العدد 1017 - السبت 18 يونيو 2005م الموافق 11 جمادى الأولى 1426هـ

علامك يا وزير الإعلام

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في يوم الخميس الماضي وبعد أن قلنا خلاص هذا آخر موضوع نكتبه عن غوانتنامو ونحرق أعصابنا خرج علينا وزير الدولة للشئون الخارجية ووزير الإعلام محمد عبدالغفار بتصريح يقول فيه إنه قام بإجراء اتصال مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية من أجل إرسال المعتقلين البحرينيين الستة في معتقلات غوانتنامو إلى مملكة البحرين ولكن الحكومة الأميركية رفضت هذا الاقتراح أو الطلب على أساس أن هذه القضية تمس الأمن القومي الأميركي. .. عاد هذا كلام... إذا كان الموضوع هو الاتصال فقط من دون أية مفاوضات أو ضغوطات ونقل وجهة نظر الطرف الآخر لنا فهذا شيء سهل جدا ومن الممكن لأي شخص أو أي موظف القيام به وليس بالضرورة حتى أن يكون موظفا صغيرا بالخارجية "ألو أميركا هدوا عيالنه... ما سمع... شنهو؟... النمرة غلط؟... هذا مو رقم معتقل غوانتنامو؟... نعم... رقم البرادة إللي مجابلة باب المعتقل؟... من يتكلم؟... بابو موظف البرادة؟.. طيب ممكن كلم الناطور إللي على باب السجن؟... ممنوع؟.. مايبي يكلمني؟... إنزين قول له إذا كان يقدر يكلم الضابط المناوب علشان يكلم الضابط المسئول علشان يكلم الضابط إللي أكبر منه مسئولية علشان... علشان... علشان إذا ممكن.. يعني إذا سمحوا... يعني لو تكرموا... يهدون عيالنه... حاول عاد تقنعهم يا بابو... مشكور وما قصرت... باي باي... فيه جواب إنته كول مي بابو"... طبعا مثل هذا الكلام الخيالي من الممكن أن يقوم به أي شخص وليس بالضرورة أن يكون موظفا كبيرا أو حاصلا على درجة علمية كبيرة... شوفوا ترى آنه قلت إنه اتصال خيالي وما صار... عاد لا تبلشوني... ما فيني شدة سين وجيم ومن قال لك هذا ومن أين حصلت على هذه المعلومات؟... لكن من المعروف أن بين مملكة البحرين وحكومة الولايات المتحدة الأميركية اتفاقات أمنية وتجارية كثيرة ونحن قد وقعنا معهم اتفاق حليف استراتيجي وهذه الاتفاقات تسمح لنا بإجراء الاتصالات الأكثر حيوية وصدقية من أجل استلام أبنائنا المعتقلين ظلما في أقفاص سجون غوانتنامو... وأنا أعتقد أن الحكومة الأميركية ستتفهم أنه من الأهمية لها أن تكسب حب الشارع البحريني مثلما كسبت حب الحكومة البحرينية ولكن هذا العمل يتطلب أن يكون المفاوض على درجة عالية من التمكن في وسيلة الإقناع والاقتناع والإقناع المقابل وطبعا الدكتور محمد عبدالغفار دبلوماسي مخضرم قضى أكثر من ثلاثين عاما متنقلا بين الوظائف في وزارة الخارجية داخل مملكة البحرين وخارجها وهو الآن يمسك وزارتين مهمتين ومركزه وعمله وعلمه وشهاداته تسمح له بأن يكون مفاوضا ممتازا إذا أراد في سبيل إرجاع أبنائنا... هذا إذا أراد... وإذا حاول ولم يتمكن أو لم تسعفه الإمكانات الدبلوماسية أو الخبرة الميدانية في إقناع المسئولين الأميركيين فمن الممكن أن يستعين بأية جهود أخرى وهذا ليس بالخطأ لأنه يوجد ستة من الشباب البحرينيين مسجونين ظلما في اقفاص في دولة نائية على قطعة أرض مستأجرة من دولة أخرى لا يحكمها أي قانون من القوانين التي يعرفها البشر سواء في الأرض أو السماء ومن دون أي ذنب اقترفوه ويلاقون أشد أنواع العذاب قساوة.. فقط لأنهم مسلمون.

لو كنت أنا المسئول أو المفاوض بالنيابة عن حكومة مملكة البحرين والله لكنت أرجعتهم في مدة لا تتعدى الثلاثة أشهر... لكنت أقنعت حكومة الولايات المتحدة الأميركية بأن استمرار سجن أبنائنا البحرينيين في غوانتنامو لن يكسبها سوى الكثير من السخط والعداء من جانب الشارع البحريني وهذا ليس المكسب المطلوب... وفي المقابل كم ستكسب هي من صداقتنا ومحبتنا إذا أخلت سبيل أبنائنا المظلومين... أنا عندي الإمكانات ووسائل الإقناع ولكن هل هذه الإمكانات موجودة عند غيري...؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1017 - السبت 18 يونيو 2005م الموافق 11 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً