سبق لي أن كتبت أكثر من مرة مقالا يحمل في طياته عن التجنيس الرياضي الذي تمر به المملكة، وسبق أن استنكرت واستنكرت معظم الصحف المحلية التجنيس الرياضي. ولعلي أعود لكتابة عمود آخر يحمل في طياته التجنيس الرياضي وأهم ما يحدث في الشارع الرياضي عن التجنيس الرياضي.
لعلنا نتساءل عن فائدة هذا التجنيس (المتوحش) الذي يحصل في رياضتنا المحلية سواء كانت كرة القدم أو كرة السلة، وإلى أين ستصل رياضتنا في ظل تحطيم المواهب البحرينية التي تتوافر في كل مناطق البحرين وفي كل أندية البحرين.
بالأمس القريب استنكرنا مشروع نادي المحرق؛ تجنيس لاعبين أجانب يمثلونه في بطولة مجلس التعاون لكرة السلة، والمحرق يظن أن الأجانب سيحققون له البطولة... ولو حققها، هل ستكون فرحته عارمة بدخول النادي بطولة جديدة لكرة السلة على يد اللاعبين الأجانب! لا أعتقد أن المحرق سيحقق البطولة على يد هذه الفئة من المجنسين، ولو يستعين المحرق بلاعبين محليين وطنيين ستكون فرصته أقوى بكثير لنيل البطولة ويترك عنه التجنيس جانبا ويعتمد على فئة من اللاعبين المحليين أفضل بكثير له ولسمعة المملكة.
رائحة فضائح التجنيس بدأ الجميع يشمها، ومشكلاته بدأت تزداد بكثرة، فبعد ادخال الرياضيين (المستوردين) بدأت رياضتنا تتراجع إلى الخلف بعكس ما حدث لرياضتنا وخصوصا كرة القدم في السابق وتحديدا في العام 2004 و2006 عندما وصل منتخبنا إلى المركز الرابع في بطولة كأس آسيا، واستطاع أن يصل للملحق الآسيوي لكأس العالم وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول لنهائيات كأس العالم بكفاءة لاعبيه الوطنيين وحققنا مراكز متقدمة في بطولات كأس الخليج التي تعتبر حلم الرياضة البحرينية بتحقيق هذه البطولة.
لا أعتقد أن هؤلاء المجنسين سيستمرون مع المنتخب الوطني لكرة القدم، فبعد التصريح الذي صرح به المجنس جيسي جون لمجلة السوبر بندمه على اللعب للمملكة، وأنه نادم وبشدة على تمثيل الوطن، خرج علينا مجنس آخر نسي فضل المملكة عليه وكيف وصل اسمه عاليا بفضل المملكة... إنه فوزي عايش الذي شن هجوما لاذعا على الصحافة البحرينية عبر إحدى الصحف القطرية، وضج صراخا بعد مباراة منتخبنا أمام المنتخب القطري الأسبوع الماضي على ماتشالا، بعد أن منعه ماتشالا من الجلوس مع أية شخصية قطرية، إلا أن المجنس عايش جلس مع إحدى الشخصيات القطرية، ورآه ماتشالا و«عصّب» عليه الأخير ولم يؤدِ دوره كما يجب في المباراة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل زادت وتيرة الأعصاب بعد المباراة عندما صرخ عايش في وجه مساعد المدرب وأمره ألا يستدعيه ماتشالا مرة أخرى للمنتخب، وأنه لا يريد اللعب مع المنتخب بعد الآن!
هذا الأمر نشرته الزميلة «البلاد» في عددها أمس وفتحت تحقيقا كاملا عن هذا الموضوع. ونحن بدورنا كصحافيين نستنكر وبشدة ما حدث ونقف في وجه عايش، ونطالب المسئولين الذين جلبوه للمملكة بأن يبعدوه بأسرع وقت، وأن المملكة لا تتشرف بوجود مثل هذا اللاعب لتمثيلها وأي لاعب مجنس؛ لأن فرحتنا لن تكتمل عندما يفوز المنتخب بوجود هؤلاء وخصوصا أمثال عايش وجون.
أخيرا... كنا ندرك تماما نهاية حكاية التجنيس، والآن بدأنا نشم فضائح هذا المشروع الفاشل، ونطالب المسئولين بإبعاد المجنسين بأسرع وقت، والمملكة غنية باللاعبين الموهوبين، ولاعبو منتخبنا الحاليون فيهم الخير والبركة.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2409 - الجمعة 10 أبريل 2009م الموافق 14 ربيع الثاني 1430هـ