على رغم الزخم الإعلامي الذي أحيط به وعقب أسابيع من المباحثات التي تمت برعاية مصرية فشلت الحكومة السودانية وتجمع المعارضة في التوصل لاتفاق سلام شامل ينهي حال القطيعة بينهما. وعلى رغم الحضور السوداني والمصري الكبير وحضور قادة المعارضة مراسم توقيع ما أطلق عليه "اتفاق القاهرة" تضاربت الأنباء بشأن فحوى الاتفاق وكان الأجدر من الجهة الراعية وأصحاب القضية أن يصدروا بيانا مكتوبا يوضح ماهية هذا الاتفاق مع نشر نصه حتى يعلم الداني والقاصي ما آل إليه الحال.
وهنا بعض من التصريحات المتناقضة التي أطلقها بعض المسئولين السودانيين بشأن ما حدث وهي توضح أن الخطوة لم تكتمل بعد: أفادت مصادر التجمع، أن الاتفاق، تضمن "جداول زمنية لتنفيذ بنوده"، و"كون ثلاث لجان مشتركة بين الجانبين لتنفيذ بنود الاتفاق، الأولى، سياسية، وأخرى قانونية، والثالثة لدفع الضرر والمعالجات"، كما اتفق على "إنشاء سكرتارية متابعة دائمة في الأسابيع التالية لتوقيع الاتفاق لمتابعة وتنسيق خطوات تنفيذه في إطار المصالحة الوطنية الشاملة التي أقرها اتفاق القاهرة".
في حين وصف المتحدث باسم التجمع حاتم السر "المصالحة" بأنها خطوة كبيرة ومهمة للحل الشامل، مشيرا إلى اتفاق كامل بين الحكومة والمعارضة بشأن التحول الديمقراطي. وأشار في اتصال مع قناة "الجزيرة" إلى أن الخلافات مازالت مستمرة حول قضيتين رئيسيتين هما قوات التجمع ونصيبه في مؤسسات الدولة خلال المرحلة الانتقالية. كما أكدت مصادر التجمع موافقة قيادته على توقيع الاتفاق بعد تلقي "وعود" بأن تخضع هاتان النقطتان لمزيد من المناقشات وأنه سيتم التوصل إلى اتفاق مكتوب حولهما "دون أن تحدد متى وكيف".
وتقترح الحكومة السودانية منح تعويضات لمئات العسكريين الذين يشكلون قوات التجمع المتمركزة في شرق السودان وتسريحهم، بينما يريد التجمع إدماجهم في القوات الحكومية. ويعتبر التجمع الوطني أن نسب تقاسم السلطة خلال المرحلة الانتقالية غير عادلة، إذ تصل إلى 14 في المئة فقط.
وأكد نائب رئيس التجمع عبدالرحمن سعيد أن هذه النسبة لا تتفق مع الثقل السياسي للتجمع، موضحا أن قرنق وطه سيواصلان مناقشاتهما مع مفاوضي التجمع للتوصل إلى تسوية لهاتين المشكلتين.
هذه نماذج من التصريحات التي صدرت ولم نعرف حتى اللحظة ماذا تم الاتفاق عليه مادام مثل القضايا المشار إليها لاتزال معلقة. ننتظر المزيد من التوضيح ولعل وزير الخارجية السوداني يتكرم ويشرح للعالم ما تم في هذه المسرحية السيئة الإخراج
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1018 - الأحد 19 يونيو 2005م الموافق 12 جمادى الأولى 1426هـ