العدد 1019 - الإثنين 20 يونيو 2005م الموافق 13 جمادى الأولى 1426هـ

غـاب التفكيـر وحضرت العدســة

في المعرض السنوي لنادي التصوير الفوتوغرافي

القدم - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

في الفترة من 11 يونيو/ حزيران الجاري وحتى 18 منه أقام نادي التصوير الفوتوغرافي بجمعية البحرين للفنون التشكيلية المعرض السنوي للنادي على صالة الجمعية.

كما قام الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة بتوزيع الجوائز على الأعمال الفائزة في المعرض فكانت من نصيب عماد حماد، حسين الصيرفي ونزار الحداد.

ضم المعرض عددا من الصور التي التقطها أعضاء النادي فكانت هناك صور التقطتها عدسة بثينة فخرو، عماد حماد، عديلة الموسوي، يعقوب محمد علي، حنان حسن علي الخليفة، حيدر أكبر، عباس الموسوي، نزار الحداد، عقيل الموسوي، عادل العباسي، أحمد العبيدلي، علي كاظم، حسن الصيرفي، علي الكوفي، جواد الجد، خالد بو شهري، وخليل حماد وآخرون.

ويمكن التعبير عن المعرض الأخير لنادي التصوير بكلمة واحدة وهي "الحياة". اذ إن غالبية الصور المشاركة التمست جانبا معينا من حياة الانسان وحاولت أن تحمله شيئا مما تهجس به. فكان هناك جانبان استرعيا الاهتمام في المعرض، الأول تلك الصور التي نقلت صور الحياة عارية من دون "تلميع أو تشطيب". والثانية تلك التي حاولت المزاوجة بين ما تراه العين وما يحسه القلب من حركة. كما في اختلاجات الألوان عند عمار حماد، لغة الأشواك عند عادل العباسي، وارتعاشات الضوء عند عقيل الموسوي وعلي كاظم.

وان كان من حسن يعزى إلى تلك الصور المنقولة وفق الواقع فهو اهتمامها بالانسان وسعيها إلى تجسيد الكثير من تلك الشجون التي تثقل كاهله. فمن الجميل أن يكون للمصور الفوتوغرافي المقدرة على الانشغال بما ينشغل به الانسان الفقير المطحون والغريب في سعيه الى رزقه بعيدا عن وطنه، خصوصا اذا جاءت الصور مشحونة بكثير من الرموز والدلالات الانسانية. فوجود الانسان في هذه الصور المنتقاة بشكل بارز يجعل العين لا تتجاوزه وانما تتجه نحوه بفعل عناصر ثانوية أبرزها المشاركون بحرفية.

الأمر الآخر هنا والذي يحسب لجميع المشاركين أنهم حاولوا أن تأتي أعمالهم نتاجا لحال شعورية وتفكير دائم في صورة نقية محدودة الألوان تستطيع الولوج الى عين المشاهد في وضوح وذلك ما تحقق فعلا.

غير أن السؤال المهم هنا: أين هي خصوصية عين المصور، اذا كانت عينه هي ذاتها عين الانسان الذي لا يمارس التصوير؟! وكيف نستطيع الاقتناع بقول المصور حين يقول انه من دون الكاميرا يشبه من فقد بصره في حين يلتقط الصور كما يلتقطها الآخرون؟! من دون اهتمام بتصوير الأفكار التي تعرض لفكرة واحدة أو لمشروع يعمل عليه المصور. وهو الأمر الذي يحيل بالضرورة إلى السؤال عن مدى استعداد المصور البحريني إلى أن يكون مثقفا ومفكرا قادرا على تسخير عدسته لشيء أهم من المشاهدة البصرية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً