العدد 1020 - الثلثاء 21 يونيو 2005م الموافق 14 جمادى الأولى 1426هـ

المحاري: المشروعات الصغيرة بحاجة لجهات ممولة ودعم رسمي

دعت إلى إنشاء مصرف للفقراء

أكدت منسق برامج الدراسات العليا بجامعة البحرين جميلة المحاري أهمية الأعمال الصغيرة في خلق الكثير من فرص العمل، وقالت إن ما يقارب 90 في المئة من فرص العمل في البحرين وجدت عن طريق المؤسسات الصغيرة، كما أنها تمتص الشباب العاطل وتساهم في القضاء على البطالة.

وأضافت المحاري على هامش منتدى بحرين بازار النسائي أن المؤسسات الصغيرة توفر وظائف لا توفرها المؤسسات الكبيرة، وتقدم منتجات متنوعة وكثيرة وبأسعار رخيصة لا تقدمها المؤسسات الكبيرة، وتبتكر سلعا وتأتي بمنتجات جديدة أو غير موجودة في اقتصادنا كما انها تحرك أيدي عاملة لا تحركها المؤسسات الكبيرة.

وأشارت المحاري إلى أن المؤسسات الصغيرة تساهم بشكل كبير في انعاش حركة السوق المحلية عبر حركة البيع والشراء في المنتجات التي تنتجها وخصوصا أنها تتعامل مع الطبقة الفقيرة والمتوسطة إذ إن هذه المجتمعات لا تستطيع شراء منتجات الشركات الكبيرة بأسعار تفوق قدرتهم الشرائية ما يؤدي الى تحسين الوضع المعيشي والأسري لهذه الفئات.

وقالت المحاري إن المشروعات المتناهية الصغر تحتاج الى دعم مادي من الجهات المعنية، والمصارف الخاصة التي يجب أن يكون لها دور اجتماعي في عملية التنمية، ومساعدة الأسر المنتجة من خلال تمويل هذه المشروعات، وأوضحت أن المشكلات التي تواجه المشروعات الصغيرة هي عدم وجود جهات تمويل خاصة بها وعدم وجود قروض صغيرة، مشيرة الى ان هناك الكثير من العوائل الفقيرة التي لا تجد قوت يومها تلتمس قرضا بـ 50 أو 100 دينار لتبدأ مشروعا متواضعا لتوفير لقمة العيش، لكنها لا تحصل على هذا المبلغ، لأنها لا تملك ضمانا أو راتب ما يزيد من معاناة هذه الاسر.

وقالت المحاري: رغم اهتمام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بدعم دور المؤسسات الصغيرة الا ان المشكلة عدم وجود تعريف واضح ومتفق عليه للمشروعات الصغيرة والمشروعات المتناهية الصغر، وأوضحت أنه قد يكون مشروع بـ 200 دينار لا يدخل ضمن مفهوم مؤسسة متناهية الصغر لدى الجهات الممولة للمشروعات، وهنا تكمن المشكلة حين لا ينطبق المفهوم على هذا المشروع، ولذلك نرى أصحاب المشروعات الصغيرة يشتكون من الجهات الرسمية ولا نجدهم متفائلين من ناحية الدعم، وهذا الأمر بحاجة الى دراسة للوصول لحل مشكلات ومساعدة ومساندة الأسر المنتجة وأصحاب المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة.

ودعت المحاري إلى إنشاء جهة رسمية أو صندوق أو مصرف فقراء يمنح القروض للأفراد الذين لديهم مواهب وقدرات على الابداء لبدء عملهم، ودعمهم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وقالت إن نجاح مشروعاتهم هو نجاح للدولة والتخفيف من العبء الملقى على عاتقها، اذ ان هؤلاء خلقوا لأنفسهم وظائف، ووجدوا فرص عمل لآخرين في الوقت الحاضر أو المستقبل، وساعدوا في ولادة فرص عمل جديدة غير موجودة، وهذا الشئ ملموس في أي اقتصاد في العالم.

ودعت الى ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية في جميع المراحل الدراسية وتصحيح مكامن الخطأ ووضع مناهج قادرة على تنمية المواهب والابداع لدى الأطفال وزيادة الوعي الثقافي لديهم في كيفية تسخير امكاناتهم ومواهبهم وقدراتهم وطاقاتهم في أخذ زمام الأمور والمبادرة ببدء أعمالهم الخاصة.

وأضافت المحاري أن للتعليم دورا بالغ الأهمية في توجيه الأفراد لتأسيس حياتهم، والاعتماد على أنفسهم، والخلل الموجود في طريقة التعليم إذ إنها لا تدع مجالا للابداع وتقتل الكثير من المواهب التي لدى النشء، وقالت لو نظرنا الى الجامعة نجد ان من بين 19 الف طالب هناك نسبة بسيطة جدا من الطلبة الذين يرغبون في إنشاء عمل خاص بهم في حين ان الاكثرية الساحقة تريد العمل في الوظائف المتوافرة سواء في القطاع العام او الخاص وذلك يعود الى طريقة التعليم والمناهج التي جعلت ثقافة الطالب أن ينظر الى الوظائف الجاهزة والمريحة وإذا لم يحصل عليها يظل عاطلا عن العمل دون أن يبدع ويبتكر في إيجاد أعمال خاصة.

ودعت المحاري الجهات المعنية الى ايضاح دور وأهمية المشروعات الخاصة والصغيرة، وتوفير الدعم اللازم للبدء بهذه المشروعات

العدد 1020 - الثلثاء 21 يونيو 2005م الموافق 14 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً