اختتم الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ورشة العمل الخاصة بالصحة والسلامة المهنية وبيئة العمل التي نظمها بالتعاون مع الاتحاد الدولي للغزل والنسيج وصناعة الجلود خلال الفترة من 14 إلى 16 يونيو/ حزيران الجاري، بحضور نحو 45 نقابيا ونقابية، أكثرهم من الفتيات العاملات بقطاع الملابس الجاهزة، ما أعطى انطباعا إيجابيا لممثلة الاتحاد الدولي للغزل والنسيج سيلفيان كاباشيو. وعلى مدار ثلاثة أيام ناقش المشاركون في الورشة بعض المحاضرات المقدمة من اختصاصية الطب المهني بوزارة الصحة مها صالح، واستشاري الأمراض النفسية شبر القاهري، وتناولت صالح في اليوم الأول التأثيرات السلبية للصوت والضجة داخل مكان العمل والتحذير منها، وأخذ الاحتياطات اللازمة من أجل التقليل من إصابات العمل، وكذلك حث المصانع على توفير كل الاحتياطات اللازمة لحماية العمال من أضرار الصوت والضجة، مشيدة ببعض مصانع المملكة ومنتقدة البعض الآخر منها، وتناول القاهري في اليوم نفسه الإجراءات الإدارية التعسفية وأثرها على الجانب النفسي للعاملين، إذ أوضح أن أهداف هذه المحاضرة هي حث العامل على العمل وعدم الرضوخ لليأس لممارسات بعض أصحاب العمل السلبية. كما أنه حث أصحاب العمل على إنصاف العامل حيثما يعمل من دون التقليل من العمل الذي يؤديه، ومن دون النظر بدونية للعمل الذي يقوم به هذا العامل أو ذاك، مركزا على اتباع قوانين منظمة العمل الدولية في علاقة العامل برب العمل، حتى يستطيع العامل أن يعمل بشكل مريح، بحيث يساعده ذلك في زيادة الانتاج.

أما اليوم الثاني فقد خصص كاملا لبيئة العمل في الملابس الجاهزة اذ قدمت الأمين العام المساعد للمرأة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سعاد مبارك، نبذة مختصرة عن مندوبة الاتحاد الدولي للغزل سيلفيان كاباشيو، وكذلك عن العاملين في قطاع الملابس الجاهزة والظروف الصحية التي يمرون بها سواء من حيث معاملة بعض المصانع السيئة وظروف العمل السيئة التي يعامل بها العاملون في هذا القطاع، أو خطورة إغلاق بعض المصانع وتأثيره السلبي الاجتماعي والاقتصادي على العاملات المسرحات من هذه المصانع حيث دخلهم المحدود أصلا، ومن ثم قدمت رئيسة نقابة العاملين في الملابس الجاهزة خديجة شرحا وافيا عن ظروف العمل وبيئة العمل السلبية داخل مصانع الملابس الجاهزة، والتي تفتقر في بعض المصانع الحد الأدنى من بيئة العمل الصالحة، مؤكدة أن بعض المصانع لها مواقف إيجابية تجاه العاملات والبعض مواقفه سلبية جدا، رافضة النظرة السلبية للبعض من المجتمع البحريني للعاملات في الملابس الجاهزة، إذ يعملن بجد وجهد من أجل لقمة عيش وحياة كريمة، وفي ختام اليوم الثاني تم عرض فيلم فيديو يصور ظروف العاملين في مجال الملابس الجاهزة، والاستخدام البشع لعمالة الأطفال في بعض البلدان الآسيوية. وفي نهاية الورشة نظم الاتحاد زيارة ميدانية لمصنعي أمبيتور للملابس الجاهزة، ومصنع كيمياء، إذ تم إطلاع المشاركين في الورشة على سير عمل هذين المصنعين وظروف العمل بهما، وتناول المشاركون وبشكل أخوي مع المسئولين في هذه المصانع سبل تطوير العمل داخل مصانع الملابس الجاهزة، وتمثلت مطالبهم في إقامة علاقات متكافئة بين نقابة العاملين في الملابس الجاهزة وإدارات المصانع، وتطوير مستوى بيئة العمل داخل المصانع، وتكوين لجان خاصة بالصحة والسلامة المهنية داخل كل مصنع وإقامة ورش عمل من أجل رفع المستوى المعرفي لأهمية الصحة والسلامة المهنية