ولم يحصلوا لا على بعثة ولا منحة دراسية تعويضا لقلة البعثات.

وماذا عن حاجة سوق العمل ومدى مطابقة خطة البعثات لها؟

- في السابق كانت معرفة حاجات السوق بسيطة وكان التركيز على حاجات الوزارات من التخصصات اما اليوم فالعكس صحيح فحاجات السوق أصبحت معقدة وتحتاج لكثير من العناية والدراسة تجنبا للبطالة والتي هي نتيجة خلل بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل وتدفق العمالة غير المقننة! أولا لابد من معرفة تركيبة السوق التي نتحدث عنها. عدد الاجانب "من دون خدم المنازل" أو البحرينيين؟ وما هي كيفية تركيبة السوق؟ فالملاحظ أن تركيبة السوق"العام والخاص" هي في حدود 35 في المئة للبحرينيين و65 في المئة للأجانب فالحاجة للدخول في القطاع الخاص من البحرينيين مطلوبة على عكس القطاع الحكومي أو العام الذي اصبح مشبعا.

ثانيا معرفة كم فرص العمل التي ينتجها تنتجها سوق العمل؟ فالملاحظ أن القطاع العام او الحكومي لا ينتج الا ألف وظيفة سنويا "1000" معظمهم استبدال للمتقاعدين "لا توجد معلومات دقيقة عن وزارة الداخلية والدفاع" فبالتالي لا يمكن أن يستقطب اعدادا كبيرة بينما القطاع الخاص ينتج تقريبا "34,900" أربعة وثلاثون ألفا وتسعة مئة وظيفة سنويا وبالتالي قدرة القطاع الخاص لاستقطاب اعداد جديدة مازالت قوية.

وعلى هذا الأساس لابد من إدخال حاجات سوق العمل في البعثات والمناهج الدراسية المدرسية والجامعية بالخصوص حتى تلتقي المخرجات مع الحاجات! نعم لابد من الاشارة إلى أن الوظائف المتولدة من القطاع الخاص ليست كلها مناسبة للخريجين الجامعيين ويمكن معرفة ذلك من خلال تفكيك الوظائف الجديدة ومعرفة الشرائح التي تستحوذ عليها من أجل أن نقدم ارشادا عمليا لأبنائنا.

ومن الذين يستحوذون على هذه الفرص الجديدة التي تنتجها السوق؟

- نلاحظ مثلا أن عمال الإنتاج مثلا يستحوذون على "60,43 في المئة" من الوظائف الجديدة وطبعا ليست الأولوية الآن أن ينخرط أبناؤنا في هذه الوظائف فالاحلال يجب أن يكون للوظائف العليا أولا، وان كان هناك صعوبة عملية عليهم لأنهم بلا خبرة لكي يتسلموا مناصب إدارية وبالتالي فالتركيز والتخطيط يجب أن ينصب للشريحة الوسطى من المهن العلمية والمالية مثلا.

يأتي الحديث عن البطالة وعلاقتها بالجامعيين، كم عدد العاطلين الجامعيين؟

- نعم الآن يأتي الحديث عن البطالة، وما يهمني في الأساس هو ما يتعلق بالملف التعليمي وما يهمنا فيه اضعه في النقاط الآتية:

1- ان أعلى نسبة أو شريحة من قائمة البطالة هي الشريحة التي أكملت الثانوية العامة ولم تكمل دراستها الجامعية لاي سبب "قد يكون منها الفقر أو قلة الوعي" وأعتقدت أن بامكانها الانخراط في سوق العمل ووجدت نفسها في قائمة العاطلين.

ومن هنا نقول للطلبة وأولياء أمورهم إن ترك الدراسة في هذا المستوى يجب ان يكون خطا احمر.

البطالة

2- ان الملاحظ أن نسبة الحاصلين على البكالوريوس من العاطلين كبيرة منها 569 في سنة 2004 خصوصا عند الإناث والسبب الأساس هو اختيار التخصص غير المناسب ويمكن ملاحظة ذلك من الدراسة التي قمنا بها لمعرفة اعداد العاطلين ونوعية التخصصات. طبعا هذه التخصصات غير مطلوبة في القطاع الخاص ومشبعة في القطاع العام ويستطيع الطلبة بدل ذلك التركيز على التخصصات العلمية مثل العلوم أو التطبيقية مثل الهندسة أو المالية التي تشهد حاجة ماسة وحتى أن رواتبها مغرية قياسا بالأخرى. وما يهم الطلبة في الأساس معرفة التخصصات المرغوبة من قبل القطاع الخاص أو العام وهذا لا يمكن تحديده من دون مجلس أعلى يحدد حاجات المملكة من التخصصات في الأربع أو الخمس السنوات المقبلة ولا اتصور أن ذلك مستحيلا على صناع القرار مع توافر المعلومات الدقيقة.

أخيرا أريد أن اشير إلى نقطة مهمة وهي الإمكانات الذاتية، فالحصول على معدل مرتفع أو بعثة مناسبة لن يضمن له مستقبلا موفقا إذا كان الطالب يفتقد للطموح أو الثقة بالنفس أو اللغة والنضج

العدد 1020 - الثلثاء 21 يونيو 2005م الموافق 14 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً