في الوقت الذي تنتقد فيه الولايات المتحدة ممثلة في رئيسها جورج بوش بشدة النظام الإيراني واصفة إياه بأنه قمعي وأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية غير ديمقراطية، نجدها أكثر تساهلا مع دول أخرى تسودها أنظمة شمولية.

وحتى المنظمات الدولية التي يفترض أنها مستقلة ومدافعة عن حقوق الإنسان مثل "هيومان رايتس ووتش" حكمت على هذه الانتخابات مسبقا بأنها "لن تكون حرة ولا نزيهة لأن المنافسة تقتصر على مرشحين وافقت عليهم لجنة دينية غير منتخبة" على حد تعبيرها.

وفي الواقع تنم هذه الاتهامات عن جهل واضح بمجريات الأمور في إيران، إذ شاركت مختلف الأطياف في العملية السياسية الأخيرة. فهناك سبعة مرشحين في حين لا يوجد في الولايات المتحدة سوى اثنين أو ثلاثة مرشحين يقتصر على أن يكونوا ديمقراطيين أو جمهوريين.

أن موقف الولايات المتحدة من الديمقراطية فيه كثير من الازدواجية حينما تتعامل مع الكثير من الدول التي لا تملك مؤسسات ديمقراطية أصلا. ولذلك يجب ألا يؤخذ ما يقوله بوش عن إيران محمل الجد لأنه لا ينظر إلى الحقائق والوقائع الجارية هناك. فطهران تمد يدها دائما للآخرين من أجل أن يعم السلام، وهي تؤمن بالعلاقات المتكافئة والندية واحترام الشئون الداخلية للدول الأخرى وفقا لتصريحات المسئولين الإيرانيين.

وعلى رغم أن الرئيس المنتخب في إيران دائما هو الذي يؤثر كثيرا على تحديد السياسة الخارجية للبلاد لأنه يملك القدرة على توجيه السلطة التنفيذية إلا أن واشنطن لا تريده إصلاحيا معتدلا فحسب، ولكن ينبغي أن يكون مطيعا لها في كل شيء وفقا لتصورها.

ولم تطلب طهران مستحيلا لتحسين علاقاتها مع واشنطن، فهي رفضت فقط الإصلاحات المفروضة من الخارج مثلها مثل أية دولة في المنطقة. وتؤكد باستمرار على أن الإصلاح يجب أن ينبع من الحراك الداخلي للمجتمع. واعتقد أن الكرة الآن في الملعب الأميركي وعلى واشنطن أن تغير سياستها العدائية وان تحترم الشعب الإيراني وثورته التي ارتضاها. أما إذا أصرت على مواقفها القديمة فلن يقدم أي من الرؤساء الإيرانيين أيا كانت توجهاتهم على عمل ايجابي معها مستقبلا