تحديدا ومنذ أسبوعين تعرضت إلى كسر في رسغ يدي اليمين وكان السبب المباشر في هذه الإصابة صديق قديم حديث اسمه "صفا" وفي ملاعب التنس له اسم حركي هو "أزوز". .. بداية معرفتي بصفا "أزوز" كانت في مطلع الستينات عندما التقينا في صف مدرسي واحد في مدرسة أبوعبيدة بن الجراح "المدرسة الوسطى الابتدائية"... في ذلك الوقت كان صفا "أزوز" طفلا صغير الحجم... نحيفا وقصير القامة... له رأس صغير مع أذنين كبيرتين بارزتين وخارجتين من مكانهما ومتجهتين إلى الأمام... وقد أهداني في ذلك الوقت صورة شمسية له مازالت عندي حتى الآن مكتوبا في خلفها وباللون الأحمر "إذا فنيت اللحوم بقيت الرسوم"... طبعا الحاصل الآن هو عكس ما كان مكتوبا خلف الصورة الشمسية تماما... فبعد مرور اثنين وأربعين عاما على الصورة يلاحظ عليها وبكل سهولة تغير الزمن والوهن وتبدل لون الورق مع ميلانه إلى الاصفرار أما الصديق القديم الحديث... ما شاء الله عليه... شكله وكأن عمره مازال في العشرينات فهو الآن بعكس ما كان في الصورة... عريض المنكعين "المنكبين"... مكتنز الجسم... له بطن كبير ومدور مثل دوار الساعة... وأصبحت الأذنان ملتصقتين برأس كبير فيه مخ كبير وعاقل... في الواقع أن صديقي صفا "أزوز" انقطعت أخباره عني منذ أن أهداني الصورة وحتى العام 1978 عندما رأيته "لأول مرة بعد مرور خمس عشرة سنة" في نفس العمل معي ولم أصدق أنه نفس الشخص الذي كان معي في الصف الابتدائي... لقد تغير شكله كثيرا وأصبح أكبر حجما ولديه جسم فيه الكثير من العضلات... لم أتمالك نفسي وسألته عن سر التغيرات التي حصلت على جسمه وشكله فأخبرني بأنه الآن أصبح رياضيا معروفا ويلعب في مركز حارس مرمى لكرة اليد في ناد كبير وأيضا هو حارس مرمى منتخب البحرين لنفس اللعبة... إذا هو يملك الكثير من الجرأة مع يد حديد... جسم عضلي مع القليل جدا من المرونة... مضت الأيام والسنين وترك صفا "أزوز" لعبة كرة اليد واتجه إلى لعبة التنس الأرضي ليمارسها بشكل يومي تقريبا في ناد خاص... والصحيح أن الفضل يرجع له في نشر هذه اللعبة في ذلك النادي الرياضي الاجتماعي لأن صفا "أزوز" اجتماعي بالدرجة الأولى ويحب الناس كثيرا وليست له أية عداوات أو ضغائن مع أحد سواء في محيط العمل أو المحيط الاجتماعي ولذلك حاول وأقنع الكثير من زملاء العمل بالحضور والتدريب ولعب التنس الأرضي معه... والصحيح أيضا أن جميع من أقنعهم وأحضرهم للنادي وقام بتدريبهم شخصيا على لعبة التنس الأرضي أصبحوا وفي مدة قصيرة يلعبون بمستويات أحسن وأقوى منه وتركوه ليلعبوا مع غيره... صحيح ما في لزمة ولا صداقة... ولكني أنا غير... أنا صاحب لزمة وصداقة... لم أترك صديقي صفا "أزوز" يلعب مع آخرين من اللاعبين المستجدين الجدد أبدا... تأبى الأخوة والصداقة... لذلك وفي اليوم المشئوم "كان يوم السبت قبل الماضي" ذهبت إلى النادي "ويا ريتني لم أذهب" ولعبت ضد صديقي صفا "أزوز" ويا ريتني لم ألعب... فضرب علي كرة نابع قوتها من قلبه "وياريته لم يضرب التعبان" وحاولت صدها بالمضرب "وياريتني لم أحاول" لأنها ومن قوتها هي التي ضربت المضرب وكسرت رسغ يدي اليمين... لقد كسر يدي صيقي... منك لله يا صفا... منك لله يا أزوووز..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1019 - الإثنين 20 يونيو 2005م الموافق 13 جمادى الأولى 1426هـ